الـ"اضطراب ثنائي القطب" يرتبط بالنوم!

قد تكون هناك رابطة بين الاضطراب ثنائي القطب Bipolar disorder ومشاكل النوم، بوساطة ناقل عصبيّ يُسمّى السوماتوستاتين. وهذا الناقل العصبي يلعب دوراً في القلق والإجهاد، ويعتمد تنظيمه على الدوران الجيّد للساعة البيولوجية.

تفسير حدوث اضطراب ثنائي القطب
تتميّز هذه الاضطرابات النفسية بمراحل متناوبة من الهوس والإثارة، والتهيّج والفوران أو الغليان، تليها مراحل من الاكتئاب تتميّز بالحزن الشديد واللامبالاة. وقد عمل باحثون في مستشفى ماكلين في الولايات المتحدة على دراسة عوامل الخطر التي تؤدّي إلى الإصابة بهذه الاضطرابات، وتحديداً العلاقة بين اضطراب ثنائي القطب والخلل الحاصل في دورة الساعة البيولوجية (الاستيقاظ/النوم). وقد نشرت دراستهم هذه في "مجلة الطب النفسي البيولوجي" .

عينات وأبحاث
ولكي يعرف الباحثون دور الناقل العصبيّ السوماتوستاتين في إحداث هذه الاضطرابات، قاموا بدراسة أدمغة أشخاص متوفين وحلّلوا بنية الشبكة العصبية والناقلات العصبية الموجودة التي تنقل الإشارات بين هذه الخلايا. وفحص الباحثون أدمغة 15 شخصاً كانوا قبلاً يعانون من اضطراب ثنائي القطب، و12 شخصاً كانوا يعانون من مرض انفصام الشخصية، و15 شخصاً آخرين يشكلون مجموعة الضبط التي لا تعاني من الأمراض النفسية المذكورة هذه. ولاحظ الباحثون هذه التغييرات التشريحية العصبية لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطراب ثنائي القطب أو مرض انفصام الشخصية، وتحديداً عند مستوى اللوزة الدماغية (وتسمى أيضاً اللوزة العصبية)، وهي المنطقة من الدماغ التي تنظّم الاستجابات نحو الإجهاد والقلق. وكانت هذه المنطقة في الواقع منخفضة في عدد الخلايا العصبية التي تستجيب أو تتفاعل مع السوماتوستاتين لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطراب ثنائي القطب ومرض انفصام الشخصية. ولكن التواجد المنخفض للسوماتوستاتين قد يكون سببه اضطراب دورة الساعة البيولوجية للإنسان.

 

سيعجبك هل تودون العيش حياة أطول؟

دور السوماتوستاتين
وبناءً عليه، يلعب السوماتوستاتين دوراً في اضطراب ثنائي القطب. وعلى وجه التحديد، يمكن تفسير حدوث قمة القلق في بداية النهار، بسبب سوء تنظيم السوماتوستاتين عند منطقة اللوزة الدماغية أثناء دورة النوم. وفي هذا الصدد يقول د. هاري بانتازوبولوس، المؤلف الرئيسي للدراسة التي نشرت في موقع Science Daily: "على مدى أكثر من 50 عاماً لم يكن هناك دليل على أن هناك خطأ ما في إيقاع الساعة البيولوجية لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطراب ثنائي القطب، ولكن هناك فجوة كبيرة بين ما نفهمه حول أدمغة هؤلاء الأشخاص، وكيف تتغير دورة الساعة البيولوجية لديهم وما يساهم في تطوير الأعراض لديهم".

العلاج بالضوء
يؤكد الباحثون على أنَّ إجراء المزيد من الدراسات الإضافية أمر ضروري لفهم آلية هذه العلاقة بين دورة الساعة البيولوجية واضطراب ثنائي القطب. ويأملون على المدى الطويل في التوصل لفهم هذه الظاهرة على نحو كافٍ، للعثور على طرق علاجية جديدة مثل استخدام العلاج بالضوء لتنظيم دورة الساعة البيولوجية.

وسبق أن أثبت باحثون في علم الأعصاب والطب النفسي أن الجينات الوراثية مسؤولة عن ضبط إيقاع دورة الساعة البيولوجية، والتي قد يكون لها علاقة في الإصابة باضطراب ثنائي القطب.