التوحد: طريقة علمية تكشف خطر الإصابة قبل بلوغ العام الأول

التوحد
أسبابَ الإصابة باضطرابات طيف التوحّد، ليست واضحة لغاية الآن
3 صور

توصّل الباحثون إلى طريقة بإمكانها المساعدة على توقّع ما إذا كان الطفلُ سوف يصاب بالتوحّد خلال 6 أشهر، وذلك عن طريق التصوير بالرنين المغناطيسي وطريقة حسابيّة خوارزميّة.

بحسب نتائج دراسة نُشرت في مجلّة الطبيعة Nature ، استطاع الباحثون وبدقة تصل إلى حوالى 80 في المائة، وعن طريق التصوير بالرنين المغناطيسي للأطفال المواليد، الذين لديهم اخوة أو أخوات مصابون بالتوحّد، التنبؤ ما إذا كان هؤلاء المواليد سوف يصابون بالتوحّد، كذلك عندما يبلغون عامين من العمر.


وعلى الرغم من أنّ أسبابَ الإصابة باضطرابات طيف التوحّد، ليست واضحة لغاية الآن، إلّا أنه يبدو أنَّ العامل الوراثيّ يلعب دوراً رئيساً في الإصابة بالتوحّد. ويصاب بمرض التوحّد ذاتِه حوالى طفل واحد من بين كل 5 أطفال، لديهم إخوة أو أخوات مصابون بالمرض. ولهذا السبب قام الباحثون في معهد كارولينا للإعاقات في الولايات المتحدة، بدراسة هذه العلاقة بين الاخوة والأخوات وهذه الرابطة العصبية.
وقد أجرى الباحثون التصوير بالرنين المغناطيسي، لعدد من الأشقاء والشقيقات لأطفال مصابين بالتوحّد. وبقياس عدد من المؤشّرات، بحث العلماء عن أنماط في التغييرات الدماغية، التي يمكن أن تتوقّع النتائجَ المستقبليّة للإصابة باضطراباتِ طيفِ التوحّد.

ثم قام الباحثون بتحليل الصور بالرنين المغناطيسي للفئات العمرية التي تترواح بين 6 إلى 12 شهراً، وقاموا بمقارنةِ هذه المسوحات الضوئية بين ثلاث مجموعات:
- المجموعة الأولى هم المواليد الذين لديهم أخ أو أخت أكبر سناً مصاباً بالتوحّد (عامل مخاطرة عالي) ممّن أصيبوا بالتوحّد في سن عامين.
- المجموعة الثانية هم المواليد الذين لديهم أخ أو أخت أكبر سناً مصاباً بالتوحّد، ولكن لم يُصب بالمرض بعد سن عامين.
- المجموعة الثالثة، هم المواليد الذين عامل المخاطرة في عائلتهم ضعيف جداً، ممّن لم يصابوا بالتوحّد.

نجاح التوقّعات...
قام الباحثون بقياس سطح وحجم الدماغ وسماكة القشرة. وقد وجدوا أنّ الأطفال الذين يصابون بالتوحّد، قد أظهروا زيادةً مفرطة في توسّع سطح الدماغ بين سن 6 إلى 12 شهراً. وهذه الزيادة في المرحلة المبكّرة من العمر، ترتبط بزيادة في معدّل نمو حجم الدماغ الكلي في السنة الثانية من العمر.
وعن طريق توصيل هذه البيانات إلى برنامج كمبيوتر، قام فريقُ البحثِ بتصميمِ برنامجٍ حسابيّ خوارزميّ، للتنبؤ ما إذا كان الطفل سوف يصاب باضطرابات طيف التوحّد في مرحلة لاحقة من العمر. ثم اختبروا دقّة هذه الحسابات الخوارزميّة في اختبارٍ آخر منفصل.
وقد تبيّن أنّ الفروق الدماغيّة التي تمَّ حسابها بواسطة الحسابات الخوارزميّة، قد أثبتت قدرتها على التنبّؤ بنجاح، ما إذا كان هناك عوامل مخاطَرة للإصابة بالتوحّد بنسبة 80 في المئة.