الصور تحفظنا لعمرٍ نجهله

سلمى الجابري

الصور هي التقاطة ناطقة بكثير من الحُب، الأمنيات، الضحكات، الحزن وفتنة الذكريات.

الصور تحفظُنا لعمرٍ نجهله، فتُجيد بلورة الزمن والانتقال بنا إلى حقب زمنية تخفي لنا الكثير من علامات الاستفهام.

نحنُ نحتاج أن نوقف عُجالة الأيام والسفر بعيدًا مع ألبومات الصور المكدسة في صناديقنا العتيقة، نحنُ نحتاج أن نشهق الماضي بشيءٍ من الحنين والسلام، نحن نحتاج أن نُصافح ملامحنا القديمة بعناقٍ من نظرات واشتياق.

قد يتوارى في ذهن البعض ما الفائدة التي ستعود علينا من العودة لأقصى الزمن؟ وما الذي سنجنيه ونحنُ في أرذل العُمر؟

يكفيني أن أخبرك يا عزيزي بأن شقاوة تلك الحدود المحفوفة بنا مازالت تشهق الفرح، حتى وإن وجدتها حزينة، ستجعلُكَ تبتسم رُغمًا عن أنف الوجع، ستغمرُك بزهوٍ وفرح من حيث تجهل.

الماضي دومًا مُكتظ بتفاصيل التفاصيل التي مهما ظننا بأنها قد تكون خمدت ستجدها تحبو نحو مُستقبلك بدهشةٍ أكبر.

لا عليك سوى المُضي قُدمًا بكثير من الحياة، لذلك خُذ من الماضي ما يُلهمك، واترك فتات الخذلان قابعًا بين الصور الباهتة.

صدقني مهما كان الوجع متمددًا في ظلام الذاكرة سينقشع يومًا بتجلٍ يمحوه من تلابيب المشاعر، حد مُعاودتك للنظر إلى تلك الصور الباكية وأنت لم تعد تتأثر كالسابق.

لهذا السبب عليك ترويض ما يؤلمك بالمواجهة حتى تُجهض حنقك على الذكريات الحالكة ببياض مُغرٍ.

هل علمت الآن لماذا عليّكَ أخذ جُرعة طارئة من الماضي القاتم؟.