لماذا عليك إعطاء طفلك هاتفاً محمولاً؟

لماذا عليك إعطاء طفلك هاتفاً محمولاً؟

رغم أننا في عام 2017، إلا أنَّ هناك العديد من الأسر ترفض أن يقتني أطفالها الهاتف المحمول، وترجع ذلك إلى خوفها من أن يؤثِّر على سلوكهم وتفكيرهم أو أن يكون عاملاً للانحراف المبكِّر لديهم، لذلك تمنع الهواتف المحمولة وغيرها من الأجهزة الإلكترونيَّة؛ خوفاً من أن يتسبب ذلك في تغيُّرات سلوكيَّة غير سليمة، ولكن هناك آخرون يرون عكس ذلك، حيث أنَّه يجب على الطِّفل أن يواكب الحياة، التي يعيش بها، ويمارسها بكافَّة عصريتها.


لذلك نلتقي مع الأخصائيَّة النفسيَّة والاجتماعيَّة عائدة القثمي لطرح بعض النِّقاط، التي تحدد فوائد استخدام التِّكنولوجيا الحديثة للأطفال وفوائدها.


مخاطر ولكن: بالطَّبع، هناك العديد من المخاطر، التي قد تواجه الطِّفل أثناء استخدامه الهاتف الذَّكي، ولكن ذلك لا يعني أن نجعله مختلفاً عن بقيَّة زملائه، كما أنَّ منعه من استخدامها ليس حلاً لمنع الخطر، فهو يخالط العديد من زملائه يوميَّاً، والذين يستخدمون تلك الهواتف، وبالتَّالي قد تنتقل إليه المعلومات، بل إنَّ حب الفضول سوف يجعل كل الأفكار السَّيئة التي يسمعها تسيطر عليه، لذلك يجب السَّماح مع المراقبة.


قد يكون الحامي له: كما توجد سلبيَّات توجد أيضاً إيجابيَّات كثيرة، فعلى سبيل المثال: أنا لا أستطيع أن أتخيَّل طفلي بدون هاتفه، فحينما يحمله أشعر بأمان، حيث أستطيع تتبّع خط سيره والاطمئنان عليه، كما أنني أستخدم عدَّة برامج تمكِّنني من رؤية وسماع ما يفعله، ليس بغرض التجسس عليه، بل للاطمئنان، فلا أحد يعلم، فقد يصاب بحادث أو يقع في مأزق أو يخالط أشخاصاً سيئيين.


التأخُّر العلمي: لا أظن أنَّ ما يدَّعيه البعض أنَّ الأجهزة الإلكترونيَّة تؤخِّر عقل الطِّفل صحيحاً، بل بالعكس، هي تعمل على نمو تفكيره، فأنا عندما أريد أيّ مساعدة في التكنولوجيا، ألجأ إلى ابني، وهذا يعني أنَّ عقله مازال يعمل بشكل متطوِّر أكثر منِّي، ولكن قد تختلف طريقة تلقِّي المعلومة، بالعكس فهو يمكنه الحصول على العديد من المعلومات من خلالها، وعمل التَّقارير والأبحاث، ومتابعة الأخبار السياسيَّة أيضاً، وأرى أنَّ الطِّفل في ظل التِّكنولوجيا أكثر تفتُّحاً واطِّلاعاً من الأجيال السَّابقة.


الإحساس بالاختلاف: نعم، العديد من هؤلاء الأطفال قد يقومون بالادخار وشراء أحد تلك الأجهزة الزَّهيدة، والتي تصل إلى مبالغ بمقدوره دفعها، ويرجع ذلك كي لا يشعر بالنَّقص بين زملائه، وهنا تكون الأسرة أحد الأسباب في تعلُّم الطِّفل الكذب والخداع، في حين تستطيع مراقبته دون المساس بحريَّته.


يجب أن نعلم أنَّ لكلِّ عصر حداثته الخاصَّة، التي يجب اتباعها، فقديماً كان لا يسمح للطِّفل بمشاهدة التِّلفاز، أمَّا اليوم أصبح يشاهده على مدار السَّاعة إن لم يكن بمفرده، وبمراقبة والديه أو أخوته، وأصبح شيئاً معتاداً، وكذلك الهواتف الجوالة والأجهزة الذكيَّة، أصبحت الدُّول الحديثة تعتمد عليها كحل بديل للدِّراسة، لذلك أنصح الأمَّهات بعدم الحذر، ولكن عليهن مراقبة أطفالهنَّ جيِّداً.