السلم التدريجي لتعويد طفلك على الصوم

2 صور

الأبناء هم زينة الحياة الدنيا التي يجب أن يتعامل معها الآباء بكل رحمة وعطف وتنشئتهم على تعاليم الدين الحنيف وأركانه كاملة بأسلوب التحبب، ولإبراز أهمية تعاليم الإسلام في شهر رمضان المبارك، يبذل بعض الآباء والأمهات طاقة هائلة لتعويد أطفالهم على الصوم وإجبارهم عليه، مما قد يعود بنتيجة سلبية على الأبناء.
من منطلق تنشئة الأطفال وتحبيبهم بهذا الشهر وروحانيته وإبراز مكانته في نفوسهم وتعويدهم على الصوم، تقدم معلمة التربية الدينية عائشة سالم في ما يلي أهم الخطوات التي يجب على الآباء اعتمادها تدريجياً لتعويد الأبناء على الصوم في الشهر الفضيل دون عناء.


• الأمر ليس بالصعب ولا بالهين ويحتاج إلى الصبر
تقول عائشة سالم: أنا أم لابنين أكبرهما في المرحة المتوسطة، وبفضل الله علي ومن خلال دراستي للشريعة الإسلامية والتربية النفسية في معاملة الطفل وبحكم عملي كذلك اتبعت الأسس السليمة في تعويد أطفالي وطلابي على كيفية الصوم خطوة وراء أخرى دون الاستعجال في الأمر، وعلى كل أم أن تتبع أسلوب التدرج في تعويد الأطفال على الصلاة أو الصوم أو حتى الأخلاق كي تصل إلى النتيجة النهائية المرغوبة.

• قواعد السلم التدريجي لتعويد الطفل على الصوم
قبل البدء أذكر جميع أولياء الأمور بقولة تعالى: "رفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلاثَةٍ:
عَنْ الْمَجْنُونِ الْمَغْلُوبِ عَلَى عَقْلِهِ حَتَّى يفِيقَ، وَعَنْ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ، وَعَنْ الصَّبِيِّ حَتَّى يَحْتَلِمَ"، وذلك للتمهل وعدم التعامل مع الطفل كشخص بالغ من منطلق العقاب والإجبار، ويفضل البدء في تعويد الطفل من عمر السبع سنوات، فالصغير لا يلزمه الصوم حتى يبلغ، ولكن يؤمر به ليتمرن عليه ويعتاد عليه، فيسهل عليه بعد البلوغ .
السلمة الأولى: يجب على الأم أن تحبب الطفل في شهر رمضان لتشعره بأنه مناسبة خاصة جميلة نستعد بها لنيل الثواب الكبير من الله، لذا ابدئي أولى خطواتك بسرد القصص الخفيفة عن أهمية الصوم وسبب فرضه بشرح مبسط للغاية ومشوق.
السلمة الثانية: إدخال البهجة على نفوس الأبناء بتجهيز غرفهم بالألعاب أو التجديد أو شراء الملابس الجديدة والألعاب استعداداً للشهر الفضيل ليعمق حبهم وتشوقهم لقدومه.
السلمة الثالثة: التعرف على قدرات الطفل، بمعنى إن كان طفلك في الثامنة من عمره لا تجعليه يصوم اليوم كاملاً منذ بداية الشهر، ولكن ابدئي في قياس قدرته من خلال إعطائه الحرية في الصوم عدد الساعات التي يريدها، ثم قومي بتشجيعه والثناء عليه ليتحمس على زيادة عدد ساعاته.
السلمة الرابعة: زيدي تدريجياً الساعات للطفل، مثلاً: في الأسبوع الأول حددي له الصوم من الصباح حتى الظهر، وفي الأسبوع الثاني يستمر في الصوم حتى العصر، أما في الأسبوع الأخير فزيدي كل يوم ساعة حتى يصل إلى وقت المغرب.
السلمة الخامسة: الالتزام بالصلاة، فلا يصح صوم بدون صلاة، لذا يجب تعويد الأبناء على الصلاة في أوقاتها وأمرهم بالحسنى وتحفيظهم الآيات القصيرة وأركان الصلاة.
السلمة السادسة: الاهتمام بمشاركة الأطفال في إطعام المحتاجين والتجمع مع الأهل والأصدقاء عند موعد الإفطار، فمشاهدة ذلك من قبلهم له أثر كبير في نفس الطفل، ويجعله يقبل على الصيام لمشاركتهم.
السلمة السابعة: مدح الطفل أمام الأصدقاء والأقارب والثناء عليه أنه أنهى الأسبوع الأول وصام إلى منتصف اليوم مثلاً، مشيرة إلى قدرته وثوابه الذي ناله وما سيناله أكثر إذا أتم اليوم حتى المغرب، كذلك تقديم الهدايا الأسبوعية كمكافأة تشجيعية له.