سيَّدتي تتواصل مع حالتين تعرضتا للرش بالأسيد الحارق

العقيد الدكتور عاطي القرشي
د.ماجد قنش
صورة لعباءة وعد
احمد الشهراني
5 صور

خمسة عشر يوماً من الخوف والهلع عاشتها فتيات مدينة جدة بعد حالات اعتداء سجلت ضد مجهول يسكب الأسيد الحارق على الفتيات عند خروجهن من المراكز التجارية.
سيّدتي تواصلت مع حالتين تعرضتا للإعتداء ترويان تفاصيل ما جرى لهما.

بداية تقول هديل الدعمي " 22 عاماً " ، أثناء مغادرتي من إحدى المراكز التجارية بجدة بعد العيد، وأثناء ركوبي السيارة مع أخي في مواقف السيارات تفاجأت بشخص يحوم حولي ويتحدث بالجوال أثناء سيري إلى السيارة؛ وشعرت بأنَّ شيء سكب علي فأدرت وجهي لأتأكد من الموقف فوجدته يقف أمامي يحمل قارورة وكأنه يريد القاءها مرة أخرى على وجهي فركبت السيارة، لكن شعرت بألم وعند رؤية وجهه انتابني الخوف بأن يرشني مرة أخرى، فركبت السيارة فوجدت بأنَّ العباية جزءاً منها اُحرق، وحينها ذهبت وقدمت بلاغاً في الشرطة لاكتشف بأنَّ هناك 3 حالات غيري.
وتروي الحالة الثانية والتي تعرضت لنفس الاعتداء بنفس المول في ثاني أيام العيد، فتقول وعد العايدي" 22 عاما": أثناء خروجي مع عائلتي وتوقيف سيارة أجرة تفاجأت بشخص يرشني بسائلٍ لم أكن أدري ما هو وكان يتحدث بالجوال، فكانت ردة فعلي هي الصراخ وحاول ابن اختي ملاحقته لكن خشينا عليه وقمنا بمناداته بأن لا يلاحقه خشية أن يرشه أيضاً لأنني حينها شعرت بألمٍ طفيفٍ، وأحمد الله بأنَّ الإصابة أسفل الظهر كانت طفيفة لأن عباءتي ثقيلة مما جعل وصول المادة أخف إلى جسدي، لكن للأسف لازلت أشعر بالخوف.


الأسيد لا يعدُّ محظوراً
أفادنا المركز الإعلامي لأمانة جدة بأنَّ بيع مادة الأسيد لا يعدُّ محظوراً، خاصة وأنه متوفر في بطاريات السيارات ومحلات اصلاح العجلات وغيرها وله عدة استخدامات لكن هناك من يسيء استخدامه.


مادة الأسيد خطرة
ويؤكّد استشاري الأمراض الجلدية الدكتور أحمد درويش، بأنَّ مادة الأسيد من المواد الخطرة والحارة إن كانت نسبة تركيزها عالية، حيث قال: الأسيد متوفر في الصابون الذي نستخدمه يومياً بنسبة تركيز خفيفة لإزالة الدهون والأوساخ، لكن المادة المركزة إذ تعرض لها الجلد مباشرة سوف يصاب بحروق متفاوتة الدرجة حسب التعرض و أخطرها الحروق من الدرجة الثالثة والتي لا يمكن أن يعود الجلد كما هو ليسبب نتوءات في حال بنى الجلد مرة أخرى وأقلها الدرجة الأولى والتي تذهب أثرها بعد فترة مع استخدام الكريمات المختصة.


قانوني يطالب بحدِّ الحرابة
تواصلك سيدتي مع المستشار القانوني وأستاذ القانون بجامعة الطائف الدكتور أحمد الشهراني، والذي أشار إلى ضرورة إقامة حد الحرابة على الجاني، لأنه على حد قوله شخص لديه دوافع إجرامية بسبب الجرائم التي ارتكبها في حق الضحايا وعلى فترات متفاوتة، فإذا كان شخص لا يحمل شخصية عدائية كان بإمكانه التراجع لكنه كان يدرك ما يفعل ويقتنص الفرصة المناسبة.


سلوك انتقامي ضد الجنس الآخر
يقول المستشار النفسي د. ماجد قنش : سنتناول الجانب النفسي من الموضوع وهو يحمل شقين الأول: وهو أثر هذا الفعل على المصابات والبنات في المجتمع، والثاني: وهو ما لذي يدفع بعض الأشخاص في المجتمع لممارسة مثل هذه الأفعال.
بالنسبة للأثر النفسي فمثل هذه التصرفات تصير الهلع والرعب في المجتمع وخصوصاً لدى الفتيات، حيث يصبحن يعانين من فقد الثقة بالآخرين.


وأما بالنسبة للدوافع: فأنا أرى بأنَّ هذا الانسان ليس مريضاً نفسياً، بل من الممكن أن يكون قد تعرض لصدمات نفسية وإساءات قد تكون من أنثى أو ذكر، سواء أكانت تحرش جنسي أو ضرب فأيًّاً كانت الأشياء التي تعرض لها، فهو يمارس سلوك انتقامي ضد الجنس الآخر فإذا لاحظنا هو يستهدف الفتيات فقط. بعد أن يحاول كما قيل لي "إن صح القول" أن يتغزل بالفتيات ومن ثم يغدر بهن.
وهذه كلها توقعات لتصرفه و لن نستطيع أن نجزم، ما دوافعه وراء هذا التصرف. ولكننا لا نريد أن نعلق كل شيء على المرض النفسي كي لا يصبح هذا الأمر شماعة لكل فعل خارج عن المعقول، فعندما تقبض عليه الشرطة، وتحقق معه ويتم عرضه على طبيب نفسي وقتها سنستطيع معرفة حقيقة تصرفه هل هو مجرم أم مختل علقياً أو نفسياً.


القبض على الجاني للشعور بالأمان
في حين رأت الاخصائية الاجتماعية سماح عبد الرحمن أن الضحايا اللاتي تعرضن لهذه الحادثة سوف يعانين لفترة من الأثر النفسي من الحادث لهذا لابد من تأهيلهن لتجاوز المشكلة، لأن الأثر قد يظهر بعد الحادثة مباشرة أو على المدى الطويل ، وهنا يأتي دور الأهل والأشخاص المحيطين في كيفية تجاوز الأزمة واخراجهن منها بعدم تكرارها على مسامعهم والأهم الإمساك بالشخص الجاني لإشعارهم بالأمن وارجاع الثقة في المجتمع، وإخراطهم بأعمال تبعدهم عن التفكير بما جرى لهم.


القبض على الفاعل
صرح الناطق الإعلامي بشرطة منطقة مكة المكرمة العقيد دكتور عاطي بن عطيه القرشي بأن الجهات الأمنية بشرطة محافظة جدة تلقت عدد من البلاغات من مجموعة من النساء مفادها تعرضهن لسكب ماده حارقة أثناء تواجدهن في إحدى المجمعات التجارية ،فتم تشكيل فريق بحث وتحري من ذوي الكفاءة العالية وقد أسفرت نتائجه ولله الحمد عن تمكن شعبة التحريات والبحث الجنائي من ضبط مقيم من جنسية عربية في العقد الثالث من العمر متهم بارتكاب تلك الحوادث مستخدماً مادة (تستخدم في مجال الدعاية والاعلان ) وقد تم التحفظ عليه بمركز الشرطة المختص تمهيداً لإحالته للنيابة العامة بحكم الاختصاص.