أسامة عبد الرسول.. على خشبة الثقافي الملكي ضمن فعاليات جرش

الفرقة الموسيقية
قانون عبد الرسول
المعنية البلجيكية هلينا
المغنية البلجيكية هليناشرودر من الحفل
عبد الرسول عقب انتهاء الحفل
عازف الإيقاعات بالفرقة
الموسيقار العراقي أسامة عبد الرسول
7 صور
شغف واحد يجمع عدة أشخاص من عرقيات وألوان مختلفة، هو الشغف نفسه الذي يجعلهم وحدة واحدة لا تتجزأ، إنها الموسيقى، الوحيدة القادرة على أن تلم شتات العالم على خشبة مسرح، وقلوبه في مقطوعة موسيقية واحدة، لا أهمية هنا للغة، كلها تصير جسداً واحداً، وكلها تدعوك لمعايشة تجربة تتمنى لو أنها لا تنتهي أبداً.

في ثاني أيام "أمسيات عمان"، المستمرة من فعاليات مهرجان جرش بدورته الجديدة الثانية والثلاثين، والتي تُقام على خشبة المسرح الرئيسي في المركز الثقافي الملكي بالعاصمة الأردنية، تجمع خمسة موسيقيين من العراق وبلجيكا وكندا، وقدموا للحضور تجربة موسيقية فريدة، لن تتكرر إلا معهم.

خماسية الموسيقار العراقي العالمي أسامة عبد الرسول، الذي ضم فيها عدداً من الموسيقيين العراقيين والبلجيكيين والكنديين، مع المغنية الرئيسية في فرقته، البلجيكية هلينا شرودر، قدمت عدداً من القطع الموسيقية التي مزجت بين الغرب والشرق، والأغنيات بعدة لغات منها العربية والفرنسية والبلجيكية، معتمداً على أشكال مختلفة من الموسيقى العالمية برؤية عبد الرسول نفسه، متنقلاً بين الجاز والبلوز من جهة، ومن جهة أخرى بين الصوفية الروحانية بوجهة نظر موسيقي حداثية.

ويعد عبد الرسول من أهم المُحدّثين على الموسيقى، إلا أنه ينطلق بكل أعماله من التراث الشرقي لا سيما العراقي، الذي لا ينفصل عن فلسفته الفنية، فكل عمل يقدمه أو قدمه خلال حفله، كان له عمقه الضارب بالتاريخ العراقي والعربي، ليس فقط على مستوى الموسيقى، وأيضاً وصولاً إلى القصص الحياتية اليومية التي كانت أساس معظم أعماله، إضافة إلى اعتماده الكبير على القصائد الصوفية لأهم الشعراء الصوفيين العرب، من أمثال ابن الرومي وابن الفارض وغيرهم، مقدماً حالة إبداعية لا تشبه غيرها، ووجبة روحية دسمة، تصحب المتلقي معها إلى خياله الخاص وعوالمه التي لا تنتهي.

وتميز عبد الرسول وفرقته بعدم تكرار جملهم الموسيقية وتنوعها، وتعدد المواضيع التي يقدمونها، ما يؤكد عظم المساحة الإبداعية التي يشتغلون عليها، وإدراكهم الكبير للحالات والأشكال الموسيقية، وإبداع رؤيتهم الفنية من خلالها، ومن جانب آخر هذا المزج الناجح للغاية بين الموسيقى العربية الشرقية، ونظيرتها الغربية، على الرغم من الإختلاف الكبير بين النوعين الموسيقيين.

وقدم الموسيقار وعازف القانون العراقي، عدداً من الأعمال التي اشتهرها بها من قديمه وحديثه، مثل أغنية "غزل"، و"العروس"، و"سلم" وهي قصيدة صوفي للشاعر جلال الدين الرومي، ومقطوعة "عزاهب"، وجزء من أوركسترا "حبيبه" للشاعرة الصوفية رابعة العدوية، وغيرها العديد من القطع الموسيقية التي شكلت بصمة مهمة في الموسيقى الحديثة.