يشكّل وقت اللعب فرصةً ممتازة للآباء والأمهات لكي يشاركو في حياة أطفالهم ويومياتهم، ما يعزز العلاقة بين الوالدين والطفل، ويعزز الذكاء العاطفي لدى الأخير، كما ويعزز مستويات الثقة على المدى الطويل وترشد كاثلين ألفانو، مديرة أبحاث الطفل في فيشر برايس لتصنيع وتسويق الألعاب، ما يحتاجه الآباء إلى إدراك أهمية هذه الأنشطة المغنية وتعزيز ثقة أطفالهم من خلال اللعب معهم.



المواليد
منذ اليوم الأول، يبدأ الأطفال حديثو الولادة في التفاعل مع كل شيءٍ من حولهم .. يحاولون البحث عن الأشياء لتنشيط حواسهم الخمسة. من خلال اللعب، يختبر الأطفال لعب أدوار الأشخاص البالغين، ما يمكّنهم من التغلّب بسهولة على مخاوفهم في المستقبل. ومع لعب الأدوار هذه، يوسّع الأطفال آفاقهم الإبداعية عبر تجربة أدوار افتراضية حياتية.
حين يلعبون بألعاب تتطلّب مهاراتٍ حركية، لا يطوّر الأطفال القدرات المعرفية لإدراك مفهوم السبب والنتيجة العلاقة بين ما يقومون بها وما ينتج عن ذلك فحسب، وإنما يطوّرون أيضاً مهارة التنسيق بين حركة اليدين والعينين بشكلٍ فعّال.


بعمر السنة
كلما كبر الأطفال الصغار، تعزّزت قدراتهم من خلال التفاعل مع الأشياء والأشخاص من البيئة الخارجية. هذا ويتيح اللعب بشكل مستقل للطفل أن يصبح مختصاً في ما يفعله وأن يطوّر مرونته النفسية على المدى الطويل. وتؤثر ردود الأفعال الآتية من والديهم على نموهم العقلي والعاطفي إلى حد كبير. على سبيل المثال، مدح ذكاء الأطفال ليس نهجاً موصى به. وبدلاً من ذلك، فإن تقديرهم وتهنئتهم على عملهم الشاق هو استراتيجية لا تتحدّث مباشرة إلى هويتهم وإنما إلى ما بذلوه من جهد. وحين يتعلّق الأمر بالألعاب الناطقة، يشكل هذا فرصةً ممتازة للطفل لتعلّم مهارات اللغة من خلال الاستماع وتقليد أصوات يسمعونها، فضلاً عن توسيع مفرداتهم اللغوية.


اللعب الجماعي
اللعب الجماعي يعلّم الأطفال كيفية الانخراط مع الآخرين والتعامل مع النزاعات. ومن خلاله يختبرون كيفية التفكير ضمن مجموعة، إضافةً إلى مبدأ المشاركة والمساواة. وفي هذا السياق، يقدّم اللعب دروساً تعليمية في الحياة الواقعية، تساعدهم على الاستعداد لتجربة التفاعل اليومي مع الآخرين. وبقدر أهمية إيجاد وقت للّعب، يحتاج الأطفال لما يكفي من الوقت للّعب. إذ يستغرق الأمر وقتاً لإعداد سيناريو اللعب، وتحديد الأدوار، وتجهيز المعدّات، واتخاذ قرار مع الآخرين حول كيفية المباشرة باللعبة، وإلى ما هنالك .. من خلال اللعب، يطوّر الأطفال ذاتهم، ومعها تتطوّر مهاراتهم المعرفية واللغوية والمادية، وكذلك خيالهم وتركيزهم وثقتهم بنفسهم ومهاراتهم الاجتماعية.