دراسة: 8 جينات هي المسؤولة عن مشكلات النوم

مشكلات النوم
مشكلات النوم
مشكلات النوم
3 صور
يعاني معظم الناس من الأرق عند النوم دون إيجاد تفسير لذلك، لكن دراسة حديثة كشفت أن هناك 8 جينات ترتبط بالأرق، وكذلك النعاس المفرط أثناء النهار الذي يشعر به الشخص بشكل كبير خلال ساعات اليقظة، ويمكن أن يكون مجرد عارض ناتج عن عدم كفاية ساعات النوم، أو قد يكون عارضاً جانبياً لتعاطي نوع من الدواء، أو الإصابة بحالة مرضية معينة. وقد أظهرت نتائج هذا البحث أن بعض الجينات المرتبطة باضطرابات النوم قد ترتبط أيضاً بأمراض عصبية، أو نفسية مثل متلازمة تململ الساقين، ومرض الفصام، والسُّمنة.
وقالت الباحثة والأستاذة المساعدة "تخصص تخدير" في المستشفى العام وكلية هارفارد الطبية بماساتشوستس، ريشا ساكسينا، المشاركة في الدراسة: إن اضطرابات النوم قد تتزامن مع عديد من الأمراض في البشر، إلا أنه لم يكن معروفاً أن هناك مكونات جينية مشتركة تسهم في كل من مشكلات النوم وتلك الحالات. وأشارت التقديرات إلى أن نحو 30% من الاشخاص في جميع أنحاء العالم يعانون من اضطرابات النوم، وأن حوالي 10% من مواطني الولايات المتحدة، يعانون من أعراض يمكن تشخيصها سريرياً بالأرق، وبيَّنت الدراسة أن العوامل البيئية قد تكون السبب في ذلك، مثل الإزعاج الموجود في الحي الذي يعيش فيه الشخص، أو وجود أطفال، أو عمل يتطلب اليقظة أثناء الليل، أو الشعور بالإجهاد نتيجة تجربة بدنية، أو نفسية مؤلمة، أو بسبب صفات وراثية.
وأوضحت الدراسات في السابق، أنه قد يكون من بين الجينات ما هو مرتبط ببعض اضطرابات النوم، مثل الخدار، وتوقف التنفس أثناء النوم، إلا أن تلك الجينات هي الأولى المرتبطة على وجه التحديد بالأرق.
وأضافت الباحثة أن الدراسة بحثت أحوال انتشار الأرق، ومشكلات النوم والنعاس المفرط أثناء النهار لدى 112586 حالة من البالغين في بريطانيا، وقد تم رسم خرائط لجينات جميع المشاركين لأغراض الدراسة، كما تم جمع معلومات إضافية عن أوزانهم، وما يعانونه من أمراض.
وكشفت النتائج أن بعض الجينات التي كانت مرتبطة بشدة باضطرابات النوم كانت أيضاً مرتبطة بمتلازمة تململ الساقين، ومقاومة الأنسولين، والاكتئاب، والفصام والسُّمنة.
وفي حين أن الجينات المرتبطة بنوم الأفراد لمدة أطول في المتوسط كانت مرتبطة بخطر الفصام، كانت الجينات المرتبطة بالنعاس المفرط أثناء النهار أكثر ارتباطاً بالسُّمنة، وبيَّنت أن ما سبق من دراسات على الحالات الوبائية التي ركزت على تكرار اضطرابات النوم، وتكرار بعض تلك الأمراض، لاحظت وجود رابط بينها، وحتى تاريخ إجراء تلك الدراسة لم يكن معروفاً أن هناك عناصر جينية مشتركة بينها، بمعنى وجود مسارات بيولوجية مشتركة تسهم في حدوث مشكلات النوم. وقالت الباحثة: إن هذا البحث ليس قادراً بعد على تأكيد أن أسباب اضطرابات النوم تسبب تلك الأمراض، أو أن العكس هو الصحيح، ولكن من المحتمل أن عديداً من الجينات تسهم في حدوث كل من مشكلات النوم وتلك المشكلات الطبية، غير أن هذه الدراسة الجديدة تشير إلى أن هذه المشكلات تتشارك في الجينات وفي مسارات أخرى.
ومن الناحية العملية، فإن هذا البحث يبعد كل البعد عن مد يد العون إلى أي فرد ليحظى بنوم أفضل عملياً، ولكن هناك أمل في أن ينجح الباحثون في التوصل إلى أدوية تستهدف تلك الجينات بطريقة أفضل.