شاهد الزور الذي استيقظ ضميره

نصر فحجان
2 صور

فجأة ارتفعت الأصوات من مكبرات الصوت في مساجد مدينة غزة، ولكنها لم تكن إيذانًا بموعد الأذان وأداء الصلاة، ولكنها انطلقت بالتكبير ثم الإعلان عن براءة رجل وامرأة بعد اتهامهما بالزنا ومرور سبع سنوات على هذه الحادثة الأليمة والتي أضرت بالرجل والمرأة، كل على حدة.

الرجل له مكانته ومحبته بين الناس، حيث حدث أن لجأت إليه امرأة أرملة لكي تأتمنه على مصاغها، ولم يرق الأمر لعائلتها فلفقوا جريمة الزنا لها وجاءوا بشاهد زور لكي يستردوا مصاغ ابنتهم، وتم فصل الرجل من عمله، وطالت السمعة السيئة الاثنين معًا.


عذاب الضمير
حسبما قال شاهد الزور أنه لم يذق طعم النوم طيلة هذه السنوات، وتوالت الأمراض المستعصية على اثنين من أولاده، فذهب وأظهر براءة الرجل على مئذنة الجامع، حيث اجتمع الناس على صوت المكبرات وهي تعلو مرددة حقيقة البراءة، وتوافدوا على بيته لتهنئته.
الجلد لمن يقذف بالزنا زورًا
أكد نصر فحجان عميد كلية النهضة في فلسطين بأن العفو الذي قام به الداعية على الشاهد لا يعني أنه في مأمن من عقاب الله في الآخرة لأن شهادة الزور تعد من الكبائر.


ردود الأفعال
كل المشاركات على مواقع التواصل الاجتماعي حول القصة، كانت تشيد بصبر الرجل المتهم وتحمله، وكذلك بحلمه وتسامحه مع الشاهد. ومنها:
• رنوش كتبت تقول: لو كنت مكان المرأة لقتلت شاهد الزور لأنه دمر حياتها.
• Aya علقت تقول: شاهد الزور في نار جهنم لأن خطره أشد من المنافق والهارب من المعركة.
• Mooon كتب يقول: الحمد لله أن الحق قد ظهر لأن الكذب ليس له قدمان.
• أمجد محمود كتب يقول: العقاب من جنس العمل.
• ليال سعيد علقت بقولها: الأهل هم الذين يستحقون العقاب.


تربة خصبة
يجد الأخصائي الاجتماعي محمد يحيى أن المجتمعات تتقبل أي اتهام يخص الأرملة والمطلقة؛ لأنها تكون هي الحلقة الأضعف وتكون كل الأنظار مسلطة عليها، ولكن ما ظهر في هذه القصة يدل على أن الشائعة يجب أن يتم تحريها، وليس القبول بشهادة شاهد واحد، وعلّق قائلاً: «مجتمعنا لديه التربة الخصبة لتنمو فيه الأقاويل ويتم تناقلها وهي تدمر حياة آخرين».