صيف على صفيح ساخن

ارتفاع درجات الحرارة وملامستها 50 درجة مئوية في بعض مناطق السعودية، استحوذ على اهتمام السعوديين، ونال النصيب الأكبر من أحاديث المجالس والرسائل المتداولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والتي أجبرت البعض منهم على الهروب بالسفر، فيما يحاول آخرون الصمود والتكيف بوسائل عدة، نستعرض لكم في هذا التقرير جانباً منها.

السفر


يرى فهد العتيبي، من إدارة تعليم الرياض، أن فكرة السفر والهروب إلى مناطق باردة تعد جيدة، ولكنها تحتاج إلى ميزانية وتخطيط لاختيار المناسبة منها، ومن لم تسمح له الظروف بالسفر؛ فهو مجبر على مواجهة الحر والتكيف معه باتباع الإرشادات، التي دائمًا يتم تكرارها خلال هذه الفترة من العام، من عدم التعرض لأشعة الشمس المباشرة، وارتداء الملابس المناسبة، واستخدام عازل حراري لزجاج السيارة.

إقامة جبرية
وكحال الكثير من الأسر السعودية، تفضل الإعلامية نجاة باقر، وفي ظل هذه الأجواء الساخنة وارتفاع نسبة الرطوبة في مقر إقامتها في المنطقة الشرقية، الإقامة الجبرية في المنزل خلال فترة النهار، إلى أن تتحسن الأجواء فترة المساء، وتصبح مناسبة نوعًا ما للخروج والتنزه؛ مشيرة إلى أن المجمعات التجارية تجذب العدد الأكبر من المتنزهين، باعتبارها أماكن مكيفة.


وتحرص الفنانة والإعلامية شيماء الفضل، على اتباع بعض النصائح للتخفيف من حرارة الأجواء؛ خصوصًا عندما تضطر للتصوير خارج الأستوديو، وذلك وكما تقول: بالاعتماد على الملابس القطنية والعباءات الفاتحة، واستخدام واقي الشمس والنظارة الشمسية، والتخفيف من مساحيق التجميل، والاعتماد على الأحذية الخفيفة والصنادل.

المناطق الأكثر حرارة


وبتواصل «سيِّدتي» مع حسين القحطاني، «المتحدث الرسمي للأرصاد وحماية البيئة»، أشار إلى وصول درجات الحرارة إلى 50 درجة مئوية في بعض مناطق السعودية، منها: الأحساء، والقيصومة، والظهران، فيما سجلت الرياض 48 درجة مئوية؛ مشيرًا إلى أن السبب في ارتفاع درجات الحرارة، هو تأثير منخفض الهند الموسمي، والمصحوب بكتلة هوائية حارة وجافة، والمستمر تأثيره على أجواء السعودية إلى نهاية الصيف.


فيما أكد الدكتور خالد الزعاق، «الخبير في المناخ، وعضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك» أن درجات الحرارة خلال الفترة القادمة ستتجاوز الخمسين في جنوب العراق والكويت وشرق ووسط السعودية وليبيا، والجزائر، وهي المناطق الأكثر حرارة في العالم.


وستكون أعلى أيام السنة حرارة على الإطلاق؛ فأولها صباغ اللون، وأوسطها طباخ التمر، وآخرها جداد النخل، والحر فيها على موجات، ويقع فيها موسم الجوزاء، وهي من المواسم الانتقالية؛ ففي غرتها تنهض رياح السموم، والتي تعمل على رفع درجات الحرارة، وهي بداية جمرة القيظ، وتتسم بشدة لسع الشمس، وحمو الأرض، وارتفاع الرطوبة على السواحل، وكثرة الضباب، ولجوء العقارب والأفاعي للظل، ونزول اللون في بعض النخيل، واحمرار رؤوس الأثل، وكثرة سمك الميد في الخليج.


إرشادات صحية


يوجه الدكتور أحمد العيد، «رئيس لجنة الكشف المبكر في المجلس الصحي السعودي ومشرف الأمراض المزمنة في المنطقة الشرقية» عددًا من النصائح والإرشادات الصحية، منها:
- التركيز على الأغذية الملطفة والمخفضة للحرارة والمليئة بالسوائل، كالخيار والبطيخ، والتقليل من الملح والأطعمة المشوية والمعلبات.
- الاهتمام بالنظافة الشخصية، وتناول بعض السوائل قبل الاستحمام لتلافي حدوث تعب أو جفاف أو هبوط في الضغط.
- وضع واقٍ على الرأس كالشماغ أو القبعة، واستخدام الكريمات الواقية ضد أشعة الشمس قبل التعرض لها بنصف ساعة على الأقل.
- التأكد من نظافة مياه الشرب، وغسل الخضروات المستخدمة في الطبخ، وإن لم تكن مضمونة؛ فيجب غليها لمدة ٥ - ٧ دقائق، ثم تبريدها واستخدامها.