حملة على نجاة بلقاسم وزيرة التربيّة في فرنسا لسببٍ لا يخطر على بال

تم اختيارها من مجلة شهيرة.. المرأة الأكثر جاذبية في فرنسا
نجاة بلقاسم وزيرة التربية في فرنسا
الكلمة التّي كتبتها الوزيرة بالسجل الذهبي والتّي ورد بها الخطأ الإملائي
عمليات سبر الآراء أكدت أنها من أكثر النساء العاملات في المجال السياسي في فرنسا شعبية
نجاة بلقاسم
نجاة بلقاسم أصغر وزيرة في الحكومة الفرنسيّة
6 صور
نجاة بلقاسم: صفر في الإملاء، هكذا عنونت وسائل الإعلام الفرنسيّة مقالات عديدة انتقدت نجاة بلقاسم وزيرة التربية في فرنسا وسخرت منها، ثم تحوّل الأمر إلى ما يشبه حملة ضدّ الوزيرة في وسائل التّواصل الاجتماعي.
وسبب هذه الحملة يتمثّل في تدوين الوزيرة كلمة بالسّجل الذّهبي لمدرسةٍ زارتها يوم الجمعة 13 يناير 2017، حيث ارتكبت أثناء تحريرها لهذه الكلمة الصغيرة غلطة إملائية وحيدة، فقد كتبت الوزيرة في السّجل الذّهبي كلمة professionalisme» والصواب هو professionnalisme وهي في الحقيقة غلطة إملائية بسيطة، وتتمثّل في رسم حرف n مرّة واحدة عوضًا عن مرّتين، فمعنى الكلمة لم يتغيّر وهو الحرفيّة أو المهنيّة، ولكن الخطأ البسيط الذّي ارتكبته الوزيرة هو في رسم الكلمة فقط، وبعد أن نشرته بعض الجرائد الفرنسيّة التقطه البعض وتمّ النفخ فيه وتضخيمه في وسائل التواصل الاجتماعي وانهمر سيل من النقد والانتقاد والسخرية، والتهكم والاستنكار ووصل الأمر إلى حد الشّتيمة والغمز واللمز؛ لأن الوزيرة أصلها عربي فقد كتب أحدهم قائلاً: «والآن فهمنا لماذا أرادت نجاة بلقاسم فرض اللغة العربيّة، مسكينة فرنسا» وكتب ثان: «عليها أن تستقيل، ولو أنها كتبت باللغة العربية لكان أفضل وأحسن».
عنصريّة
وهكذا انطلقت ضدّ نجاة بلقاسم حملة ظاهرها الدّفاع عن اللّغة الفرنسية، وباطنها دسّ عنصري باعتبار أن نجاة بلقاسم هي من أصل عربي.
والجدير بالذكر أنّ نجاة بلقاسم ولدت في بلدة «بني شكير» بإقليم «الناظور» في الريف بشمال المغرب ورحلت عام 1982 إلى فرنسا وهي طفلة في الخامسة مع شقيقتها فتحيّة وأمّهما؛ للالتحاق بأبيها أحمد الذي هاجر لفرنسا.
وبعد تعيينها وزيرة للتربيّة والتعليم العالي والبحث في الحكومة الفرنسيّة في شهر أغسطس (آب) 2014 أثار اختيارها ضجة في مختلف الأوساط الفرنسية إذ أنه لأول مرة يتم تعيين امرأة وزيرة للتعليم في فرنسا، والمؤكد أن الكثيرين من السّاسة وحتى من عامّة الفرنسيين استكثروا عليها هذا المنصب الحكومي الهام، وتعرّضت لحملة عنصريّة مقيتة شنّتها عليها جهات كثيرة، واتّهموها باطلاً بأنّها دعت إلى نشر اللّغة العربيّة، وأنها بعثت بمراسلة رسميّة إلى رؤساء البلديّات تحثّهم على تخصيص ميزانيّات لتأمين دروس إضافيّة في اللغة العربيّة خارج الدّوام المدرسي لأبناء المهاجرين العرب.