افهميني يا سيدتي (1)

أميمة عبد العزيز زاهد

 

عزيزتي: يقولون إذا تلبد قلب الرجل بالهموم انزاحت سحب الظلام بظهور المرأة، وهذا يؤكد مدى ما يمثله وجودك في حياتي، فالله سبحانه خلقك من ضلعي؛ لتكوني تحت جناحي قريبة من قلبي، وحتى تتحقق السعادة بيننا لابد من أن تكون هناك لغة للحوار نستطيع من خلالها حل أي مشكلة تواجهنا بكل بساطة، ولو فهمتِ احتياجاتي الحقيقية لجعلتني عاشقاً سعيداً أستمتع بالدفء، فأنا في نظرك مجرد ممول لا أنال إلا ما يغذي معدتي، دون الحاجة لقلب يخفق بعاطفة، أو إحساس ينبض بحب، ألغيت حاجتي لفكر يشاركني ويدعمني ويساندني، نفيت رغبتي لعقل يحاورني ويناقشني، ونسيتِ أنه بإمكانك أن تنالي كل ما تتمنينه وتأخذي كل ما تريدينه لو فهمتني. 

فأنتِ يا رفيقة دربي ليس لديك القدرة على فهم وقراءة شخصيتي وأفكاري، دائمة الشكوى والتذمر، وإلقاء اللوم عليّ، وتتهمينني بأني لا أهتم بك، فهل قيمتِ تصرفاتك التي تزعجني وتدفعني للصمت وعدم إكمال المناقشة معكِ؟ هل بحثتِ بداخلي عما يجعلني أتجنب الحديث معك، بالذات لحظة تكرارك لأسئلة مملة، وتنتظرين مني إجابة فورية؟ هل تشعرين بصوتك العالي وحدتك، وبأنك تتجاوزين حدودك وكأنك تحققين معي، وتساهمين بتصاعد الخلاف وإشعال حدة النقاش، مما يجعلني أخرج عن شعوري، أو أفقد قدرتي على ضبط نفسي؟ خاصة عندما أكون منهكاً من العمل ومتضايقاً من الضغوط التي واجهتها، هل أكون لحظتها غير مبال ومهملاً لمشاركتك؟ وأنتِ هل احترمتِ رغبتي في الصمت، ونسيتِ أني في زحمة العمل ومتطلبات الحياة اليومية أكون متعباً متوتر التركيز، مشتت الذهن، وفي حاجة إلى الهدوء والراحة أكثر من حاجتي للكلام؟ لماذا لا تفكرين بتعقل وتحتوين غضبي وتحترمين صمتي؟ متى تتعودين أن تختاري الوقت المناسب للتحدث والطريقة المناسبة للحوار؟ لماذا لا تعودين نفسك على الصبر حتى أهدأ؟ لماذا لا تراعين بأني أحتاج بعض الوقت حتى ألتقط أنفاسي وتزول الضغوط لأعود بعدها إلى طبيعتي ولاهتمامي في البدء بحوار ناجح وهادف؟ أعلم بأن الحياة ليست عملاً فقط، فأنا أيضاً إنسان، ولست آلة مبرمجة، وليّ احتياجاتي ومتطلباتي وأمتلك مثلك مشاعر وأحاسيس. 

يا سيدتي هل تعرفتِ على هواياتي وتحدثتِ معي في أمور تهمني وتخصني وتجذبني؟ هل شاركتني اهتماماتي؟ هل يا ترى تعلمين مدى ما تفعله اللمسة والهمسة والبسمة والقبلة والعناق؟ إن لهم مفعول السحر في نفسي، فمن أخبرك بأن الرجل لا يحتاج إلى أن يسمع كلمات الإطراء من زوجته؟ ولماذا تستعجبين لو طلبت منك أن تقدري جهودي وامتدحت ما أحققه من إنجاز حتى ولو كان بسيطاً؟ ومن قال لكِ بأني لا أحتاج منك أن تهتمي باختيار ملابسي؟ فذوقك ولمساتك الخاصة تثير في نفسي الشعور بالبهجة، إن كل همي يا عزيزتي هو البحث عن الاستقرار، فأنتِ دوركِ كبير لجعل حياتنا هادئة، فهل حاولتِ تجديد علاقتنا ومنحتني ثقة أكبر في أهميتي لديك؟

ونستكمل بإذن الله في المقال الآتي.