في الذكرى الخامسة والأربعين لاستشهاد الأديب والمفكر الفلسطيني غسان كنفاني

من لوحات كنفاني
الدكتور حكمت النوايسة
من فعالية مقهى وملتقى محمود درويش، في رام الله
عمل آخر لكنفاني
من أعمال كنفاني
غسان كنفاني
كتاب رجال في الشمس
كتاب أرض البرتقال الحزين
غسان كنفاني في مكتبه
إسلام سمحان
كنفاني يطالع الجريدة
من أعمال كنفاني الفنية
من فعالية مقهى وملتقى محمود درويش، في رام الله في فلسطين
13 صور

أحيا العديد من المهتمين والمثقفين ورواد التواصل الاجتماعي، الذكرى الخامسة والأربعين لاستشهاد الأديب والمثقف الفلسطيني غسان كنفاني، الذي استشهد اغتيالاً في الثامن من تموز من العام 1972.
ويعد الكنفاني واحدًا من أهم الأدباء والمفكرين والمناضلين بالوطن العربي عمومًا؛ لغزارة إنتاجه وخطه الإبداعي المميز، الذي وضع اسمه خلال سنوات قليلة فقط في صفوف كبار الأدباء والكتّاب العرب؛ فهو الأديب الذي كتب القصة والرواية والمسرح والنقد، وهو الرسام، وعلى جانب آخر هو المفكر المثقف، الذي كتب الكثير من الدراسات والمقالات بالمجال السياسي والقضية الفلسطينية، كما أبدع الكنفاني بمجاله المهني في الصحافة.
وقامت الكثير من الفعاليات بمختلف البلدان العربية، بإحياء ذكرى استشهاد الكنفاني، كل على طريقته؛ فمن قراءة أعماله في أمسيات حملت اسمه، إلى أوراق نقدية تحلل أعماله وإنتاجاته الفكرية المختلفة، ولعل فلسطين، كان لها حصة الأسد بالاحتفال بابنها المثقف الشهيد؛ حيث أقيمت الفعاليات والأمسيات بمختلف المدن الفلسطينية، وبمشاركة العديد من الكتاب والمثقفين الفلسطينيين.

  • أديبٌ سبق عصره

وفي هذه الذكرى، أكد الشاعر الأردني، إسلام سمحان، بحديث خاص لـ«سيدتي»، بأن كنفاني كان مثقفًا مشتبكًا ومستشرفًا للمستقبل؛ فأعماله الروائية تعكس واقع القضية الفلسطينية حاليًا، رغم أنه استشهد منذ أكثر من أربعة عقود؛ فهو الأديب الذي سبق عصره، والمفكر الذي رأى ما لم يره الكثيرون في عصره، ولاتزال أعماله الأدبية ومقالاته الفكرية تعيش حتى يومنا هذا، وستظل حيةّ حتى آخر العمر.
وكذلك الإعلامية الأردنية الفسطينية، سوسن مكحل، تحدثت لـ«سيدتي» وأكدت أنه: «قبل الحديث عن كنفاني الذي يصّر دائمًا أن الأجساد تموت والفكرة لا تموت، لا بد من التذكير بأن حفاظنا على ذاكرة شهدائنا وتاريخنا الفلسطيني، هو الجزء الحقيقي من نضال الفلسطينيين المهجرين خارج أرضهم في بلدان الشتات ضد الكيان المحتل، وأكثره ريبة بالنسبة لعدو يستطيع سلب الأرض وتهجيرك، بالوقت الذي يفشل فيه عن طمس ذاكرتك»، وتابعت مكحل: «وإن تحدثنا عن مسيرة كنفاني في رواياته التي لاتزال تعبق في ذاكرتي، أذكر أنني في مشاهد لم أشهدها بأرض الواقع، كونت لديَّ صورة مؤلمة وحقيقية تذكرني بفلسطينيتي، وكم عانى أجدادي وفاضت معاناتهم؛ حتى امتدت لنا بشعورنا الدائم أن هناك ما ينقصنا بغياب واحتلال وطننا؛ حيث استطاع كنفاني توثيق لغة الشعب وعامية القصص المتداولة بلغة أدبية عصية على النسيان».

  • لماذا لم يدقوا جدار الخزان

أما الشاعر والكاتب الأردني حكمت نوايسة؛ فصرح: أن «غسان مازال حاضرًا لم يغب، ولعل مقولته التي أصبحت أسطورة، زرعت قنابل من الوعي في الأجيال التي تلته، (لماذا لم يدقوا جدار الخزان)، لعلّ في هذه المقولة وحدها السؤال الذي يجعل من كنفاني مفجرًا للوعي الدائم بالقضية الفلسطينية أولاً، والقضية العربية ثانيًا، قضية الحريّة، وقضية الكرامة الإنسانية للإنسان العربي، ومن يقرأ يجدنا كلّنا محشورين في الخزان، ولكنّننا غائبون عن الوعي، أو مغيّبون، ولم نعد واثقين بأنّ هناك من يمكن أن يسمعنا لو دققنا على جدران الخزان، وهذا ما أريد لنا، أن نفقد الأمل تمامًا».
كما أشار المخرج المسرحي الأردني، خليل نصيرات، أنه «مثل كل الفنون التي ناضل من خلالها غسان كنفاني؛ فقد وجه مسرحه تجاه المقاومة، وأكد قدرته على التنوع الأدبي من جهة، ورسوخ هويته المسرحية إن جاز التعبير، من جهة أخرى»، وتابع: «كمسرحي، أرى أهمية غسان كنفاني مسرحيًا، تكمن في تأكيده على مسألة صراع الإنسان الفلسطيني اليومي مع الاحتلال، وهنا على المسرح تكمن المواجهة الحقيقية وجهًا لوجه مع النضال؛ ففي مسرحيته (الباب)، دعم أدبي ونضالي للقضية التي عرضها في رواية (رجال في الشمس)، وهي الوقوف بكل شجاعة أمام الموت وتحديه، أما في (القبعة والنبي)؛ فالاغتراب والموت بكل أشكاله ومفرداته، ثيمة موجودة في المسرحية وفي كتابات كنفاني بشكل عام، وكأنه أراد أن يوجه ويختزل كل النضال بالكلمة؛ النضال الذي مارسه في الأنواع الأدبية الأخرى إلى المسرح؛ ليكثف صياغة المقاومة ويمنحها الشرعية الأدبية؛ لتحاور وتحكي، وتصرخ وتتألم، وتشاهد الجمهور يجلسون على حافة المقاعد يشهقون وتتسع حدقات عيونهم».

وللكنفاني العديد من الأعمال الأدبية الشهيرة، مثل: «لماذا لم يدقوا جدار الخزان»، و«عائد إلى حيفا»، التي حولها الكثير من المخرجين العرب إلى أعمال مسرحية، و«أرض البرتقال الحزين»، و«رجال في الشمس»، و«القميص المسروق» وغيرها الكثير من الأعمال الأدبية في القصة والرواية، وبذلك يبقى غسان كنفاني منطقة مهمة في الأدب والفكر العربي عمومًا، وحتى في تاريخ النضال الفلسطيني أيضًا، وأعماله لن تموت على الإطلاق، وستظل تحكي وتحلل الكثير حتى في أيامنا هذه، والأيام القادمة.