مسابقة القصة الفكاهية: دودا ونونا في حفلة الخطبة

صورة تعبيرية

من القصص الفكاهية المستوفاة لشروط مسابقة «سيدتي» للقصة الفكاهية القصيرة، نقدم لكم قصة: «دودا ونونا في حفلة الخطبة» لنوال خضر. مع العلم أن القصص لم تخضع لأي تصحيح، عدا التصحيحات اللغوية والإملائية، على أن تقوم لجنة الجائزة باختيار الأصلح بينها.

«دودا ونونا» أختان لم تتزوجا بعد، دعتهما «جوجو» صديقتهما لحفلة خطوبتها يوم الخميس.. حل يوم الخطبة فتوجهتا لبيت «جوجو»، وسلمتا عليها، ومكثتا متقابلتين لها تتغامزان متظاهرتين بالفرح.
قالت نونا:
- انظري لتلك الجوجو، سمينة وفستانها الضيق.. تشبه البقرة الضاحكة! وأنفها طويل، يشبه حبة الجزر!
دودا: متى أصبحت عينا جوجو خضراوتين، سبحان الله!
نونا: غبية، ليستا عينيها، إنها عدسات لاصقة.. خلتها عيني ضفدع!
دودا ضاحكة: فعلا.. ورجلاها أقسم أنها تلبس مقاس 43، كأنها قدما لاعبي كرة الطائرة!
نونا: وانظري لخطيبها، يا لوسامته وأناقته! كيف له أن يخطب واحدة مثلها، ألم يرَ جمالنا، أم أصابه العمى؟!
دودا: ربما جوجو عملت له سحرًا، أعرفها تعشق العرافات والعقاقير، ربما وضعت له شنب قط أو ريشة ديك أو أنف خنزير أمام بيته، فجاءها يجري دون أن يدري».
نونا: أعوذ بالله، من أين لك بهذه الأفكار الجهنمية؟ لو لم تكوني أختي، كنت أعتقدك من بين الجن الأزرق!!
دودا: لا هذه حصة عن السحر تابعتها يومًا، يعملون عقدًا وأربطة لفك العنوسة للبنات العانسات مثلي ومثلك، لماذا أنا وأنت لا نفعل مثلها، ونصطاد عريسًا وسيمًا ونضعه في شباكنا كالطير المذبوح ونعمل له ربطًا أبديًا.
نونا: نحن لو فعلنا ذلك.. أخاف أن يتزوجنا الجن لا العريس!!
دودا ضاحكة: صحيح، نحن نخاف الله ولا يمكننا أن نغضبه بالشعوذة حتى لو توجنا إمبرطورية العنوسة، ولكن لابد أن نفسد حفلة الخطوبة...
دودا: ما خطبك؟ هل تفكرين بما أفكر؟!
نونا: وبماذا أفكر يا ذكية؟!
أجابت دودا بخبثها المعتاد: شوشو هو صديق جوجو.
وبعد أن وشوشتا لبعضهما، فاتصلتا به وأخبراه بالقصة، ثم تسللتا خارج الحفلة، وبعد نصف ساعة من الزمن عادتا وهما يحملان هدية، واتجهتا يباركان لجوجو: «ألف مبروك حبيبتي، لقد فرحنا لك من أعماق قلبينا».
ردت بسخرية: «ولكن يبدو أن هديتكما من النوع الرخيص كأنها إطار أو ساعة حائط!».
قالتا: «وهي كذلك صغيرتي، إذن سنفتح هديتنا ليراها زوجك المصون!!».
وما إن شق الغلاف عن الإطار، انتفض العريس صارخًا: «ما هذا يا جوجو، شوشششششششششو حبيبييييييك إلى الأبببببببببد!!!!!!!».
كانت الهدية عبارة عن إطار به صورة جوجو وحبيبها السابق «شوشو» مكتوب تحتها: «شوشو حبيبك إلى الأبد»، كان شوشو قد أرسلها لها، وقاما بتحضيرها عند المصور لحظة خروجهما.
جوجو خائفة: «إنها مزيفة.... و...».
ضحكت نونا ودودا: «مزورة.. أبدًا، هي صورة حبيبها شوشو، وأنت رقم مليون في مسلسل قلب جوجو، هناك بيلو، وكوكو، ونونو، و......... ».
-العريس: «أيتها الخائنة، أظنني الوحيد في حياتك.. كاذبة.. انتهى كل شيء»... ثم غادر.
أجهضت جوجو عينيها بالعدسات اللاصقة، ولكنها من شدة الغضب تبدوان عيني تنين لا ضفدع.
قالت وهي تهجم على نونا: «أيتها العانستان البائستان، وصلت بكما درجة الغيرة لإفساد خطبتي....».
وانهالت بالضرب على دودا، وهي تصرخ: «أنقذيني يا نونا، أنت السبب، لعنة الله عليك».
- «وأنت ألعن مني، أنت صاحبة الفكرة، والمحرض على الجريمة كالمجرم الحقيقي».
- «أي ي ي ي ي ي ي ي، الآن أصبحت فقيهة قانون أيتها الماكرة».
لم ينته الشجار إلا بتدخل الجيران، الذين نقلوا دودا ونونا إلى المشفى يحملان جراحًا وكدمات في وجهيهما.
دودا تحدث نونا في السرير المقابل لها: «لقد أخطأنا يا أختي في حق جوجو، ما كان أن نشتري لها هدية أبدًا، بل كان علينا وضع السم في كعكة الحفلة...».
-«ولكن لو وضعنا سمًا في الكعكة، ستموت جوجو وخطيبها معها...».
- «فليموتا معًا، المهم ألا يتزوجها ولا يتزوج فتاة أخرى....».
- «أقسم أنك مجنونة، وأنا أتبع جنونك الذي سيأخذني إلى الهلاك».
دودا: «أنا أمزح فقط، هو صحيح أن جوجو فتاة مقرفة ومزعجة، وكانت لها علاقات عدد شعرات رأسها، لكنها وجدت من يسترها، فلماذا نفسد فرحتها؟!».
نونا: «فعلا أنني أتمنى أن أشنق تلك الجوجو وأرمي جثتها للقطط، لكن يبقى الزواج قسمة ونصيبًا، لا يمكن لإحدانا أن تأخذ إلا ما قسمه الله لها».