ندوة المرأة في السينما المغربية: لا وصاية على جسد المرأة

الناقد السينمائي عبد الكريم واكريم
الدكتورة عائشة بلعربي
2 صور
استأثرت صورة المرأة في السينما بالمغرب باهتمام كبير من طرف نقاد ومخرجين ومثقفين في ندوة (الجسد الأنثوي في السينما)، التي قدمتها الكاتبة الدكتورة عائشة بلعربي بمشاركة نخبة من الكتاب والأكاديميين (يوسف أيت همو– عبد الصمد ديالمي– محمد عريوس– أيوب بوحوصو)، وقالت عائشة في مستهل هذه الندوة التي تقام ضمن فقرات مهرجان سينما المرأة: إنه احتفاء ضمني بحضور المرأة في السينما وتثمينه، كما أنه أصبح يشكل موضوعاً آنياً، وأصبح من صلب اهتمامات المجتمع الاستهلاكي، بالإضافة إلى أن الجسد الأنثوي أصبح مجالاً يغري المخرجين للاشتغال عليه، حيث تتم معالجة قضايا ومشاكل المجتمع من خلال الجسد الأنثوي.

جدل حول حضور المرأة في السينما
أكدت عائشة بالعربي أن هذه المشاكل التي تتم معالجتها ورغم كونها من مجتمعنا إلا أنها لازالت تواجه بالرفض من جهات مختلفة.
وقد تركزت جل التدخلات حول حضور المرأة في السينما وتعامل المخرجين باختلاف مدارسهم مع صورتها على مستوى الكتابة والإخراج حيث أجمع المتدخلون على أن المرأة تبقى في جميع الحالات هي المتحكمة في جسدها؛ لأن الجسد يبقى في جميع الحالات رمزاً وما تقدمه الممثلة من أدوار كفنانة لا ينطبق على تشخيصها كإنسانة عادية، وتشكل جزءاً من هذا المجتمع الذي تختلف رد فعل مكوناته بين القبول لهذا الجسد أو رفضه؛ لأن الموضوع في نهاية المطاف هو وسيلة للمعالجة، وبالتالي فإنه يجب أن لا يخضع لوصاية أحد ما دامت المرأة بعقلها وبثقافتها هي المتحكمة في هذا الجسد.

الرقابة
ويرى الناقد السينمائي عبد الكريم واكريم أن هذه الندوة، تعد الأولى من نوعها؛ لأنها جاءت في الوقت الذي تتعالى فيه بعض الأصوات ذات خلفيات إيديولوجية ودينية تنادي بفرض الرقابة على السينما، ولذلك انصبت جميع تدخلات المشاركين على الجسد الأنثوي في سينما بعض البلدان الإسلامية التي يتناول فيها المخرجون الجسد بطريقة محتشمة، كما سلطت الندوة الضوء على تعامل المخرجين المغاربة مع هذا الجسد برؤى مختلفة تتراوح بين ما هو محتشم وما هو جريء، ليخلص الجميع إلى ضرورة إعطاء الحرية للإبداع وأن تبقى السينما في منأى عن الرقابة، ويبقى التعامل مع الجسد وسيلة لتناول وطرح قضايا المجتمع بفنية خاصة، مع رفضهم جميعاً لأي نوع من الوصاية على الجسد الأنثوي.