(البرود) لدى المرأة الحامل.. ما علاجه؟

قالت لي بخجل وحرج وهي تهم بمغادرة العيادة بعد زيارتها الروتينية لمتابعة الحمل وهي بشهرها الخامس:
هناك شيء يؤثر جداً في حياتي مع زوجي ولدرجة كبيرة، أحس ببرود فظيع وعدم الرغبة باقترابه مني. أريد أن أعرف هل هذا سببه الحمل؟، وهل هناك حل أو علاج؟
لقد زادت بيني وبين زوجي المشاكل هذه الفترة بهذا السبب، ولا أدري ماذا أفعل، أخشى أن يسلك زوجي طريق غيري، وأكون أنا السبب ساعدني أرجوك.
الدكتور مجاهد حمامي، استشاري الأمراض النسائية والتوليد، المدير الطبي لمركز أرمادا الطبي في دبي، يرد على شكوى قارئة لسيدتي وطفلك.


لعل الحمل من أهم أسباب هذه المشكلة خاصة في الأشهر الثلاثة الأولى منه؛ حيث تعاني كثيرات من النساء من نقص الرغبة الجنسية أو عدمها خلال الحمل، وذلك بسبب التغيرات الهرمونية والنفسية والجسدية التي تحصل لديهن.
إن توقف الدورة الطمثية بسبب الحمل واختلال مستوى هرموني الأستروجبن والبروجسترون يلعب دوراً مهماً في تفاقم هذه الحالة بما يحصل من جفاف في المهبل وصعوبة أو ألم بالجماع يجعلها تعرض عنه.
كما أن التغيرات التشريحية في جسم المرأة كزيادة حجم البطن بسبب نمو الرحم، يجعل من عملية الجماع بوضعيات معينة تجربة مزعجة بدلاً عن ممتعة تجعلها تنفر منها في المرات التالية.
ناهيك عن العامل النفسي العصبي الذي يظهر خلال الحمل؛ إذ ينصب معظم تركيز الحامل على صحة وسلامة الجنين، وتنصرف عن التفكير بالأمور الجنسية والعلاقات الحميمية، وبما أن الإثارة الجنسية لدى المرأة عملية معقدة أكثر منها عند الرجل، وغالباً ما تبدأ بالدماغ والجهاز العصبي، فإن عملية إثارتها تصعب جداً مقارنة بها خارج أوقات الحمل.
فضلا عن بعض أعراض الحمل المزعجة من غثيان وإقياء صباحي إلى الأعراض الودية المعروفة بما يسمى بالوحام؛ حيث تكره الحامل الكثير من الأشياء التي كانت تحبها قبل الحمل كبعض الأطعمة والروائح، وقد يكون الزوج أحياناّ أحد هذه الأمور المكروهة؟

أعراض البرود الجنسي
- التأهب في الأعضاء الحساسة لجسم المرأة كحلمة الثدي والبظر.
- جفاف المنطقة التناسلية ما يجعل العلاقة الحميمية صعبة ومؤلمة.
- عدم بلوغ الإشباع، فأغلب السيدات الحوامل يستعدن الرغبة ابتداء من الشهر الخامس للحمل، وبشكل أكبر بعد الولادة.

العلاج
ولضمان نجاح علاج مشكلة البرود الجنسي من المهم جداً تحديد السبب المؤدي إليه.
1 - إذا كان الحمل هو السبب فيجب تطمين الحامل إلى أن هذه شكاية عابرة غالباً ما تزول مع تقدم الحمل وبعد الولادة .
2 - إذا كان السبب نفسياً عاطفياً فيجب تحليل المشكلة ومعرفة مسبباتها، وتقديم النصح والإرشاد للشريكين وربما مشورة طبيب نفسي، وزيارة مراكز الاستشارات الزوجية، أو عيادات العلاج الجنسي .
3 - يجب تشخيص وعلاج المسببات الأخرى للبرود كالالتهابات التناسلية وألم الجماع وجفاف المهبل بالأدوية المناسبة لكل حالة.