«الفاشنيستا».. تسويق مخادع أم هواية متطورة؟

فؤاد الجشي
أحمد القحطاني
هل الفاشنيستا مجرد أداة تسويقية
التجمع الأكبر لممارسي هذه المهنة في الانستغرام
مهنة الفاشنيستا تسويق مخادع أم هواية متطورة ؟!
محمد الفقيه
الفاشنيستا أصبحت مهنة رائجة
زاهر الحكير
9 صور

حبُّ الجمال والأناقة أمرٌ محمود، فالله جميل يحبُّ الجمال، لكن المبالغة في التأنق تفسد ذلك الجمال وتخرجه عن مساره، وهو ما حدث لدى كثير من الفتيات حين حولن حبَّ تتبع الأزياء وخط الموضة إلى هاجس وهوس مستمر ومهنة سهلة تُدّر الأموال.


«سيدتي نت» حاورت بعض الشباب والفتيات السعوديات لأخذ آرائهم حول تقليعة مهنة «الفاشنيستا»، التي تفشت في المجتمع فماذا كان قولهم؟


سلعة لتسويق الرديء
تقول آمنة قاري (27 عاماً)، موظفة في القطاع الخاص: هؤلاء فئة لم يجدوا اهتماماً سوى من طرفين أحدهما من محبي المظاهر الزائفة فأُعجبوا بأناقتهم وأجسامهم وملامحهم الشكلية وتصرفاتهم، التي لا تدل على أدنى نضج، أما الطرف الآخر فهم مُلّاك شركات المنتجات التجميلية الذين يسوقون تلك المنتجات، لذا فإني أجد أصحاب تلك المهنة سلعة سهلة لتسويق الأدوات الرديئة.


دعاية خادعة
ويرى المهندس محمد فقيه (43 عاماً)، مدير مؤسسة تنظيم مهرجانات ومؤتمرات، أنَّ موضة الفاشنيستا ما هي إلا دعاية وإعلان لمستحضرات التجميل، وذلك لحث المستهلك على تجربة تلك المنتجات ليكتشف فيما بعد الخداع الذي تعرَّض له، إذ يصرف مبالغ باهظة في أمور لا تستحق الشراء، ويذهب ريعها للشركات العارضة، وقد تكون تلك المنتجات ضارة أو غير مصرح بها في بعض الدول.


الخداع والغش البصري
ولنورا أحمد (19 عاماً)، طالبة جامعيَّة، رأي متفرد، إذ ترى أنَّ كل ظاهرة في شبكات التواصل الاجتماعيَّة لها شقان ايجابي وسلبي، وظاهرة الفاشنيستا ظاهرة حديثة تساعد الفتيات على تعلم طرائق وضع مساحيق التجميل وتنسيق الأزياء وقصات الشعر وما شابهها من مواضيع تخص جمال المرأة، وهذا شق إيجابي، فالله جميل يحب الجمال، والجانب السلبي يتمثل فقط في تغيير الملامح في بعض الأحيان بشكل جذري ما يُوقع في الخداع والغش البصري المبالغ فيه في بعض الأحيان.


جذور تاريخيَّة
ويرى أحمد القحطاني، مدير إدارة استقطاب المواهب في إحدى شركات الطاقة، أنَّ الاهتمام بالموضة هو أمر يعود لآلاف السنين منذ الحضارات القديمة كالحضارة الرومانيَّة، والإغريقيَّة وابتداء بالثورة الرومانسيَّة والصناعيَّة والعصر الفيكتوري، ووجدت اهتماماً شديداً، خاصة فيما يخص صيحات العصر وخطوط تصميم الأزياء والموديلات، وما حدث حالياً هو ونتيجة لظهور الشبكات الاجتماعيَّة تطورت وأصبحت مهنة مماثلة لكثير من المهن، التي كانت في الأصل هواية موجودة وساعدتها وسائل التقنية في الانتشار. لذا أراها تطوراً طبيعياً.


ارتداد اجتماعي
ويخبر فؤاد الجشي (42 عاماً)، خبير التسويق العقاري، أنَّ هذه الظاهرة ناتجة عن العديد من الأسباب البارزة في مجتمعاتنا، وهي وجود بعض الارتدادات الاجتماعيَّة عن العادات الأصيلة نتيجة الترابط العالمي والعادات الدخيلة والثقة بالنفس المبالغ بها، والتمرد على العادات الاجتماعيَّة الحاليَّة والاقتداء بالمشاهير وحب الشهرة، وأجد أنَّ هذه المهنة في مجتمعنا تتكاثر لدى النساء بينما في عالمي كرجل لا أرى أنّها ستنتشر، لأنَّ مظاهر إطالة الشعر والملابس المشابهة للنساء قليلة أو ربما نادرة.


الرأي النفسي
الاختصاصي النفسي، زاهر الحكير، يطلعنا عن مجموعة من الأسباب النفسيَّة والاجتماعيَّة المترابطة التي ترافق ظهور هذه المهنة لدى البعض، فقال: يعود الأمر إلى تكوين الشخصيَّة الفرديَّة وبنائها وغالباً ما يكون الشخص يعاني من نقص داخلي يعود للثقة بالنفس وقد تكون ثقته مهزوزة في جانب مستوى الجمال فيعوض النقص بحب الظهور والشهرة وإن كان على حساب الآخرين من حوله فيرى ذاته هو الأعلى وتكون الـ«أنا» لديه مرتفعة جداً، وقد يعاني الفرد من نقص مالي وظروف اجتماعية عصيبة فيرى أنَّ هذا العمل هو الأسهل لجلب المال ولا يتطلب كثيراً من المهارات. لذا يلجأ لكل الطرق الممكنة للنجاح في تلك المهنة من الخضوع لعمليات التجميل المختلفة أو الدعاية لبعض الشركات أو المؤسسات، وفي بعض الأحيان تكون التربية هي منشأ مشكلة ذلك التضخيم، حيث ينتقص أحد أفراد العائلة أمراً شكلياً في الشخص، ولدى الشباب قد تكون زيادة الهورمونات الأنثويَّة عاملاً مرضياً بدنياً من دون أن يلتفت الشاب لهذا المرض، فليجأ إلى طريقة لتعزيز ذلك بدلاً من معالجة الخلل.


إحصائيَّة:
وفقاً لشبكة Marketing Pilgrim المتخصصة في مجالات التسويق المختلفة، فإنَّ التجمع الأكبر لممارسي مهنة الفاشنيستا في الشبكة العنكبوتية يكون في موقع التواصل الاجتماعي «الانستغرام» بنسبة 39% من الجنسين، كما أظهرت الأبحاث في كل من المملكة المتحدة وفرنسا أنَّ 70% من ممارسات مهنة «الفاشنيستا» هنّ دون عمر الـ 35، كما أنَّ اهتمام 70% من الذكور تجاه الأناقة والأزياء يكون في المرحلة العمريَّة، التي تلي سن الخامسة والعشرين.