بعد أن تخلى عنها وهي صغيرة.. يطالبها بالحقوق والواجبات!

2 صور

إذا كنتِ زوجة أو ابنة أو أختاً أو زميلة، ولك موقف من سلوك أقرب الرجال إليك، فهذه الصفحة لك. قولي كلمتك له، فالذكي من الإشارة يفهم... وعسى أن يكون رجلك ذكياً!

الابنة: فاقد الشيء لا يعطيه!
هل معقول أنه من يتصل؟ نعم.. إنه هو! هل أرد على المكالمة أم أتجاهلها؟ لا... لن أرد الآن، ولأرى فربما سيترك لي رسالة صوتية أفهم منها سبب هذه المكالمة بعد انقطاع أكثر من عام. نعم، كانت آخر مكالمة من والدي لي قبل عام، فمكالماته سنوية أو أكثر، فما سبب المكالمة الآن؟ ربما يريد أن يخبرني أنه يودّ القيام بزيارتي؟ لا أدري، أتمنى ألا يكون هذا السبب، فكلما كان بعيداً، كان أفضل لي. لست الابنة العاقة، ولكن هذا ما فرضته عليّ الظروف وما صنعته ذكرياتي معه.
ها هي الرسالة الصوتية تصل: (مرحباً حبيبتي، لقد فرحت جداً عندما وجدت مكالمة منك على هاتفي، مع أنك لم تتركي رسالة، لكن مجرد اتصالك أسعدني. سأحاول أن أتصل بك لاحقاً، فقد اشتقت لسماع صوتك الجميل وأخبارك)!
هذه كانت رسالته! أنا اتصلت؟ كيف ومتى؟ أجل.. أجل.. تذكرت فقد كنت أقود السيارة وحاولت الاتصال بإحدى صديقاتي، ولكني أنهيت المكالمة فوراً، فقد شعرت أنني أضغط على رقم مختلف. نعم، لقد كان رقمه.. يا إلهي! كيف عليَّ تدارك الأمر الآن، وأنا لا أريد التواصل معه! أم هل هذه رسالة من الله كي يحثني على التواصل في هذه الأيام المباركة ونحن في شهر رمضان؟ ما هذا المأزق الذي وضعت فيه!
حسناً سأتصل، فلا أستطيع تجاهل الأمر، سأحاول التماسك وأتحدث بهدوء. لم يجب، حمداً لله، لكن بالتأكيد سيعاود الاتصال. كم حاولت أن أتعامل مع الوضع بموضوعية وتروٍ وحكمة، ولكني أفشل في كل مرة، فكيف لي أن أنسى طفولتي البائسة معه، لقد اختار حياة بعيدة عن أطفاله وزوجته، عاش أعزب وهو زوج وأب! والآن يريد أن يطالبنا بطاعة واحترام الأب والقيام بواجباتنا اتجاهه. أين إذن حقوقنا التي كان عليه منحها لنا؟ أليست هي صحيحة مقولة «فاقد الشيء لا يعطيه»؟ نعم، كيف لي أن أحنّ عليه وهو لم يحن عليَّ يوماً؛ أن أسأل عنه وهو لم يسأل عني، وأن أكون بجانبه وهو عاش حياته في غياب تام؟!
ها قد اتصل من جديد وأجبته، ومن المحزن المضحك أن مكالمته لم تتعد دقيقتين بعد انقطاع أكثر من عام! يؤكد لي في كل لحظة أنه لم ولن يتغير، فكيف لي أن أتعامل معه؟ القطيعة؟ لا أستطيع، فأنا محاسبة من الخالق، أم أجامله وأتواصل ولو كان على حساب نفسيتي المتعبة بسببه؟ أحزن عليه لا منه؛ لأنه لا يرى في تصرفاته أي خطأ، وشخص مثله لا يرى غير نفسه؛ لن يجد في المستقبل أي شخص معه غير نفسه، وسيبقى وحيداً.

