صانعة الأمل معالي العسعوسي.. هجرت الكويت لتحتضن فقراء اليمن

معالي العسعوسي في إحدى مهامها الإنسانية باليمن
مع الأطفال
تحمل جائزتها
العسعوسي لا تألو جهدًا في احتضان الفقراء
العسعوسي مع إحدى السيدات في اليمن
5 صور
الكويتية معالي العسعوسي اسم لمع وذاع صيته في العمل الخيري، حصدت أكبر جائزة عربية للمبادرات الخيرية بفوزها و4 أشخاص آخرين بجائزة «صناع الأمل» في الإمارات وذلك عن إسهاماتها التطوعية الإنسانية في اليمن، وهي المبادرة الأكبر من نوعها عربيًا لتكريم أصحاب العطاء في الوطن العربي، والتي جرت في دبي وفازت بها نوال الصوفي، وفاجأ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الذي قدم المبادرة، الجمهور بأن المتسابقين الخمسة الذين وصلوا للمراحل النهائية هم فائزون، وكانت العسوسي واحدة منهم.
تقول العسعوسي، والتي فضلت أن تترك رغد العيش والرفاهية من أجل تأمين حياة إنسان في العيش بوطن آخر هو اليمن: توقعت أن أحصل على تصنيف عال ضمن المنافسين على جائزة «صناع الأمل» والبالغ عددهم 65 ألف منافس ومنافسة، ولكن لم أكن أتوقع أن أكون أحد الخمسة الأوائل.
العسوسي قادها القدر إلى اليمن من خلال عرض قدمه رجل أعمال كويتي لدراسة مشروعية جديدة في اليمن، وذلك لأنها دارسة لإدارة الأعمال ولها عملها الخاص الناجح، لكن السيدة التي وضعت قدمها في اليمن لأول مرة على أساس أنها بلاد تنعم بما يشبه المستوى المعيشي الذي تحظى به دول الخليج التي تعلوها، فوجئت بالوضع اليمني الذي يفتقر للكثير والكثير، كل هذا كان عام 2007 قبل أن تبدأ الحرب الأهلية اليمنية من الأساس.
مبادرة تمكين
ما شاهدته العسعوسي على الأرض جعلها تؤسس مبادرة «تمكين» في عام 2007، والتي تحولت إلى مؤسسة تنموية تحمل على عاتقها مهمـة الإسهام في الارتقاء بنوعية حياة أفضل للمجتمع بشكل عام والمرأة والأطفال بشكل خاص، من خلال إنشاء المشاريع التنموية بلا أهداف ربحية وبدأت بعدد أسر محدود هو 50 أسرة لتصل حاليًا إلى 120 ألف أسرة.
حددت انطلاقتها من مشاريع التعليم، ثم انتقلت لمجال الصحة حتى عام 2010 التي بدأت فيه الحرب الأهلية اليمنية، وبدلاً من أن تجعلها الحرب تعود لبلدها «الكويت» دون رجعة، إذا بها تقرر الهجرة تمامًا إلى الجمهورية اليمنية، وتبدأ في نشاط إغاثي جديد لكل من طالتهم ويلات الحرب.
انضمت معالي، خريجة جامعة فيرجينا الأمريكية، بعدها لجمعية «العون المباشر» وأصبحت المسؤولة عن مشروعاتهم باليمن، ومنهم حملات مكافة العمى والتي عالجوا بها أكثر من 24 ألف إنسان.
وتعزو نجاحها في خدمة أجزاء واسعة من المجتمع اليمني إلى كونها امرأة فتقول إن ذلك ساعدها في دخول مجتمع النساء والرجال، بحسب التقاليد اليمينة التي تمنع على الرجال دخول مجتمعات النساء، لكن العكس يمكن فعله.
سجل غني
العسعوسي التي هاجرت إلى اليمن قبل 10 سنوات تنطوي تجربتها على سجل غني من العطاء، من خلال العديد من المبادرات والمشاريع التي ساهمت، ولا تزال، في تحقيق نقلة نوعية في حياة قطاع عريض من المجتمع اليمني، فنفذت 15 مشروعًا مائيًا استفاد منها أكثر من 45 ألف شخص، كما نظمت 30 حملة إغاثية لأكثر من 250 ألف شخص، ووفرت أكثر من 600 منحة دراسية، وساهمت في تمكين أكثر من ألف أسرة.