مسابقة القصة الفكاهية: نقيق «تالنت»

من القصص الفكاهية المستوفاة لشروط مسابقة «سيدتي» للقصة الفكاهية القصيرة، نقدم لكم قصة: «نقيق تالنت» لكريم خليل. مع العلم أن القصص لم تخضع لأي تصحيح، عدا التصحيحات اللغوية والإملائية، على أن تقوم لجنة الجائزة باختيار الأصلح بينها.
من فقاع متراكم في الوادي، خرج الضفدع ليلي رافعًا رأسه مستقبلاً أفقاً أزرق اخترقته الأشعة الذهبية، إنه يوم ربيعي يعلن عنه في نقيقه عزفاً، كأنه يقول اخرجوا أيها الضفادع الشجعان، سخنوا حناجركم غادروا الماء، فاليابسة اليوم فضاؤنا الفني، وورقة التين الهندي خشبة نصنع فيها مسرحاً وكومات القش المتخفية جانباً قاعات كواليسنا، طلع الضفادع الموهوبون يقفزون توالي مخترقين مياه الوادي غير مبالين بخريره، بمده، كوريغرافيا رائعة، سقطات جسمانية لا معهودة، التدريبات آتت أكلها، الكل يفتح أطراف جسده ويغلقها، يروح ويجيء، يظهر وينجلي، تنسيق محكم اعتباطية في الأداء المحترف والحضور الجماعي على ديكور الطبيعة الأصيل بألوانه الباقية الصامدة ثباتاً، يرفع ليلي نبرات كيانه فرحاً بأعضاء الفرقة المتحمسين لأداء الأدوار المسرحية التي شرعوا في تقمصها بدون تقديم ومقدمات...
• انتقلوا إلى المشهد الثاني على الخشبة الشوكية! الفنان رجل التحديات.
• متألقون نحن الضفادع الثلاثة عيوننا خضراء فاتحة ألوانها، أجسادنا ترد بريق النهار، ملابسنا مصممة بإحكام.
صاح ليلي كالمجنون، أوقفوا العرض، حنجرته تكاد تنفجر:
• كفاكم تباهياً! حشرات الوادي المدعوة يوم العرض هي من تقيم أداءكم.
• انتظروا... لدقائق، انتقل مسرعاً إلى ضفة الوادي الأخرى، متسلقا جذع الشجرة الباسقة فوقها عش الحسون.
• لابد أن توقظ تقني الصوت يا ليلي، دون انتفاض فالعزف اليوم هو صولفيج مركب من نقيق وزقزقة.
• اصمتوا! فتعديل المشاهد الدرامية هو عملي كمخرج للعرض.
يصل ليلي إلى العش الحسون مستلقياً وهو صامت، غريب أن يسكت هذا الفنان الذي أطربنا لشهور في غياهب هذا المكان ودون مقابل...
الحسون نائم، الحسون ساكت، الحسون راحل عن عالم الطبيعة الحية، بنقنقة عالية يصيح ليلي.
يسمع صوت ارتماء حبل مزركش من فوق الشجرة، ظن الجميع أن قدوم بشر يفسد عليهم خلوة الطبيعة.
• يصيح الضفادع إنه قاتل الحسون... إنه قاتل الحسون!
• أمسكوه لقد هرب...!
يخترق الثعبان أعماق الوحل في الوادي كغواصة روسية الصنع...
يصيح الجميع نحيباً، مجرم قضى على صديقنا الفنان قبل تقديم العرض...