الكتابة الابداعيّة.. بدوافع تصاعدية

سلمى الجابري

هي الكتابة التي يتصاعد فيها اقتران الذات بالأشياء، بالعدم، بكل المحسوسات التي نشعر بها عندما نشرع بالكتابة، فننتقل من عالمٍ حسيّ إلى عوالم أبعد، أعمق، وهذا قد يعتمد على حالتنا المزاجية إذا كانت مبسطة على اللغة أو عصيّةً عليها.

لذا من الضروري أن نبحث عن من يثير الكلمة فينا، قبل أن نكتب، أو أثناء الكتابة أيضًا.

على سبيل المثال:

. قد يثيرك الضوء المنبعث من بين الشقوق، فتكتب عنه وأنت هائم بفلسفتك الخاصة، لتسلط الضوء على من تريد من خلال المجاز التي بدأت بالكتابة عنه.

. أو قد يحرضك الريح الذي عبر من فوق وجهك بخفة، بكتابة تفاصيل أشد عمقًا وجرحًا أو حتى حبًا.

. قد تشعرك الأشياء المهملة في غرفتك، والمركونة من دون جدوى منها، بالوحدة، بالضياع، بالعدم، بالبكاء لتكتب كل هذا من رحم الألم.

دائمًا كثيرة هي الأشياء التي من الممكن أن تثيرنا، تدفعنا، تعصف بنا وتقصف، لنكتب نصًا أكثر حياةً أو موتًا.

نحن نجهل ماهية النص الإبداعي الذي سنقدمه في النهاية، لكنها اللغة، تأخذنا دومًا إلى ما هو أبعد عن حدود التوقع، أو قد نتوقع بالفعل شكل النص النهائي الذي سنكتبه، لكن فور بدئنا بذلك قد تصطدم الأفكار ببعضها، تتغير اتجاه رياحها، سنشعر بانهمارها من كل مكان، لنبدأ بكتابة مادة مختلفة، وفارقة عن غيرها تمامًا، وهذا ما قد تريده اللغة، أن تجذبنا إلى عمقها كلما حاولنا العوم فوق سطحها.

الأدب يتداعى بداخلِ كل من يملك الجرأة ليكتب، ليجسد دوافعه ودوافع غيره بجرّة قلم، فهو لم يكن بحاجة سوى لتجمهر الكلمات، حتى يخلد حدثًا يعبر به التاريخ أو يبقى..