أماني (25 – موظفة في شركة اتصالات)
شاركوا في تقديم اقتراحاتكم لأماني على موقع «سيدتي».


إذا كنت زوجاً أو أباً أو أخاً أو زميلاً وتواجه مشكلة في التعامل مع أقرب النساء في حياتك، فهذه الصفحة لك. قل كلمتك لها فالذكية من الإشارة تفهم... ولعلها تكون ذكية!

الأب: كفى عتاباً ولوماً
لقد تربينا على حكمة احترام الكبير، فأين ذهب الاحترام والتقدير ممن هم أصغر منا سناً؟ هل من الصحيح أن يهجرك أولادك وألا يسألوا عنك، ثم بعدها يطالبونك بالسؤال عنهم أولاً؟ كيف اختلت المفاهيم؟ ها هي ابنتي الوحيدة أماني دائمة الغياب، وإن اتصلت بها ترمي لي بكلمات عتاب وتأنيب! إلى متى سنبقى على هذا المنوال؟ لقد أصبحت زوجة وأماً ولا تزال تتصرف كالابنة الصغيرة المدللة التي تطالب بحقوقها.
أماني لا تريد الاعتراف بأننا في مرحلة جديدة؛ مرحلة النضوج، وعلينا التعامل معها بأسلوب جديد. هي التي ستتعب وتتأزم إن حاولت ربط الماضي بالحاضر، لتسحبه على علاقتنا في المستقبل. لقد صارحتها بأنني كبرت ودخلت مرحلة الشيخوخة وأحتاج لسؤالها، ولكنها تصرّ على معاتبتي ولومي على تقصيري. ما فائدة كل هذا؟ ما النتيجة؟ إزعاج وألم لكلا الطرفين، لماذا لا تحاول أن تفتح صفحة جديدة تتجاوز فيها كل الماضي؟ خاصة أنني بعيد عن حياتها، وكل ما أطمح له هو السؤال والتواصل عن بعد.


كأنها تريد معاقبتي على كل السنوات التي مضت، فما فعلته لها؟ لقد كانت حياتي صاخبة ووضعت في ظروف صعبة، فلماذا اللوم والعتاب؟ وما جدوى الحديث فيما حدث؟ واقع الحال يقول إنني والدها وهي ابنتي وانتهى الأمر. علينا أن نتعامل وفق واقع الحال. كم أتمنى أن أراها أكثر نضوجاً وتجاوزاً لكل ما حدث؟ وصدقوني لو أنها تعاملت معي بأسلوب أكثر محبة وتعاطفاً، فبالتأكيد سأتجرأ وأتواصل معها أكثر ولا أطيل الغياب، ولكن ترددي في الاتصال بها؛ هو لما أسمعه منها من برود وجفاء.


الحياة قصيرة وقاسية، فلماذا نزيدها متاعب وقسوة؟ لماذا نجلب لأنفسنا دوامة من الألم؟ شعور الندم من أقسى المشاعر بنظري، ولا أريد أن يأتي يومٌ تندم عليه أماني من طريقة تعاملها معي، مثلما أنا نادم على كثير من الأمور.


أتمنى لو أنها تقرأ هذه الكلمات لتفهم، وأتمنى من كل ابن وابنة أن يعلموا أن الآباء قد لا يعترفون بالخطأ والتقصير، ولكن يحاولون إصلاح ما أفسده الزمن، وإن كان بأسلوب خاطئ أحياناً، فلتكونوا أكثر تفهماً ورأفة. سيأتي يومٌ يصبحون فيه في نفس المرحلة، وسيعلمون حاجة المقربين منهم، ويدركون هذا الشعور الذي أمرّ فيه. أنا في النهاية رجل وأب ومسن، وإن أخطأت فمن الرحمة عدم الإلحاح في المواجهة؛ كي تسير الأمور بمحبة.

محمود (74 – متقاعد)
شاركوا في تقديم اقتراحاتكم لمحمود على موقع «سيدتي»