"مع من تتحدثين؟
أتحدَّث مع صغيري.
كيف تتحدَّثين معه وهو لا يسمعك، فهو مازال جنيناً في أحشائك؟
إنَّه يسمعني جيَّداً، أنا واثقة من ذلك".
كلمات تدور بين الكثير من الأمهات الجدد مع صديقاتهن، اللواتي لم يقتنعن بعد بأن قلب أمه رآه قبل عينيها، ووجوده في أحشائها أعطاها قدرة كبيرة لتنمية بعض المهارات لديه قبل أن تبصر عيناه النُّور.
نعم، عزيزتي الحامل، فترة حملك ليست اهتماماً بغذائك من أجل صحتك وصحة جنينك فقط، بل هي فترة ذهبيَّة لتنمِّي لدى جنينك عدَّة مهارات توضِّحها لنا أخصائية التربية السلوكية خلود الفاهد من خلال السطور التالية:
بداية تقول الفاهد: الجنين في أحشاء والدته لديه القدرة على سماع صوتها، كما لديه القدرة على تذوق ما تتذوقه، وشم الروائح الخارجية، لذا عزيزتي الحامل، عليك بتنمية هذه المهارات، إضافة إلى تنمية اللغة والكلام لديه، وهو ما سأوضِّحه لكِ من خلال التالي:
حاسة الشَّم: هل تعلمين عزيزتي بأنَّ طفلك يعرفك منذ ولادته من خلال رائحتك التي اعتاد على شمِّها خلال فترة الحمل؟ نعم، ويمكنك تنمية هذه المهارة لديه من خلال رش عطرك المفضَّل تجاه بطنك، ومراقبة حركته وركلاته، وعندما يخرج إلى الدنيا ويشم تلك الرائحة، التي يكون قد ألفها، يشعر بالرَّاحة والاطمئنان في أحضانك.
حاسة السَّمع: لا تستغربي إذا كان مصدر هدوء طفلك يتمثل في الموسيقى التي اعتدت على سماعها خلال حملك، أو قد يكون صوتك، كما أنه يهدأ عند سماعه "الضوضاء البيضاء"، وهي تشبه حركة الأمعاء ودقَّات القلب، فكلها أصوات سمعها في أحشائك، وتشعره بالطُّمأنينة والرَّاحة، ويهدأ بمجرَّد سماعه لها.
حاسة التَّذوق: قد يثير دهشتك أحياناً تقبَّل طفلك لأنواع معينة من الغذاء ورفضه لأنواع أخرى، وتحتارين في السبب، لذا نحن نجيبك ونزيل عنك تلك الحيرة، إذ نخبرك بأن جنينك تأثَّر بالأطعمة التي كنتِ تتناولينها خلال حملك، فالسائل الأمينوسي المحيط به خلال الحمل يتأثَّر بمذاق ما تتناولينه من طعام، وبالتأكيد جنينك خلال سباحته في هذا السائل يتذَّوق بعضاً منه، مما يجعله يتعرف على مذاق الأطعمة الحلوة والمالحة، ووجد العلماء أنَّ تفضيل طفلك لنوع محدد من الطَّعام يعود لتفضيل والدته لهذا النوع خلال حملها.
اللغة والكلام: تحدثك مع جنينك خلال فترة الحمل أمر غاية في الأهميَّة، إذ يعمل على تقوية الروابط بينك وبينه، كما يساعده على تطور اللغة والكلام لديه مستقبلاً، وأثبتت الأبحاث العلمية أنَّ اللغة التي يسمعها الجنين خلال فترة الحمل، تصبح مألوفة لديه بعد الولادة، فلا مانع من قراءة قصَّة له مساء، فذلك سيجعله ينام بشكل أسرع بعد ولادته إذا اتبعتِ ذات الروتين.
