المدارس السعوديَّة وظاهرة التَّشاجر

المدارس السعوديَّة وظاهرة التَّشاجر
2 صور

المشاجرات المدرسيَّة أو العنف المدرسي هو سلوك عدواني يؤدي إلى إلحاق الضَّرر بالآخرين وبالممتلكات العامَّة، وهي إما ممتلكات خاصة بالمدرسَّة أو بما يتعلَّق بمن يقوم على العمليَّة التعليميَّة، فهو تفريغ لا شعوري لطاقة مكبوتة تتخذ صوراً متعددة.
ومن هنا، تقول الأخصائيَّة الاجتماعيَّة والنفسيَّة منى عبدالله الخطيب: من وجهة نظري، قد تكون تلك السلوكيَّات جسديَّة كالإيذاء والضَّرب والحرق، أو نفسيَّة كالإذلال والاستهواء والإهمال والحرمان، أو لفظيَّة كالسَّب والشَّتم وتوجيه كلمات جارحة.
أسباب انتشارها:
هذه الظَّاهرة للأسف منتشرة، خاصَّة في الوقت الحالي، نتيجة تقدُّم التِّكنولوجيا والعولمة، وفي نفس الوقت، أسباب انتشارها متعددة، ولا نستطيع أن نحصرها في زاوية واحدة أو أربع، بل أكثر، ومنها:
التفكك الأسري كالانفصال بين الأبوين أو الطَّلاق أو غياب أحدهم بسبب الموت أو السَّفر بكثرة وغيرها.
كثرة المشاكل داخل الأسرة إما بسبب سوء العلاقة بين الوالدين أو عدم الاتفاق.
كثرة المشاكل في المجتمع كوجود الحروب أو الفقر الشَّديد وتدني المستوى الاقتصادي سواء على مستوى الأسرة نفسها أو المجتمع ككل.
الإهمال في التَّربية والتَّنشئة من قبل أولياء الأمور على المبادئ والقيم، إضافة إلى الإهمال من قبل إدارة المدرسة وافتقارها إلى قيادي وكادر ناجح يرفع من البيئة المدرسيَّة.
فقر التَّواصل بين المدرسة والمنزل.
صراع الأجيال بين الآباء والأبناء، ومن وجهة نظري هذه نقطة مهمَّة جداً تسبب الصِّراع بين أبناء الجيل الواحد.
سلبيَّات الظَّاهرة وجوانبها:
الجانب المجتمعي: إهدار للطَّاقات البشريَّة والممتلكات الماديَّة، وإيجاد اضطراب في الجو العام في المدرسة.
الجانب التَّعليمي: انخفاض مستوى تحصيل الطُّلاب، وعدم المشاركة الصفيَّة، والغياب المتكرر.
الجانب السُّلوكي: الكذب، والسرقة، وعدم قدرة الطَّالب على التَّركيز.
الجانب الانفعالي: انتشار ظاهرة الاكتئاب، وانخفاض مستوى الثِّقة بالنَّفس، والمزاجيَّة أحياناً، والخوف، والتمرُّد.
لذلك يجب على كل أب وأم ومعلِّم ومعلِّمة أن يتفهَّموا الظُّروف، التي أدَّت إلى ذلك السُّلوك، والعمل على تقويمه؛ كي لا يتطور الوضع إلى ما هو أسوأ، وقد شاهدنا العديد من المشاجرات الطُّلابيَّة التي تتحوَّل إلى جرائم قتل أو إعاقات دائمة، لذلك حل المشكلة يكمن في المنزل والمدرسة سويَّاً.