عمر الجاسر يتحدث عن الخلاف بين النادي الأدبي وجمعية الثقافة والفنون

الفنان د عمر الجاسر في مكتبه بالجمعية
الفنان د عمر الجاسر في مكتبه بالجمعية
الفنان د عمر الجاسر في مكتبه بالجمعية
الفنان د عمر الجاسر في مكتبه بالجمعية
الفنان د عمر الجاسر يتحدث للزميل وحيد جميل
الفنان د عمر الجاسر في مكتبه بالجمعية
6 صور
لا زال الصراع محتدماً بين مدير فرع جمعية الثقافة والفنون بجدة الفنان د. عمر الجاسر ورئيس مجلس إدارة النادي الأدبي الثقافي بجدة الدكتور عبد الله عويقل السلمي حول مبنى النادي القديم، والذي انتقلت إليه الجمعية قبل خمس سنوات على إثر اتفاقية وقعها رئيس الجمعية السابق عبدالله التعزي، مع رئيس النادي السابق الدكتور عبد المحسن القحطاني. ومنعاً لتفاقم الموضوع دخل بعض أعيان وأدباء جدة في وساطة بين الطرفين، خاصة بعد التراشق الإعلامي بين الجهتين، وبعد أن أبلغهم مدير فرع الجمعية الفنان د. عمر الجاسر، بناءً على تعليمات رئيس مجلس إدارة الجمعية في الرياض، بالتواصل معهم للتفاهم حول المبنى، لكنهم رفضوا ذلك، فرفض عمر الجاسر مغادرة المبنى إلّا بموجب خطاب رسمي من وزارة الثقافة والإعلام، إذا توقر البديل، أو من جهة رسمية، كالإمارة أو المحافظة.
* عن أسباب الخلاف تحدّث الفنان د. عمر الجاسر لـ "سيدتي نت" قائلاً:
- نحن في جمعية الثقافة والفنون لدينا رؤية وبعد نظر في الدراسات، نقدّم مشاريعاً فنية ثقافية، ونحتوي المجتمع والأطفال والأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة، وفتحنا الأبواب للجميع. عملنا لجان جديدة، لجنة الأفلام، ولجنة المسرح النسائي، ولجنة الخدمة الاجتماعية، ولجنة السلامة، ولجنة الفن التشكيلي، والمنتدى الثقافي، ولجنة الإعلام الجديد. كلها هذه اللجان مستحدثة لاستقطاب المواهب الموجودة في وطننا من الجنسين.
أيضاً عملنا شراكات مع جهات آكاديمية وخدمية وتعليمية، ووضعنا الرؤية التي نخدم من خلالها وطننا، وذلك تماشيا مع رؤية 2030 التي يتبناها سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وأطلقها ولي ولي عهده الأمير محمد بن سلمان. ونحن فخورين بوجود أمير الثقافة الأمير خالد الفيصل، والأمير المثقف محافظ محافظة جدة الأمير مشعل بن ماجد. وقد وجدنا في الجمعية الدعم من جميع المسؤولين وفئات المجتمع. وبفضل الله أسّسنا أول فرقة في العالم من الأطفال تقدم فن "خواطر الظلام". وهذا كي نقول إننا موجودين، وأطفالنا مبدعين، ونستقطب كل المواهب. وخدماتنا غطّت جدة ومكة المكرمة وبعض المدن ومحافظات المملكة. وأيضاً وصلنا إلى بعض الدول العربية والدول الأوروبية، وكل ذلك بجهود ذاتية وتكاتفنا ومحبة أهل جدة، كأدباء ومثقفين وفنانين وإعلاميين.
