مسابقة القصة الفكاهية: زوج فاطمة

صورة تعبيرية

من القصص الفكاهية المستوفاة لشروط مسابقة «سيدتي» للقصة الفكاهية القصيرة، نقدم لكم قصة: «زوج فاطمة» لشيماء بنتهاين.
مع العلم أن القصص لم تخضع لأي تصحيح، عدا التصحيحات اللغوية والإملائية، على أن تقوم لجنة الجائزة باختيار الأصلح بينها.

زوج فاطمة
اسْتَيْقَظَتْ بعصبية، لكن ما أن رأت وجهها في المرآة، تذكرت غياب زوجها، ابتسمت، ثم ذهبت لإعداد الفطور، فجأة، دقّ الجرس!
صاحت قائلة: «يا إلهي من الطارق؟ سيُدَمَّرُ هدوئي! سيُدَمَّرُ هدوئي!»،
فتحت الباب، قال الزوج: «مرحبًا حبيبتي، كيف الحال؟، اشتقتك»
الزوجة: «اشتقتني؟ هل أنت واثق من ذلك؟»
أنزل رأسه، وأجاب بوجه محزون: «اشت… اشتقت إلى التذمّر، لم أتحمّل بعدي عنك، يجب أن أكون بجانبك كي أتذمّر... كلما تذمرت عبر الهاتف تقولين إن الشّحن سينقضي… لم أتحمّل! لم أتحمّل! ماذا أفعل يا زوجتي العزيزة؟ ماذا أفعل؟»
الزوجة: «رحمتك يا ربي رحمتك!»
الزوج: «أين هي الصحون البرتقالية؟ ألا تعلمين أنني أحب الأكل فيها صباحًا؟ ماذا؟ ماهذا يا امرأة؟ لا أحبّ هذا النوع من الجبن! وذاك...»
الزوجة: «كفىىىىىى! سنتطلّق! سنذهب إلى القاضي!»
الزوج: «أتمزحين يا زوجتي الجميلة؟»
الزوجة: «لا لست أمزح، سنتطلّق اليوم!»
الزوج: «كفاك هذيان! ألا يقال أن الحب كفاح؟»
الزوجة: «سَأُجن! سَأُجن!»
الزوج: «والله بالرغم عني يا حبيبتي، لا يمكنني العيش دون تذمّر! إنه كالأوكسجين، بل… بل كحبك تمامًا، أترين قارنت حبك العظيم بالتذمر... مكانته لا غنى عنها في حياتي»
الزوجة: «لا يُعقل! لا يُعقل! ظننت أن هذا السفر سيفيدك..»
الزوج: «حتمًا أفادني يا حلوتي، لقد علمت أنه لا يمكنني العيش بعيدًا عنك، لا يمكنني أن أتذمّر من دونك!»
الزوجة: «أوف سنتطلق! كفىىىى!»
ذهب الزوجان إلى القاضي
القاضي: «لماذا تريدان الطلاق؟»
الزوجة: «يا سيدي القاضي، إنه يتذمر كل ثانية، لم أعد أتحمّل! تعبت»
القاضي: «سنجد حلاً، لا تتسرّعي»
الزوجة: «لا يوجد حل يا سيدي، لقد حاولت جاهدة أن أتأقلم، لكن دون جدوى، وهو الآخر لا يمكنه العيش دون تذمّر»
القاضي: «وجدتها»
الزوجان: «ماذا؟»
القاضي: «الحل! يوم لك، ويوم لها»
الزوجة: «كيف؟»
القاضي: «سيتذمّر اليوم كيف ما يشاء، لكن غدًا لن يفعل، إنه حل يرضي الطرفين، سترتاحين يومًا كاملاً من تذمّره، وأنت الآخر ستصبر يومًا كاملاً لن تتذمّر فيه»
خرج الزوجان من المحكمة سعيدين بحلّ القاضي، لكن الزوج زاد عن حدّه، وتذمّر طوال الطريق، وعندما وصلا قرابة المنزل، سمعتهما إحدى الجارات، فخرجت مسرعة.
الجارة: «فاطمة، يا فاطمة، هل كل شيىء بخير؟ لقد سمع...»
الزوج: «ماذا تريد تلك الجاسوسة؟ ستأخذ من وقت التذمّر الذي خصّصه لي القاضي»
الزوجة: «لا تقلق، سأعود في الحال»
الجارة: «يا إلهى! لقد سمعت تذمّره الحادّ، كيف لك أن تتحمّلي كل هذا الصراخ يا عزيزتي؟»
الزوجة مبتسمة: «لا تقلقي، سيتذمّر اليوم كيف ما يشاء، لكن غدًا سيصمت.. سأشرح لك الأمر لاحقًا، إلى اللقاء».
تحملت الزوجة تذمّر زوجها بصعوبة، حتى أنها تناولت أدوية الصداع عدة مرات، لكنها نامت على أمل الغد المفرح. في الصباح الباكر، وجدت زوجها يحدِّق إليها في صمت، ابتسمت، قبّلها، ثم نهض من أمامها قائلاً: «غدًا سأتذمّر، غدًا سأتذمّر غدًا سأتذمّر، غدًا سأتذمّر، غدًا سأتذمّر، غدًا سأتذمّر، غدًا سأتذمّر، غدًا سأتذمّر، غدًا سأتذمر».