«الأمير هاري» ورحلة علاجه النفسي: شعرت بالانهيار بعد موت أمي

الأمير هاري في حضن والدته
الأميرة ديانا تعلم ولديها العزف على البيانو
الأمير هاري مع والدته الأميرة ديانا
الأمير هاري عانى من شعور الفقدان
الأميرة ديانا مع ولديها
5 صور

في لقاءٍ جريء وحصري وغير مسبوقٍ، التقت محررة صحيفة The Telegraph البريطانية بالأمير هاري (32 عاماً ) لمدة ثلاثين دقيقة للحديث بصراحة وللمرة الأولى عن الأزمات النفسية التي عانى منها بعد رحيل والدته «الليدي ديانا» في حادث السيارة الشهير في باريس عام 1997 عندما كان لا يزال طفلاً في الثانية عشرة من عمره.


الصراع من أجل قبول الفكرة
وقال «الأمير هاري» إنه قد (كتم) مشاعره في داخله على مدى عشرين عاماً، وعاهد نفسه على عدم التفكير بأمه طوال فترة المراهقة وحتى أواخر العشرينيات من عمره، والتي عاش فيها (فوضى نفسية شاملة) لمدة سنتين ونصف السنة، وظل يصارع من أجل التأقلم وقبول فكرة رحيل والدته واصفاً ذلك بالقول: «في بعض الأوقات كنت قريباً جداً من الانهيار النفسي التام، وكنت أواجه كل أنواع الحزن وبعض الأكاذيب وسوء الفهم، وكلها تهاجمني من كل زاوية».
ويومها نصحه أخوه «الأمير ويليام» بطلب المساعدة من اختصاصي نفسي وهنا يقول: «كان أخي باركه الله سنداً قوياً لي، وكان يقول لي دائماً هذا ليس صحيحاً، وذاك ليس طبيعياً، وإنني بحاجة أحياناً للكلام مع شخص مختص حول مشاعري وأحزاني، ولكني لم أستمع إليه؛ لأن الإنسان يجب أن يشعر هو نفسه بهذه الحاجة، وأن يجد الشخص المناسب للحديث إليه».


الملاكمة والعدوانية والإحباط
في سن الثامنة والعشرين فكر الأمير هاري بالحديث مع أخصائي نفسي، واستخدام طريقة التحدث والإنصات Counselling خاصة بعد أن وجد أن الحزن والحصر النفسي قد بدأ بالتأثير على حياته وعمله، كما لجأ أيضاً إلى رياضة الملاكمة بعد أن شعر برغبته في ( لكم) أحدهم على وجهه كما يقول. وأكد هاري أنه طوال ذلك الوقت كان يجاهد مع العدوانية التي يشعر بها، وقد تحول إلى الملاكمة كمَخرجٍ لإحباطه.
وفي استعادته لمشاعره بفقدان أمه يقول: «إن طريقة تعاملي مع هذا الفقدان، كانت مثل من يغرز رأسه في الرمال، ويرفض التفكير بالأمر، لأني كنت أعتقد مخطئاً بأن استعادة هذا الحدث المؤلم سوف يحزنني ولا يعيد أمي إلى الحياة ثانية فلماذا أفكر به؟».
ولكنه يشعر اليوم بأنه كان محظوظاً، لأن الفوضى النفسية لم تستمر معه أكثر من سنتين، خاصة بعد أن هجم عليه الحزن دون مقدمات، وبدأ يأخذ موقع الصدارة في حياته، وأدرك حينها أن هنالك أموراً نفسية كثيرة عليه التعامل معها.


تشجيع الناس على البوح
ويأتي حديث «الأمير هاري» وبوحه بأموره الشخصية في محاولة منه لتشجيع الناس على الحديث عن مشاعرهم واستخدام طريقة التحدث (Counselling) دون الخوف من النظرة السلبية التي ينظر بها البعض للمشاكل النفسية، وأكد على الدور الذي تلعبه الجمعية الخيرية التي أسسها هو وأخوه «الأمير ويليام» وزوجته «الدوقة كيت ميدلتون»، والتي تحمل اسم Heads Together والتي تعمل على الترويج للصحة النفسية والتشجيع على الحديث عن المشاعر السلبية وهنا يقول الأمير: «إنها ميزة كبيرة أن تتحدث عن أمورك الخاصة لأن السكوت عنها يجعل الأمور أكثر سوءاً ليس فقط لك وإنما للمحيطين بك لأنك سوف تتحول إلى مشكلة»..