السكري وشرايين العين: علاجات جديدة

مرض السكري وتاثيره على العين
وفد من المشاركين في المؤتمر
2 صور

مرض السكري يعدُّ، في الوقت الراهن، السبب الأول للعمى. فقد يتعرّض المصابون بالنوع الأول، كما الثاني، من السكري، لخسارة البصر، إذا لم يحسنوا التحكّم في مستويات السكّر في الدم ولم يتلقّوا العلاج الملائم.

وللتعرّف إلى الجديد في علاج شرايين العين المصابة نتيجة السكري، وعلى هامش المؤتمر الطبي FOCUS، الذي عقدته شركة "باير" للأدوية في دبي لمناقشة التطورات العلاجية لمرض اعتلال الشبكية، "سيدتي نت" يسأل الأطباء المشاركين في المؤتمر:

ما هو تأثير داء السكري في شرايين الجسم عموماً، والعين خصوصاً؟
عندما يرتفع مستوى السكر في الدم، يمكن أن يتسبّب بانسداد الشرايين الكبيرة والصغيرة. ومن المعلوم أنّ شرايين العين صغيرة، لأنها لا تُكمل مسارها نحو مكان آخر، إنما تتوقّف في هذا العضو لتغذيته بالدم.
وعندما تُسدّ شرايين العين، يعاني المصاب من نزف دمويّ في داخل الشبكة.
ومن جهة ثانية، عندما تبدأ شرايين شبكة العين بالتلف، تتعرّض شرايين الكلى، في الوقت نفسه، للتلف أيضاً، لأنّ تأثيرات داء السكري تصيب شرايين العين والكلى سوياً.
ولعلّ جميع الأمراض المرتبطة بالشرايين (ارتفاع ضغط الدم وارتفاع مستوى الكولسترول والدهون الثلاثية وأمراض القلب) تسرّع عملية سدّ الشرايين وتفاقم مشكلة مريض السكري.
لذا، يشدّد الأطباء على ضرورة حفاظ مريض السكري على مستوى السكّر في الدم معتدلاً، علماً أنّ اختبار مخزون السكر في الدم يعلمه ما إذا كان ثمة خطر على الشرايين أم لا.


في أيّ مرحلة من مرض السكري تبدأ شرايين العين بالتلف؟
يحتاج داء السكري إلى ما يزيد عن سنوات خمس تقريباً، قبل أن تبدأ آثاره في الظهور على شرايين شبكة العين.
ويجدر بمريض السكري أن يقوم بفحص عينيه عند الطبيب، سنوياً، بغية التأكّد من سلامة شرايينها.
وفي المرحلة الأولى، تبدو بعض نقاط الدم على شبكة العين من دون أن تطال سلامة البصر، ما يدلّ على أنّ آثار السكري بدأت تتسلّل إلى شبكة العين، فيتطلّب ذلك من المصاب العمل سريعاً على ضبط مستوى السكّر في الدم لحماية عينيه.
وإذا أهمل الأمر، يزداد النزف الدموي في داخل شكبة العين، وتتفاقم المشكلة، وتظهر نتائجها السلبيّة بصورة سريعة.

ما هي العلاجات الحديثة، في هذا المجال؟
لكلّ مرحلة من مراحل النزف في داخل شبكة العين علاجٌ، علماً أنّ شبكة العين تُصاب جرّاء السكري في مركزين: الأوّل هو مركز البصر، أي النقطة الصفراء، حيث تمتلىء بالماء وتتسبّب بتراجع البصر لدى المريض؛ والثاني هو الشرايين الموجودة على أطراف الشكبة التي تتعرّض للانسداد، حيث يتوقف وصول الدم إلى جزء منها، فتتّسع الأوعية الدموية وتظهر شرايين جديدة رقيقة تحت الشبكة وتمتدّ إليها، لتبدأ النزف في داخل العين.
وبما أنّ هاتين الحالتين تتزامنان عادةً، فإنّ مرحلة العلاج الأولى تشمل الحقن داخل العين بـ 3 عقاقير مختلفة، منها: "أفليبرسبت" المختبر علمياً، والموافق عليه منذ أغسطس 2014 من قبل وكالة الأدوية الأوروبية وهيئة الأغذية الأمريكية. والبروتوكول الجديد يقضي بتلقي المريض بين 6-9 حقن خلال السنة الأولى من العلاج.


ما مدى فعاليّة هذه الحقن؟
نتائج الحقن جيدة جيداً، إذ بات بالإمكان إنقاذ المرضى من فقد النظر الكلّي. ويُمكن القول إنّه مع هذه الحقن تغيّر طبّ علاج شبكة العين بأكمله.

هل من علاجات أخرى في هذا الإطار؟
يعتبر "اللايزر"، اليوم أحد العلاجات الفعّالة في هذا المجال، إذ يُستعمل لحرق الشبكة في المكان الذي تنبت فيه الشرايين الصغيرة الجديدة النازفة، ما يمنع ظهورها من جديد، كما يتمّ إجراء جراحة استئصال الزجاجة من العين عند إصابة الشبكة بالتليّف أو النزف، فيتمّ الدخول إلى داخلها لقشر التليّف وتنظيف الماء الزجاجيّ.

وتجدر الإشارة الى أنه يمكن دمج مجموعة من هذه العلاجات مع بعضها، للحصول على نتائج أفضل.