للموظفات.. مدير العمل ليس «غنيمة»

2 صور

في الغالب تلك الشريحة التي نتحدث عنها موجودة في كل مكان، ولكن نسبتها تختلف، على أن أسلوبها التنافسي الشخصي بات ينتشر مثل النار في الهشيم ليصبح عدوى يصاب بها معظم الموظفين، فيخلقون جوًا تنافسيًا «كاذبًا» ليكون غطاءً لهم لتحقيق مكاسب متعددة منها: الحصول على علاوة مهنية، ومحاربة نجاح الآخرين، والوصول إلى مراكز قيادية، وإخفاء تقصيرهم في العمل بخلق جوٍّ من الألفة والمحبة «المصطنعة» مع صاحب السلطة.


إرضاء الجميع مفتاح كل فشل
التنافس مع الذات هو أفضل طريقة يحقق من خلالها الموظف مكاسب كثيرة في مجال عمله، أما التنافس على شخص ما فسيوقفه عن التقدم والتطور، وهنا أطرح سؤالًا على هؤلاء: بعد مرور الأعوام واستبدال رئيسك بآخر ما هي المهارة التي ستكون قد اكتسبتها في مجال عملك؟ بالتأكيد سيكون الجواب لا شيء، فالجهد الحقيقي بُذل في غير مكانه، وبالتالي إضاعة فرصة تكوين سيرة عملية قوية تدعمك في مقبل الأيام، فاليوم ليس مثل الأمس، وكذلك الغد، فهناك طريقان في العمل على الموظف أن يختار أحدهما، إما أن يدمر كل ما ناله من تعليم وقيم، أو أن يعلو ويرتقي بإنجازاته العملية وتواصله الاجتماعي مع مَنْ حوله، وهذا لن يحدث إذا أصر المرء على المنافسة على شخص قد يذهب، أو ينتقل في أي وقت، أما النجاح والاجتهاد فهو الشيء الصامد الذي سيرتقي به إلى الأعلى.


الهروب من الفشل إلى الفشل
أغلب هؤلاء الذين نتحدث عنهم يبذلون جهدًا كبيرًا في تلك الصراعات والمنافسات، ويتسابقون في تصيد الأخطاء على الناجحين عمليًا، ويتملكهم الحقد المذموم والغيرة العمياء، لذا يتنافسون على كسب ود مديرهم، لأنه مفتاح تغلبهم على زملائهم الناجحين، وبالتالي حصد نجاح مظهري بناء على القرب لا على القدرات المهنية.


التزييف يسيء إلى صاحبه
في الواقع دائرة «التزييف» الضيقة التي يخلقها هؤلاء تسيء إليهم أكثر مما تنفعهم، فهم إن كسبوا ود شخص بأساليبهم الملتوية، فسيخسرون مقابل ذلك كثيرًا من الزملاء، ويكوِّنون عداوات معهم، إضافة إلى تشويه صورتهم والانتقاص من شخصيتهم الزائفة المتملقة، التي تسعى نحو تحقيق مصلحتها فقط، واستشهد هنا بقول رسولنا الكريم: «تجدون شر الناس ذا الوجهين، الذي يأتي هؤلاء بوجه، ويأتي هؤلاء بوجه».


الابتعاد عن التنافس غنيمة
* على الموظف والموظفة أن يعيا أن النجاح الوظيفي يكمن في الجمع بين التنافس المهني المحمود والارتقاء العملي بالإنتاجية والمعاملة الحسنة.
* الاختباء خلف قناع الود لبث الدسائس، واصطياد أخطاء الناجحين أمر ستندم عليه غدًا لأنك ستدفع ثمنه.
* ربط العمل بإرضاء المدير هو أسلوب فاشل وغير منطقي يؤثر سلبًا على محيط العمل ويطيح بصاحبه.
* التملق والتنافس على صاحب السلطة سلوك منحرف أخلاقيًا وشرعيًا لما يرافقه من مخالفة للقيم «غيبة ونميمة ووشاية ودسائس».
* العمل بصمت أفضل وسيلة للنجاح، لذا يجب الابتعاد عن التنافس على كسب ود المدير بـ «الجعجعة» واستبدال ذلك بتحقيق معايير النجاح في العمل.
* الابتعاد عن التنافس على كسب ود المدير أفضل غنيمة للأذكياء لما فيه من ابتعاد عن ضعاف الخلق والعقل، وأصحاب الحيل الوضيعة.
* الاهتمام الحقيقي ببيئة العمل، وكسب ود الرؤساء بالنجاح المهني، هو الفوز الحقيقي الذي يرتقي بالمرء مهنيًا.