* يعتبر فرع جمعية الثقافة والفنون بجدة الأكثر نشاطاً على مستوى كل الفروع في السعودية، ومع ذلك خلال، تابعنا الأسبوع الماضي الهجوم على الجمعية من النادي الأدبي ومن بعض الكتاب. دعنا نتعرف منك عن أسباب الخلاف؟
- من كتب في الصحافة وهاجم من الأدباء والمثقفين، هم يمثلون أنفسهم، خاصة من استخدم كلمات يعاقب عليها القانون والشرع، مثل: إغتصاب واحتلال والبلطجة وهدم المبنى. هؤلاء لا يمثلون الثقافة المثقفين والإعلاميين والأدباء في مدينة جدة أو في الوطن، وهذه اللغة غريبة علينا، وما حصل من هجوم وتراشق إعلامي احتمال كبير أن يكون لعبة انتخابات، والكل يتاجر بمبنى جمعية الثقافة والفنون من أجل كسب الأصوات في الانتخابات المقبلة لرئاسة النادي الأدبي. وأنا أترفع على أن أدخل بهذه الانتخابات أو في هذه اللعبة، ولكن، كلي ثقة في المثقفين والأدباء ومنسوبي الجمعية العمومية في النادي الأدبي، وأنهم لن يرضوا عن ما حصل، لأنهم أناس عندهم بُعد نظر وحب لخدمة الثقافة والفنون.
يصمت قليلا ثم يقول: "على فكرة، النادي الأدبي من ضمن أحد بنود تأسيسه أو أهدافه، دعم الأنشطة الثقافية والفنية. وهذا الذي كنت أتمناه منهم، لكن لعبة الكراسي طغت عليهم. وأنا أقول لهم: ما زلت كجمعية ثقافة وفنون مستعد للتعاون معكم، وأن أحتضن أي نشاط أو فعاليات عندكم، وأنا عندي الكوادر موجودة، وذلك من باب التعاون، فأنا أخدم وطني ومجتمعي، وأمد لهم يدي وأفتح صدري، فتعالوا وتتكاتفوا معنا بدل أن تحاربوننا.
* وأنا أجلس في مكتبك سمعتك تتكلم مع شخص شعرت من ردودك أنه يحاول الضغط عليك أو مساومتك ومقايضتك؟
- أنا آسف بأن أقول هذا المثل: "ضربني وبكى سبقني واشتكى". هم (النادي الأدبي) الذين بدأوا في التصعيد الإعلامي والهجوم، وجيشوا الكتاب، ومعلومات غير صحيحة، وللأسف، بعض الأدباء والأديبات اتصلوا بي يتحروا المعلومة غير دقيقة، وأضحت لهم ولهن بأن المعلومات التي وردت لهم غير صحيحة، ولكن للأسف، البعض احترم وجهة نظري وما أوضحته، ولم يكتب ولم يتدخل، والبعض كتب من أجل الانتخابات، ولكن لن يصح إلا الصحيح.
* سمعت وساطة يقوم بها أحد رجال الأعمال، فهل يمكن أن تخلي المبنى وتسلمه للنادي الأدبي؟
- لا أنكر أن وجودنا في هذا المقر مؤقت، خاصة بعد أن تمّ اعتماد المركز العالمي للفنون الذي سوف يتم إنشاؤه في المطار القديم بجدة على مساحة 20 ألف متر مربع، حصلنا على مساحة 5000 متر مقراً للجمعية، بدعم من الأمير خالد الفيصل، وقد تكفل عدد من رجال الأعمال بتشييد المبنى، منهم الدكتور عبد الله دحلان والشيخ أحمد باديب، ومعهم 20 رجل أعمال من جدة، ولن نخرج من هذا المبنى إلّا لمقرنا الجديد أو مبنى بديل مجهز، وخروجنا لن يكون إلّا بخطاب رسمي من جهة رسمية، كالإمارة أو المحافظة، لأن الأرض التي يقع عليها المبنى ليست ملكًا للنادي، فالأرض تمليكها أمانة مدينة جدة، والمبنى قام بتمويل رجال الأعمال دعماً منهم للأدب والثقافة والفنون بمحافظة جدة. وقد صرّح عدد منهم بذلك، منهم د. عبد الله مناع، والشيخ عبد المقصود خوجة، وأنهم وهبوا المبنى لخدمة الأدب والثقافة والفنون، والآن النادي يملك مبنى نموذجي أكبر، وبالتالي وهبوا المبنى القديم لجمعية الثقافة والفنون، وأنه لا يحق للنادي الأدبي إخراج الجمعية من المبنى. ولكن كلّي أمل أن يحترموا رغبة الواهبين، وأن قتدوا بالدكتور عبد المحسن القحطاني ومجلس إدارته السابقة بمنحنا المبنى تقديراً منهم للظروف المادية التي تمرّ بها الجمعية ودعماً للمواهب والمبدعين في مجال الثقافة والفنون.

