في كثير من الأحيان نجد أن الصعوبة في العلاقة الحميمة والاضطراب الجنسي يعود لصدمة ليلة الدخلة، إذا لم يكن الزوجان مستعدان ومهيئان بطريقة سليمة للقاء الأول خاصة وأن بعض الأمهات لا يستطعن تقديم التوضيح المطلوب للفتاة المقبلة على الزواج حول ما يحدث ليلة الدخلة، إما خجلاً من الأم أو اعتقاداً منها بأن البنات يعرفن كل التفاصيل في عصر الانترنت.

الحالة 
وصلتني رسالة مطولة من الشابة (أمل) مقبلة على الزواج في الأشهر القادمة وتقول أنها تبلغ من العمر 18 عاماً عقد قرانها على شاب يبلغ من العمر 21 عاماً وهي سعيدة جداً، لأن والدتها وأخواتها يساعدونها في التجهيزات لليلة العمر المنتظرة، حتى جاءت إليها والدتها وبدأت تلمح لها عما سيحدث ليلة الدخلة، تقول أنها شعرت بالحرج الذي تمر به والدتها، الأمر الذي جعلها تختصر الموضوع بقولها لوالدتها أنها إنسانة مثقفة ومطلعة وتعرف التفاصيل وهو ما جعل أمها تعبر عن ارتياحها وسرورها.

تضيف أمل انها في حقيقة الأمر خائفة جداً من هذا الموضوع وما أزعجها أكثر أنها كلما سألت أي من صديقاتها تحصل على معلومات متناقضة فمنهم من تقول إن الأمر مؤلم جداً لدرجة أنها احتاجت للذهاب للمستشفى، وأخرى قالت أن الأمر ليس بهذه الصورة ويحتاج الى أسابيع حتى تتعود على الزوج, وما زاد من حيرتها ما قرأته على أحد المواقع الطبية حول نوعية غشاء البكارة، ما جعلها تتساءل عن أفضل الطرق لتخطي هذه الليلة بسلام ودون أي حرج من أي أحد خاصة من الزوج وهي حقيقة لا تعرف ماذا تسأله أو تقول له عندما يفتح معها هذا الموضوع فهي تشعر بالخجل الشديد والحرج من مناقشة الأمر معه إلى درجة أنها تفكر في أن تذهب لطبيبة نسائية وتسأل إذا كان الأمر يستدعي ما تشعر به من قلق وخوف؟

الإجابة 
الأخت السائلة أمل، أعتقد أن ما تمرين به من قلق وتوتر وخوف يعتبر أمر طبيعي وفي حدود المقبول لأي فتاة مقبلة على الزواج، حتى في هذا العصر ومع توسع مصادر الحصول على المعلومات سواء كانت صحيحة أم لا.
وقد تستغربين إذا أخبرتك أن الأمر ينطبق أيضاً على الشباب المقبلين على الزواج خاصة حول قدرته على الممارسة الحميمة، وما هو متوقع منه في ليلة الدخلة، وفي حقيقة الأمر قد يكون وضع الفتاة أفضل في بعض الأحيان فهي تستطيع أن تحصل على المعلومة من إحدى قريباتها أو أمها أو حتى المختصين، في حين قد يجد الشاب الحرج في التوجه لأي أحد بالسؤال عن ليلة الدخلة الأمر الذي يعتبره بعض الناس (نقصاً في رجولته) وكأن الشاب يجب أن يولد بكامل المعرفة حول العلاقة الحميمة.
مثل هذه الحالة تعرف (بقلق الأداء) خاصة فيما يتعلق بعملية الجماع الأول و إزالة غشاء البكارة، و إليك بعض المعلومات الطبية والحقائق العلمية حول ليلة الدخلة:

1.غشاء البكارة مكون من غشاء رقيق يحتوي على بعض الشعيرات الدموية الدقيقة وتغطي فتحة المهبل عند المرأة وهو لا يحتوي على أطراف عصبية ويأتي الألم الذي تشعر به العروس نتيجة تمدد واتساع المهبل للمرة الأولى، و يحدث تمزق لهذا الغشاء الرقيق وبالتالي خروج نقاط من الدماء لا تصل مطلقاً الى درجة النزيف، إلا إذا استخدم العنف في الجماع الأول ودون التهيئة للموضع، لا يتم إزالة الغشاء تماماً من أول لقاء و يتم ذلك تدريجياً.

2.هناك أوضاعاً معينة تجعل عملية اللقاء الأول أسهل بالنسبة العروسين.

3. يمكن مناقشة الأمر مع الزوج بحيث يتم الموضوع تدريجياً مع الاهتمام بالمتعة المتبادلة أثناء اللقاء الحميم.

4. ليلة الزفاف لا تعني مطلقاً أن تكون الليلة الأولى للجماع ويجب أن يكون اللقاء الحميم بموافقة واستعداد كامل من كلا الطرفين.

6.يجب الحرص على نظافة المنطقة الحساسة خاصة في الأسبوع الأول حتى لا تتعرض لأي التهابات موضعية عند الزوجة .

نصيحة:
الثقافة الجنسية الصحيحة للمقبلين على الزواج من كلا الجنسين تساعد كثيراً في التقليل من المشكلات والاضطرابات الجنسية بعد الزواج، خاصة تلك التي تنتهي بالطلاق نتيجة الجهل بالحقائق العلمية لمعنى الجماع.
 
المزيد: