الغبقة.. تقليد تاريخي اجتماعي رمضاني لا ينقطع

فعاليات اقتصادية ودبلوماسية في إحدى الغبقات
الغبقة تطورت وتغيرت أصنافها
الغبقة الرمضانية تختلف من بيت إلى آخر
الهريس عامل رئيسي ومشترك في جميع المناسبات الرمضانية قديمًا وحديثًا
4 صور

الغبقة الرمضانية هي تقليد تاريخي اجتماعي في الخليج تعارف أهله على إحيائه منذ مطلع القرن العشرين، وهي تعتبر إحدى وجبات شهر رمضان التي تقع بين وجبة الإفطار والسحور.

ويحرص الكويتيون على إقامة الغبقات الرمضانية في ليالي شهر رمضان وخصوصًا في العشر الأواخر من الشهر، ويدعون لها الأهل والأصدقاء في بيوتهم، ويعتبرونها فرصة لتعزيز التعارف والترابط الاجتماعي بينهم.

وتقام الغبقة غالبًا بين الساعة الحادية عشرة ليلاً والثانية صباحًا بحيث يسهل على المدعوين تلبية الدعوة، ويلتزم الكويتيون عند إحياء الغبقة بارتداء اللباس التقليدي وإبراز النواحي التراثية في الغبقة.

وأصل الغبقة في اللغة هو الغبوق وهو عادة عربية قديمة معناها الأكل المتأخر في الليل.

وعرف المجتمع الكويتي قديمًا الغبقة، والجمع غبقات. ومازالت هذه العادة الشعبية موجودة إلى يومنا هذا، مع اختلاف نوع الأطباق المقدمة في مثل هذه الغبقات، وذلك نتيجة التقدم الحضاري وارتفاع مستوى المعيشة، وازدياد الدخل والتواصل الاجتماعي والحضاري مع الآخرين، مما أثرى المطبخ الكويتي وأدخل عليه أصنافًا عديدة من المأكولات العربية والأجنبية.
وجاء اسم الغبقة من الغبوق، والغبوق في الفصحى وجبة خفيفة تقدم في المساء.

وتقدم في الغبقة قديمًا، أصناف خفيفة كالنخي والباجلا والهريس، إضافة إلى الحلويات الشعبية كالزلابية والمحلبية، إضافة إلى اللقيمات.

ولا يشترط أن تحوي الغبقة كل هذه الأصناف بل كل وفق قدرته.
وتقدم المشروبات في الغبقة وأولها الشاي والقهوة العربية، فبعد الفطور يشعر الصائم بالصداع ويحس أنه في حاجة ماسة للشاي خصوصًا أصحاب عادة شرب الشاي، كما تقدم المشروبات الباردة في الغبقات وخاصة في فصل الصيف، من هذه المشروبات شراب البيذان والنامليت. أما في الشتاء فتقدم المشروبات الساخنة؛ لإعطاء الدفء مثل الليمون الأسود وشاي الدارسين وشاي الزعتر والقهوة الحلوة».
والغبقة تكون ما بعد صلاة التراويح، ثم يعود الناس للنوم والاستيقاظ عند وقت السحور؛ لتناول وجبة السحور.