هجوم النادي الأدبي على الجمعية لعبة الكراسي من أجل الانتخابات.

* لكن هناك عقد بين النادي الأدبي وجمعية الثقافة والفنون.
- صحيح. لقد تمّ توقيع العقد بين رئيس النادي السابق الدكتور عبد المحسن القحطاني ورئيس الجمعية السابق عبد الله التعزي، وهو عقد انتفاع لمده خمس سنوات، وانتهت هذه المدة، ولكن لا يوجد لدينا بديل، وأعتقد أن أسباب مطالبة رئيس النادي وأعضاء مجلس الإدارة لنا بالخروج من أجل كسب العديد من الأصوات في الانتخابات، أي لعبة الكراسي، وهذا لن يتحقق في ظل وجود العقلاء من الأدباء المثقفين أعضاء الجمعية العمومية الداعمين لبقائنا.
* وما الحل من وجهة نظرك؟
- نحن مملكة الإنسانية، ملك الحزم والعزم الملك سلمان (الله يحفظه)، وولي العهد الأمير محمد بن نايف، وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وعندنا الأمير خالد الفيصل والأمير مشعل، وأنا أرجع وأكرر، السعودية حكومة وشعباً تحتضن الثقافات والفنون والأعمال الإنسانية في العالم أجمع، لن يتخلوا ولاة الأمر عن جمعية الثقافة والفنون، التي تعتبر خط الدفاع الأول للأمن الفكري، ولحماية شبابنا من التطرف غير المحمود والتطرف الإرهابي. بالمناسبة، أشكر كل زملائي وزميلاتي في الجمعية، سواء الرسميين منهم أو المتطوعين والمتطوعات، وكل أفراد المجتمع والإعلاميين والأدباء الذين وقفوا معنا، وبعض أعضاء مجلس إدارة النادي الذين يرفضون هذا القرار، وأقصد قرار الخروج من مبنى الجمعية وتسليمه إلى النادي الأدبي.
* في نهاية الحوار ماذا تقول؟
- لي عتب على بعض رؤساء التحرير في الصحف الورقية الذين سمحوا لبعض من ينتسبون إلى الأدب والثقاف بمهاجمة الجمعية بألفاظ خادشة للحياء، وعبارات لا تليق، ونشر المعلومات الكاذبة، سواء في مقالاتهم أو تحقيقاتهم، دون التواصل معنا لمعرفة الرأي الآخر، وهذا أقل حق أدبي وإعلامي وقانوني، لدحض أكاذيبهم وادعاءاتهم، وبالمستندات الرسمية.

تجدر الإشارة إلى أن مدير الجمعية الفنان عمر الجاسر تلقّى أثناء الحوار معه أكثر من اتصال هاتفي من شخصيات، منهم رجل أعمال. ومن خلال إجابات ونقاش عمر مع الطرف الآخر استشفينا أن رجل الأعمال قال للفنان عمر الجاسر إنه بعد عودته من بيروت (اليوم الخميس يصل إلى جدة) سيتصل به ليجتمعا سوياً وأنه وعدد من الأدباء يؤيدون بقاء الجمعية، حتى لو اضطر رجل الأعمال ومعه الأدباء، التوجه لزيارة الأمير خالد الفيصل وشرح كافة الملابسات، ومطالبة سموه الأمر ببقاء جمعية الثقافة والفنون بجدة بالمبنى. وبعد أن أنهى عمر الجاسر المكالمة قلنا له إن الصوت القادم عبر الهاتف يشبه صوت رجل الأعمال والأديب أحمد باديب، فضحك، وقال نعم. وسيتم الاجتماع معه مطلع الأسبوع المقبل.