مكتبات الأحياء.. حلم يراود الشباب السعودي فهل يتحقق؟

المخرجة هيام الكيلاني
مكتبات متنقلة
نفضل الأسواق والمولات
هذا مطلب سمعته من ابنتي الصغيرة
انتشار المكتبات في الأحياء ينشر الثقافة
مكتبات تسد النفس
مشاركة طريفة لمغرد
المكائن الذاتية لبيع الكتب
8 صور
كل يوم وأحلام الشباب السعودي للمستقبل في ازدياد، خصوصًا بعد إطلاق الرؤية الوطنيَّة (2030)، التي تَعتبر الثقافة أهم ركائز الاقتصاد المعرفي، الذي أصبح الثروة الحقيقيَّة للدول اليوم، فقبل فترة وجيزة باحت مجموعة من الشباب بفكرة وأطلقتها كحملة عبر وسم على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، ولم تمر الساعات الأولى على هذا الوسم حتى تفاعل المجتمع وبقوة وأشاد بالفكرة وأطلق عليها «الحلم» الذي طال انتظاره.
هذه الفكرة كانت عبارة عن إنشاء مكتبات مصغرة داخل كل حي من أحياء المدن السعوديَّة، يلجأ إليها السكان للقراءة والبحث عن المعلومة، ويمكن استعارة الكتب وإعادتها كأنظمة المكتبات العامَّة الكبرى، مكتبات يمكن الوصول إليها بسهولة كمركز ثقافي للصغار والكبار.
كانت ردود الأفعال أغلبها إيجابية، لكن هناك من رأى أنَّ المكتبات العامَّة الموجودة تكفي وأنَّها غير مفعَّلة بالشكل الصحيح، كما أطلق عليها أحد المغردين «مكتبات تحفّ كتبها خيوط العنكبوت» كناية على قلة ارتيادها، وقال آخر: «مقهى أو مول سيكون أكثر فعالية من وجود مكتبة، فمن أراد القراءة سيقرأ في أي مكان وزمان، فهناك مطالبات أكثر أولويَّة من ذلك».
وفي حديث خاص لـ«سيدتي» مع أحد مطلقي الحملة، مؤيد الدعدي، قال: لا يكاد يخلو حي من أحياء بعض مدن الدول المتقدِّمة من وجود المكتبات ومراكز الأبحاث، وأنَّها سبب رئيسي في تقدُّم هذه الدول، فرغبنا لو تطبق هذه الفكرة لدينا، و‏الهدف من إطلاق الوسم كان المطالبة بمكتبات صغيرة منتشرة في الأحياء لاستقطاب أكبر مجموعة من القراء، علمًا بأنَّ أكثر المغردين في الوسم فهموا المطالبة بشكل خاطئ كمطالبة بمكتبة عامَّة واحدة تخدم المدينة، لكن ذلك متوفر في أغلب مدن المملكة، وبعضهم لا يذهبون إليها لعدم علمهم بوجودها، أو بسبب بعد المسافات، لكن إذا توفرت المكتبات وسط الأحياء وتم تفعيلها بالشكل المناسب ستنشأ لدينا ثقافة القراءة كأسلوب حياة، وسيكون هناك تحفيز على القراءة للصغار قبل الكبار.
اتجهت بعد ذلك «سيدتي» لجمهورها على أرض الواقع وسألت، هل تؤيدون إنشاء مكتبات مصغرة داخل كل حي؟
محمد الريس (34 عامًا)، موظف رد بسؤال على سؤالنا قائلًا: السؤال الأهم قبل إنشائها، من سيشرف ويهتم بها؟ هل ستكون بجهود شخصيَّة من السكان أم بإشراف من وزارة الثقافة أو التعليم أم مجالس الأحياء؟ ومن سيختار الكتب؟
عبير سالم (25 عامًا)، موظفة، رأت أنَّ هذا حلم يمكن تحقيقه للمواطن بأي شكل من الأشكال، فإذا تعذَّر عليهم إنشاء مكتبات بمواصفات محترمة وجاذبة يمكن توفير مكائن البيع الذاتيَّة للكتب في الأماكن العامَّة، وتوفير أفضل الكتب مبيعًا داخلها، ليتسنى للجميع شراؤها بسهولة، خصوصًا مع بُعد المسافات للمكتبات العامَّة.
تكاليف الكتب وتكديسها
وتقول نورة محمد: نشتري بعض الكتب بمبالغ طائلة وبعد الانتهاء تكدس على الأرفف أو تذهب للجمعيات أو لإعادة التدوير، فكرة الشباب رائعة بحيث يمكن استعارة الكتب بدلًا من شرائها، وإرجاعها ليستفيد الآخرون منها، كما يمكن التبرُّع بالكتب من السكان وتبادلها.
اقتراحات بناء فعّال
قدمت المخرجة السعوديَّة، هيام الكيلاني، بعد إعجابها بالفكرة بعض الاقتراحات أهمها أن يشارك السكان بتوفير الكتب والمجلات وحتى الأفلام لتلك المكتبات، ويمكن أن تكون مكتبة متنقلة وأن يكون المسؤول عنها من شباب المناطق والأحياء بشكل دوري، ويكون هناك تحفيز للمسؤوليَّة الإبداعيَّة بمكافآت وجوائز، كما يمكن إقامة مسابقات وأندية ثقافيَّة برسوم رمزيَّة لخدمة المكتبة،
كما قدمت الدكتورة تغريد الجدعاني من جامعة الملك عبدالعزيز اقتراحًا آخر لإنجاح هذه الفكرة: يجب أن تنفذ الفكرة على أسس وأرقام، فتكون هناك إحصائيَّة عن ثلاثة أحياء مختلفة المستويات في المدينة ومعرفة هل فعلًا هناك فئة مهتمَّة باقتناء الكتب وقراءتها، من هم؟ وما جنسهم؟ وهل هناك إقبال واقعي للسكان للكتب؟ أعتقد يمكن لمراكز الأحياء أن تتبنى هذه الدِّراسة لتنفيذ الفكرة.