قصص وطرائف من داخل مكاتب المحامين

احمد الشهراني
بندر العمودي
محمد التمياط
4 صور

كثير منَّا يعتقد بأنَّ المحامي شخص لا يعرف سوى الجديَّة، والطرفة ليست في قاموس حياته، ولا يعرف مسالكها رغم أنَّهم أكثر الناس مواجهة للغرائب وأطرف القصص الواقعيَّة، التي ربما لا تخطر على بال غيرهم.


«سيدتي نت» تستعرض بعضاً من قصص عالم المحاماة، والمواقف التي يمرُّ بها المحامون، مؤلمة كانت أم طريفة.


الزواج بالأجنبيَّة ليس تعدداً
بداية أوضح المستشار القانوني أحمد الشهراني: في أحد الأيام وأنا بمكتبي حضر إليَّ رجل مسن وكان يريد أمر تصريح زواج من أجنبيَّة ومن خلال سؤاله اتضح أنَّه متزوج من أربع نساء فأخبرته بأنَّه لا يحق له الزواج ليكن ردَّه: جميع زوجاته سعوديات وهو يريد أن يتزوج بسيدة من جنسية عربيَّة، لكن بعد وقت من الجلوس معه أفهمته بأنَّه لا يجوز ذلك شرعاً، فكانت من القصص الطريفة والعجيبة التي مرَّت بي.


الحيلة انتصرت
ويستطرد الشهراني ليقول هناك قصة عن مجموعة من المزارعين قاموا ببناء بئر في إحدى القرى بحيث يكون لكل منهم ربع يوم ليروي أرضه وبعد سنوات من وفاة الورثة حضر أحد الأشخاص وذكر أنَّ له حق نصف يوم بالبئر وطلب شهادة أحد كبار السن وطلب منه أن يحضر للمحكمة ويشهد أنَّ له في البئر نصف يوم, لكن الرجل المسن رفض الحلف على شيء باطل فقال له الرجل المدعي لدي حلُّ لك من الناحية الشرعيَّة فأخرج نصف ريال وقال له ما هذا فقال نصف ريال ليقوم المدعي برميه في البئر وقال له أذن احلف أنَّ لي نصفاً داخل البئر وبالفعل ذهب وحلف بأنَّ للرجل المدعي نصف بالبئر لينتصر بالحيلة.


حيلة المحامي أظهرت الحق
ويسرد المحامي بندر العمودي قصة طريفة من أروقة المحاكم لدينا فيقول: من المعروف أنَّ قضايا الاغتصاب أصبحت شائعة في جميع أنحاء العالم، وتصعب كثيراً على الشرطة إثباتها ولاسيما بعد أن عمدت كثير من النساء إلى الادعاء بها زوراً للحصول على تعويضات كبيرة من الرجال الأغنياء, وتحضرني قصة حدثت هنا لامرأة أقامتها على رجل ثري اتهمته باغتصابها بالقوة والعنف، ولم يجد محامي الدفاع سبيلا لرد دعواها فأعرب عن استعداد موكله بدفع التعويض ثم أضاف قائلا، لكن يا حضرة القاضي لموكلي دعوى فرعية في ذات الدعوى يطالب فيها بالتعويض عما أحدثته هذه المرأة من تدمير لبعض المقتنيات والتحف الثمينة والأواني الفاخرة والنادرة وتدمير غرفة النوم، فاعترضت المرأة على طلب دعوى المحامي قائلة لم يحدث شيء من هذا ولم يحدث أي عراك يجعلني أدمر كل هذا، فما كان من القاضي إلا أن اكتشف كيدية دعوى المرأة وبدلا من أن يحكم لها حكم عليها بالسجن وبرأ الرجل الثري.


ورثة يخشون على صحة عمهم من ظلمه
ويذكر من القضايا الأسريَّة التي اعتبرها غريبة وتتخلص في أنَّ مجموعة من أولاد العم كانوا على خلاف مع عمهم ويتهمونه بأخذ أموالهم من دون وجه حق ورغم وقوع الظلم عليهم إلا أنَّهم كانوا حريصين على أخذ حقهم من دون محاكم خشية على صحة عمهم لأنَّه مريض إضافة إلى خوفهم على سمعة عمهم, إلا أنَّ العم كان مصراً على المحاكم وادعاء أنَّه بريء، لكن ثبت عكس ذلك بأنَّه قد أخذ أموال أبناء أخيه بالباطل لينتصر الحق فيما بعد.


العجوز النصابة
ويقول المحامي والمستشار القانوني، محمد التمياط, تحضرني قصة طريفة لسيدة كبيرة بالسن كانت تأتـي إلى مكتبي بعد كل فترة وتثير الجلبة والضوضاء إلى إن تقابلني وتطلب استشارة في قضايا وتذهب وكنت ألاحظ عندما أقول لها رأيي القانوني تقول نعم هذا ما قاله لي بعض المحامين، وفي إحدى المرَّات ذكرت جزئية لها استوقفتني وأخذت تسأل وتجادلني بها وذهبت, وبعد فترة في أحد الأيام يأتيني ابن أختي وهو موظف في إحدى شركات الاتصال ويحكي لي عن امرأة كبيرة بالسن أتت لهم وكان لديها مشكلة مع الشركة وأخذت ترفع صوتها وتهددهم وأعطتهم الكرت وقالت إنَّها المحامية فلانة بنت فلان وعندما اخبرني بالموقف وبمواصفات السيدة عرفتها وعرفت لماذا كانت تأتي لدي وتذهب لغيري, حيث كانت تعرف نفسها على أنَّها محامية وتنصب على الناس وتأخذ حلول قضياهم من مكاتب المحاماة, لكنَّها اختفت منذ فترة ولم نعد نسمع عنها شيئاً, ويضيف التمياط لا بد من أخذ الحذر وعدم الوثوق بالأشخاص إلا بعد التأكد من هوياتهم وصدق عملهم لأنَّ هناك العديد من يدعي أنَّه محامٍ ويكون بالأساس من المعقبين, لكي نتجنب الوقوع في المشاكل.