لماذا رفض السعوديون الثوب الواقي من الرصاص؟

تصاميم مصمم الأزياء الكولومبي
تصاميم مصمم الأزياء الكولومبي، عبارة عن ثوب سعودي واق من الرصاص
تصاميم مصمم الأزياء الكولومبي
الدكتور محمد الغندور، أخصائي غدد صماء
الشاعر سعد العنزي
مصممة الأزياء نوال البعيجان
7 صور

تصاميم الأزياء، سواء كانت للرجال أو النساء، تصاحبها دائماً بعض الأفكار التي لا يتقبلها أفراد المجتمع، أو أنها تصمم لفئة معينة منهم، وهذا ما حدث عندما قدم مصمم الأزياء الكولومبي ميجيل كاباليرو عرضاً لملابس رجالية ونسائية واقية للرصاص من تصميمه، مؤخراً، ومن بين ما تم عرضه ثوب سعودي واقٍ من الرصاص، كما تميزت الأزياء المعروضة بخفتها وأناقتها، وبدت كأنها ثياب عادية.


هذا التصميم أثار العديد من الناس، وأصبح حديث المجالس السعودية، حيث استغرب الكثير من السعوديين من هذا التصميم، وذكروا أنهم لا يحتاجون إلى ارتداء مثل هذا الثوب.


فيما كان رأي المصمم الكولومبي مختلفاً حين أطلق تصميمه وعرضه، حيث ذكر أن عدداً من كبار القادة والشخصيات من بعض دول العالم يستخدمون ملابسه، من بينهم: ملك الأردن، كما أفاد بأن لديه ما أسماه "نادي الناجين"، به 20 عضواً يدينون بحياتهم لأزيائه، وعبّر عن اعتزازه بذلك، وأنه يشعر بالرضا، ليس بسبب كسب المال والأعمال، بل لإنقاذ الأرواح.
وقد صمم كاباليرو سترات واقية من الرصاص ومن تفجيرات الألغام لقوات الجيش والشرطة، ويتراوح سعر البدلة الرجالية الرسمية بين 6 و8 آلاف دولار، فيما يبلغ سعر السترة فقط 3500 دولار.

تصميم غير مقبول
علقت مصممة الأزياء نوال البعيجان على تصميم مصمم الأزياء الكولومبي ثوباً سعودياً واقياً من الرصاص قائلة: أنا كمصممة أزياء نسائية وأيضاً رجالية، ولديّ أفكار كثيرة لتغيير اللبس الخليجي للرجل وإضافة ما يحتاجه في كل الظروف، لم يخطر في بالي تصميم ملابس أو ثوب، بالتحديد واقي الرصاص، وقد يكون السبب الرئيسي أننا في مجتمعنا لا نحتاج مثل هذا التصميم، بينما هذا المصمم الكولومبي يحتاجه، وكمصممة أزياء لست مع هذا التصميم، بل أرفضه، كما أتوقع ألا يكون هناك تقبل أو اقتناء في السعودية ولا في دول الخليج لمثل هذا الثوب، وذلك لعدة أسباب، منها: أننا لا نحتاجه، وأن تصميم ثوب كهذا سيكون ثقيلاً مهما كانت الاحتياطات وغير عملي عند ارتدائه، بالإضافة إلى أن سعره لن يكون في متناول الجميع، والمصمم عادة يحاول أن يصمم ما يكون عملياً وخفيفاً وسعره في متناول الجميع؛ ليجد الإقبال عليه.

لا نحتاجه
فيما يرى الدكتور محمد الغندور، أخصائي غدد صماء، أن تصميم مصمم الأزياء الكولومبي ثوباً سعودياً واقياً هو أمر غريب، وقال: الحمدلله على نعمة الأمن والأمان التي نعيشها داخل بلدنا، وأعتقد أننا لا نحتاج إلى ارتداء ثوب كهذا، ونحن كسعوديين لا داعي لتحصين أنفسنا بمضادات للرصاص؛ لأننا نعيش بالأمن والأمان، وأنا فرد من المجتمع لن أرتدي ثوباً كهذا، فلا يوجد مبرر للبسه، لكن جميل أن نكتشف دائماً الموضة الجديدة في عالم الأزياء، شرط أن تتناسب مع متطلباتنا وحاجاتنا، فليس كل ما يطرح يكون مناسباً لي أو لغيري، فالموضة لابد أن نأخذ منها ما يناسبنا ونترك الباقي لغيرنا، وقد تكون هذه الملابس المضادة للرصاص مناسبة لفئات كثيرة، وطبيعة عملهم تشترط عليهم ارتداء مثل هذه النوعية من الملابس لأهميتها، إضافة إلى سعرها المرتفع الذي لا يتوافر مع الجميع، وليست من متطلبات الحياة؛ كالكهرباء والماء والسكن وغيرها، لذلك لا أفكر يوماً ما باقتنائها.

يحتاجه أشخاص معينون
كما أبدى الشاعر سعد العنزي رأيه في تصميم مصمم الأزياء الكولومبي ثوباً سعودياً واقياً من الرصاص، حيث قال: أنا كرجل سعودي لا يهمني اقتناء مثل هذا التصميم لنفسي؛ لأنني لا أحتاجه، لكن في المقابل هناك شخصيات مركزها في المجتمع ومكانتها تحتاجه، وتستوجب بعض أمورها أن تكون حريصة، وأضاف: لو كنت شخصاً مهماً ولي مسؤوليات عامة وخاصة أقوم بها لمصلحة مجتمع أو منطقة، قد أحتاجه، فضعفاء النفوس كُثر، وخاصة هذه الأيام؛ في ظل الأوضاع غير المستقرة وفي العقيلات الصغيرة، وقد سمعنا كثيراً عن رؤساء دول وشخصيات وأعيان تم اغتيالهم، وفي نفس الوقت سمعنا عن شخصيات تمت سلامتها بلبس واقٍ للرصاص، وحقيقة هذا الاختراع ضروري جداً لكل شخصية مهمة في الدول؛ لكي لا يفرح عدوك بك، علماً بأننا كمسلمين نعلم ونؤمن بأن لنا يوماً موعوداً في كتاب مشهود، ولا نستطيع تغيير ما كتبه الله سبحانه لنا.