سر ثروة بيل غيتس وطرق الأذكياء بجني المال

بيل غيتس
2 صور

في نهاية ديسمبر 2016 م، أعلنت مؤسسة بيل وميليندا غيتس الخيرية تخصيص 140 مليون دولار لإنتاج عقاقير للوقاية من فيروس الإيدز، وذلك بالاتفاق مع مصنع إنتاراتشا للمضادات الحيوية بكاليفورنيا، وتعتزم المؤسسة توزيع تلك الأدوية على التجمعات السكانية في إفريقيا. ويقدّر خبراء الصحة العالمية عدد المصابين بفيروس الإيدز بحوالي 1،9 مليون شخص سنويًا، معظمهم في إفريقيا، ويعقد الأطباء آمالا على العقار الجديد؛ لوقاية الشباب من انتقال عدوى الفيروس إليهم.

غيتس الذكي
ليس غريبًا على بيل غيتس أن يقوم بمثل هذه المبادرات، خاصة وهو صاحب الثروة الأعلى في العالم، وامتلاك الثروة في حد ذاته لا يعني أن صاحبها عبقري فوق العادة، بل فقط 1% من الأثرياء هم كذلك، وبيل غيتس نموذج للذكاء، وقد حقق ثروة قدرها 90 مليار دولار، وصار من أغنى أغنياء العالم.
السر في النجاح المتواصل لمؤسس شركة «مايكروسوفت»، أنه- في شبابه- قرأ المستقبل، وابتكر منتجًا ذا طبيعة فريدة.. «برامج السوفت وير».. التي لا يستغني عنها حاسوب في العالم، ولم يعلن جيتس منتجه المدهش إلا بعدما نجح مع رفيقه «بول ألن»- وبمساعدة والده المحامي- من تسجيل براءة الاختراع وحق الملكية الفكرية، فضمن عدم دخول منافسين، ظلت «مايكروسوفت» متفردة بمنتجها في السوق العالمية، تربح المليارات، بفكرة سبقت عصرها.

أستطيع فعل أي شيء
ولد غيتس في العام 1955م، في سياتل في الولايات المتحدة، ومنذ صغره كان يتصرف كشخص ناضج، لم يكن يضيع الوقت ولا يعترف بـ«وقت فراغ»، وكان بارعًا بالرياضيات والعلوم، وفي عام 1968 قررت مدرسته- «ليك سايد الإعدادية»- شراء جهاز كمبيوتر، فغيّر ذاك الجهاز مجرى حياته.
كان عمر غيتس حينها 13 عامًا، فاهتم بالكمبيوتر مع زميلته «إيفانس»، وزميله «بول ألن»، ليصبح الثلاثة أكثر معرفة في الكمبيوتر من أساتذتهم، وكان غيتس ذا ذاكرة ممتازة، ويردد دومًا: «أستطيع أن أفعل أي شيء إذا ما فكرت فيه»، وهذا ما يميز أداء النخبة، فالأشغال التي تبدو عادية تتحول في أيديهم إلى منتجات ذات قيمة عالية جدًا، والعبرة ليست بساعات طويلة نستغرقها في مهمة ما، بل بالتركيز التام خلال كل دقيقة، وإلا جاء المنتج أقل من المتوقع.

عصر الكمبيوتر
في العام 1974م، كان «بول ألن» في طريقه لزيارة صديقه «غيتس»، فرأى على غلاف إحدى المجلات صورة لكمبيوتر شخصي سيطرح في الأسواق اسمه ALTAIR 8800 فأخبر غيتس، وأدركا أن عصر الكمبيوتر الشخصي قادم، وبدآ بالتفكير في كتابة برامج لكل كمبيوتر، اتصلا بالشركة التي صممت الكمبيوتر، فطلبت منهما برنامجًا سهلا، انكب الاثنان لمدة 8 أسابيع ومنحاها برنامجًا بلغة «البيسك»، فكان نقطة تحول في ولادة شركة «مايكروسوفت»، وكان شعارها: «اعمل بكد وجهد، طوِّر في منتجاتك، واربح».
في كتابه «العمل العميق»، يقول د. كال نيوبورت- الأستاذ في جامعة جورج تاون: «سر النجومية يكمن في التركيز، ولا يحقق النجومية من يبدأ عملا ثم ينشغل بأشياء جانبية، فتأتي حصيلة جهده عادية باهتة، لا تصنع الفارق والتميز؛ لأن المؤثرات الجانبية تشتت الذهن وتحول دون التركيز، فيشتغل جزء من الذهن فقط، ولا ينتج أقصى ما في وسعه».