هل يحق للآباء تفتيش خصوصيات أبنائهم؟

لا تتدخل في خصوصيَّة أبنائك ولا تنتهك حرماتهم
المراقبة هي التحسس والاستشعار عن بعد
التفتيش والتجسس بواعثه سيئة
صورة رمزيَّة
4 صور

التطور التكنولوجي الهائل الذي غزا حياتنا غيَّر كثيرًا من مفاهيم وأساليب عيشنا، فسيطرت الهواتف الذكيَّة على أوقاتنا ونمط حياتنا بما تحمله من برامج ووسائل للتواصل الاجتماعي بكل يسر وسهولة؛ ما جعل كثيرًا من الأسر وبدافع الخوف على أبنائها أن تضعهم في دائرة الشكِّ والحرص على التعرُّف على صغائر الأمور، ليبدأ هذا الشك بالسؤال ثم التتبع والتنصت والتفتيش وأحيانًا يصل إلى حدِّ المراقبة، ما سيؤثر على حياتهم المستقبليَّة حتمًا. ليصبح الآباء في حيرة من أمرهم هل يتجسَّسون على أبنائهم ويبحثون في جوالاتهم؟ أم يتركونهم على حالهم؟ وهل من طريقة أخرى لا يعرفونها؟


وللإجابة عن هذه الأسئلة تواصلت «سيدتي» مع المستشار التربوي ماجد المغامسي، الذي أفاد بأنَّه لا بدَّ أن ندرك أنَّ هناك فرقًا في التعامل بين الأبناء بحسب حالاتهم العمريَّة؛ فالأطفال يجوز للأب والأم الاطلاع على خصوصياتهم الإلكترونيَّة بشكل غير مباشر والتعامل معهم برفق ولين. أما الأبناء في سن المراهقة فيفضل عدم تفتيش خصوصياتهم تمامًا؛ لأنَّ في هذه السن يحب الشاب والفتاة أن يشعرا بالذاتيَّة والاستقلاليَّة وتحمل المسؤوليَّة، ولا يقبلان أن تُنتهك خصوصيتهما بدافع الخوف والاطمئنان.


هل هذا يعني أن نتركهم على حالهم؟ أم هل هناك من حلٍّ يشعرنا بالاطمئنان عليهم من دون التدخل في خصوصياتهم؟


يجب علينا أن نراقب أبناءنا ولا نتجسس عليهم؛ فالمراقبة هي التحسس والاستشعار عن بعد بما يفيد أنَّ الأبناء يتحرَّكون بشكل صحيح، وتكون دوافعها حسنة تمامًا تهدف للتوجيه والتقويم. أما التفتيش والتجسس فبواعثه غالبًا سيئة، ومحمله سوء الظن والبحث عن الأخطاء، وعواقبه سيئة على الأبناء.
وأفضل ما يقوم به الآباء والأمهات قبل مراقبة أبنائهم هو تنشئتهم على قواعد تكون لهم بإذن الله وقاية من الوقوع في الخطأ أو الاستمرار فيه:


ـ اعمل على تنشئة ابنك بأن يعظم الله في قلبه، وزد من معرفته بالله ورسوله وهديه وصفاته وأخلاقه فهو قدوة للبشريَّة.
ـ بين له الطرائق السليمة التي تعينه على الانفتاح والاستفادة من كل ما هو جديد، وحذره من كل الوسائل التي قد توقعه في الخطأ.
ـ لا تتدخل في خصوصيَّة أبنائك ولا تنتهك حرماتهم، وأعلم بأنك إذا كنت تقتحم كل شيء في حياتهم فلن يبقى لك تأثير وهيبة عليهم، وإذا غلب على ظنك في يوم من الأيام بأنَّ ابنك أخطأ في استخدام الجوال فخذه وعظه ووجهه من دون أن تكشف الغطاء عن خطئه؛ لأنَّ الغطاء لو انكشف سيجري الأبناء على الخطأ مرَّة أخرى.