كثير من الأقنعة... قليل من الوجوه!

مبارك الشعلان
ما يحدث في عالمنا العربي الكبير خارج حدود العقل؛ فهو حفلة زار، أو منتدى للجنون، تقدم فيه كل أنواع الجنون. وتخرج المؤتمرات بعد ذلك لتتكلم عن الرشد والحكمة. أصحاب القلوب الطيبة مثل أصحاب السيارات الطيبة؛ عندما تصطدم بهم دائمًا يسامحون ويتجاهلون الأخطاء؛ لأنهم ببساطة لا يريدون خسارة من يحبونهم، ولكن إن رحلوا لا يعودون أبدًا. هناك أشخاص عندما تلتقي بهم، تشعر كأنك التقيت بنفسك، فهم قيمة مضافة في حياتنا، وهناك آخرون مجرد أشخاص؛ لا معنى لوجودهم في حياتنا، فمع أن الحياة ليست أشخاصًا، إلا أن هناك أشخاصًا هم لنا حياة. بعض الأحداث التي نمرّ فيها؛ تعيد تشكيل حياتنا من جديد، نشعر بعدها وكأننا ولدنا أشخاصًا آخرين؛ أشخاصًا لم يعودوا يشبهون أنفسهم. بعض الأشياء التي كنا نعتقد أن الحياة لن تستمر دونها، اكتشفنا بعد فترة من فقدها أننا نعيش حياة أفضل مما كنا عليه في الجانب الآخر، علمتنا الحياة في الضفة الأخرى أن فلسفة العلاقات الإنسانية تقوم على أن تترك مسافة بينك وبين الآخرين؛ حتى لا تصطدم بالآخرين، أو حتى لا تنصدم من الآخرين. تعامل مع النّاس كما ينصحُ خبراء القيادة: اتركْ مسافة أمانٍ بينك وبين السّيارات. حملة «أوصل سالم» المرورية تعلمك ترك مسافة كافية بينك وبين السيارة التي أمامك؛ حتى يسهل التعامل مع أي توقف غير متوقع. والمترو يعلمك ويلزمك عند الصعود أو النزول منه ترك مسافة بينك وبين الركاب الآخرين!! شعلانيات . البعض يجد ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻋذﺭًا ﻓﻲ ﻛﻞ شيء، ﻭﻻ يعذر ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ أﻱ شيﺀ! . بعد مراحل متعددة من الأذى، ستدرك أن الهروب من مرحلة العشم بالآخرين، هو أعظم انتصار يمكن أن تحققه لقلبك! . أصعب الأشياء أن تكون حبيسًا لواقعك وحلمك، فلا واقعك يحتمل ولا حلمك يكتمل! . في هذه الرحلة الطويلة من الحياة.. ستواجه الكثير من الأقنعة والقليل من الوجوه!.