مسابقة القصة الفكاهية: آلام طفل صغير

صورة تعبيرية

من القصص الفكاهية المستوفاة لشروط مسابقة «سيدتي» للقصة الفكاهية القصيرة، نقدم لكم قصة: «لوحة سهير» لريهام السيد علي. مع العلم أن القصص لم تخضع لأي تصحيح، عدا التصحيحات اللغوية والإملائية، على أن تقوم لجنة الجائزة باختيار الأصلح بينها.
آلام طفل صغير
اجتمعت الأسرة أمام التلفاز؛ ليشاهدوا الحلقة الأخيرة من هذا المسلسل المُشوّق والمثير الذي اعتادوا متابعته يوميًّا. ومع اللقطة الأخيرة في المسلسل، التي يموت فيها البطل في أحضان حبيبته؛ انهمرت الأسرة جميعها في البكاء تأثُّرًا بتلك النهاية المُؤثرة والحزينة، إلا أن بكاءهم تحول لدهشة كبيرة حين فوجئوا بالابن الأصغر، الذي لم يكن في العادة يتابع تلك المسلسلات، موجودًا معهم في الغرفة في أثناء مشهد النهاية ذلك، والأشد غرابة وعجبًا؛ أنه كان منهمرًا في البكاء أكثر منهم جميعًا! كانوا جميعًا في غاية الدهشة، ولا يصدقون؛ فهو لا يزال في السابعة من عمره.
لم يكونوا يعرفون أن لديه تلك المشاعر الفياضة، والأحاسيس المرهفة، والعواطف الزائدة على الحد.
انتهى المشهد، وهدءوا جميعًا، وسكنت دموعهم، وزادت دهشتهم وحيرتهم؛ فقد كان الصغير لا يزال منهمرًا في بكاء وتأثر شديدين! التفوا جميعًا حوله يهدئونه، ويمسحون دموعه التي تفيض بغزارة! ضمته الأم إليها، وربَّتت على كتفه قائلة: صغيري، هذا مجرد تمثيل، ولم يحدث شيء في الواقع. صدقني، لا داعي لما تفعله.
يتدخل الأب قائلاً: جميل أن تمتلئ بالمشاعر، والعواطف الجياشة، وأنت ما زلت طفلاً صغيرًا. إنني سعيد بك يا ولدي حقًّا! ولكن ليس لهذه الدرجة. ينبغي أن تهدأ؛ فليس هناك ما يستدعي انبعاث كل هذه الأحاسيس والمشاعر.
الأخ الأكبر: ينبغي ألا تتحرك مشاعرك هكذا بسهولة؛ ما هذه الرقة الزائدة على الحد؟! كيف ستصبح رجلاً عندما تكبر؟!
الأخت الكبرى تتدخل مازحة ومهونة عليه: يبدو أنك تعيش حالة حب، وتخشى من الفراق، أو ضياع حبيبتك. هل يمكن أن تهدأ إذًا، وتخبرنا عن اسمها، وشكلها، ومن تكون؟
الابن الأصغر، وقد سكنت دموعه أخيرًا، وخفت آهاته، وقد تملكته كل الدهشة، والحيرة، والتعجب الشديد، ينفجر في وجوههم صارخًا: كفى! عن ماذا تتحدثون؟! حب، وفراق، ومسلسل؟! ما هذا الكلام الفارغ؟! لماذا لا تشعرون بي وبآلامي؟! لقد كنت أبكي؛ لأن الحلوى التي اشتريتها قد أخذها مني الأولاد، ورجعت إلى البيت، ودخلت عليكم الغرفة باكيًا، وأنتم في عالم آخر؛ تشاهدون المسلسل، ولا تشعرون بي!