صورة تعبيرية

من القصص الفكاهية المستوفاة لشروط مسابقة «سيدتي» للقصة الفكاهية القصيرة، نقدم لكم قصة: «الرسالة» لأحمد جمال الدين رمضان. مع العلم أن القصص لم تخضع لأي تصحيح، عدا التصحيحات اللغوية والإملائية، على أن تقوم لجنة الجائزة باختيار الأصلح بينها.
الرسالة
احتضنت يده، قالت له لنكتب قصة حبنا ونلقيها في البحر؛ لعله يكون أرحم عليها من البشر. وافقها، انتابتهما سكرة الحماس. أمسكت القلم، سطرت صفحات صادقة بألم تحكي عن قصة حب عاندتها الأيام، بداية من لقائهما الجميل الأول، والمصاعب التي واجهت إعلان حبهما، ونهاية باللحظة التي أعلن فيها حبهما فشله أمام واقع الحياة في عالم لم تعد أرضه تصلح لاستقبال بذرة عشق جديدة.
حكت بألم عن قرارهما بترك عالم أجهض حلمهما للبحث عن عالم آخر أكثر تساهلاً في تحقيق الأحلام. طوت رسالتها داخل زجاجة كبيرة، أمسك يدها برفق، طبع قبلة أخيرة عليها. احتضنت الرسالة هنيهة قبل أن تسلمها له، التقطها بوهن، نظر للبحر من أعلى الجرف الصخري الذي يقفان عليه، طوح بالزجاجة بعيدًا؛ لتتلقاها أمواج البحر. نظرت لرسالتها بحسرة! داعبت الرياح شعرها فانطلق ينعم بالحرية بينما تعلقت بيديه، وهي تتقدم معه خطوة أخرى تجاه الحافة.
********
على شاطئ إحدى الجزر البعيدة قذفت الأمواج بالرسالة، مر عجوز معه طفل صغير، صاح الطفل وهو يلتقط الرسالة:
- جدي، انظر ماذا وجدت!
فتح الجد الزجاجة بصعوبة، ثبت نظره على الأوراق هنيهة قبل أن يقول:
- يبدو أنها رسالة حب، لا أعرف اللغة التي كُتبت بها، ولكن تظللها بعض الدموع التي تركت آثارها على الورق، تبدو الرسالة قديمة.
سأله الصغير:
- ماذا نفعل بها؟
تطلع العجوز للأوراق للحظة قائلاً: يا لها من رسالة طويلة! ما زال ينقصنا بعض الحطب، أوراقها سميكة تصلح وقودًا للنار التي نطهو عليها الطعام.
أعاد الأوراق مكانها، ثم هز رأسه وهو ينظر للرسالة قائلاً:
- يا لسخافة العشاق!