حكمة الجدَّات.. سرُّ السعادة الزوجيَّة

الأجداد على علم دائماً ببواطن النفس البشريَّة ومنهم الحكمة
صورة رمزيَّة
أهم ركائز الزواج السعيد هو التفاهم بين الزوجين
كلمة سعادة بيد المرأة، سواء رضيت بذلك أم أبت
4 صور

الخبرة كثيراً ما تكون أفضل من التعليم؛ فالمرور بالمواقف والأزمات يخلق الدراية بمفارقات وتناقضات الحياة. لذلك نجد أنَّ الأجداد على علم دائماً ببواطن النفس البشريَّة، وكثيراً من تخرج من أفواههم أقوال وحكم نظل نذكرها ونتناقلها عبر الأجيال.
وهنا وخلال حملة «سيدتي» (نتزوَّج رغم الظروف)، التي تدعو الشباب والفتيات للتغلب على جميع العراقيل التي تحول بينهم وبين تحقيق حلم الزواج والاستقرار، حاولنا في السطور التالية أن نضع بين يديكِ خبرة ووصايا إحدى الجدَّات حول أسرار السعادة الزوجيَّة.


البداية كانت مع السيدة أميرة عبد القادر إدريس (83 عاماً) قائلة: لقد استمر زواجي لمدَّة 66 عاماً بكل هدوء وسكينة وسعادة، فقد كان زواجاً ناجحاً بكل المقاييس، ويرجع السبب في ذلك أولاً للجوء لله تعالى مع عمل وسعي كل منا لتحقيق سعادة الآخر قبل سعادته. وثانياً للاحترام المتبادل، فالاحترام هو الأساس لتحقيق الحياة الزوجيَّة الهادئة، وهو اللبنة الأساسيَّة للتفاهم والودِّ بين الزوجين.


تربية ألأبناء
وأضافت: أذكر في بداية حياتي الزوجيَّة، همس لي زوجي كلمة عملت بها طوال سنوات حياتي معه، إذ قال لي: أتمنى من الله جلَّ وعلا أن يمنّ علينا بالذرية وأرجو منه ألا يكونوا عثرة في سبيل تحقيق سعادتنا. لذلك حين أُهمُ بتربية أبنائي عليك عدم المعارضة، وفي الوقت الذي توجهينهم فيه أعدك بعدم التدخل. فالرجل في المنزل هو المربي والمرأة هي الموجهة.


وتضيف: على الزوجة ألا تعامل زوجها الند بالند، فلا نستطيع الجمع بين رجلين في منزل واحد، فكلمة الرجل في المنزل يجب أن تكون مسموعة، لكن المرأة بذكائها وحُسن معاملتها للزوج وأخلاقها العالية مع التجائها لله تعالى، تستطيع تطويع زوجها وامتلاك قلبه بما يُرضي الله.


المشكلات ملح الحياة
لكن يجب تجنب الجدال والمشاحنات فيما بين الزوجين مع الحرص على الإيثار وتقديم التنازلات والتسامح كل منهما للآخر، وذلك حتى يسير مركب الزواج بسلام، وعلى المرأة ألا تحاول تغيير طباع زوجها، لأنَّ ذلك مستحيل تحقيقه في يوم وليلة، فمن الصعب تغيير عادات إنسان عاش وتربى بأسلوب حياة معين، فالمرأة عليها حق طاعة زوجها ما لم يأمرها بمعصية الله.


الاختلاف سرُّ السعادة
وتقول السيدة أميرة: أنا خريجة ثانية إبتدائي وأفتخر بذلك، وزوجي رحمة الله عليه كان مهندس طيران أمضى دراسته في بريطانيا، لكن أنا لدي حكمة في الحياة تقول إنَّ العلم خير من الجهل، والأدب مفضَّل عن العلم، والامتثال خير من الأدب؛ وأقصد بالامتثال هنا أن تمتثل الزوجة لآراء ورغبات زوجها ما لم يكن بها ضرر عليها. فالاختلاف أحياناً بين الزوجين وتباين آرائهما من الممكن أن يخلق السعادة بينهما.


التفاهم بين الزوجين
إحدى أهم ركائز الزواج السعيد هو التفاهم بين الزوجين في كل شيء وتقاسم المسؤوليات وتربية الأبناء ورعايتهم، فالتفاهم هو مفتاح استمرار الحياة الزوجيَّة السعيدة، أضف إلى ذلك غض المرأة لصوتها مع اهتمامها بنفسها وحرصها على النظافة في كل شيء.


السعادة بيد المرأة
وهنا أكدت إدريس أنَّ كلمة السعادة بيد المرأة، سواء رضيت بذلك أم أبت، فالرجل يجني، والمرأة تبني، فالأمر كله معول على الزوجة، فهي من تستطيع أن تخلق السعادة في منزل الزوجيَّة.


الزوج الأسطورة
ثمَّ ختمت السيدة أميرة حديثها معنا بقولها: عشت مع زوجي رحمة الله عليه قرابة ست وستين عاماً كان فيها الرجل الأسطورة بشهادة كل من حوله والأسوة الحسنة لكل العائلة، لا أذكر كل هذه السنوات أن حدثت بيننا مشكلة أو جدال، وفي بعض الأحيان حين كان يقول لأبنائه «أمكم تُصر على رأيها» كنت أُجيب: «وأفوض أمري إلى الله إنَّ الله بصير بالعباد».