تعد مصممة الأزياء ورائدة الأعمال السعودية سليمة يوسف من أبرز المصممات في محافظة الأحساء، حيث تعتبر من أوائل اللواتي اقتحمن هذا المجال في منطقتها الأحساء، وقد استطاعت بمهاراتها في فنون الخياطة، والتي اكتسبتها منذ طفولتها، ثم قامت بتطويرها عبر الدراسة والدورات التدريبية، منافسة العديد من الشركات المحلية المعروفة من خلال عرض أحد التصاميم والأزياء النسائية، التي تقوم بتصميمها، ويتم عرضها في الكثير من الأسواق والمعارض التجارية، التي تشارك فيها.
المصممة سليمة يوسف لم تكتفِ بالنجاح، الذي حققته على مستوى محافظة الأحساء، بل نجاحها وصل إلى مستوى مدن ومحافظات المنطقة الشرقية، وتخطى الحدود ليصل إلى كل مناطق السعودية؛ لأن تصاميمها جذبت العديد من الزبائن من خارج حدودها الجغرافية، حيث أصبحوا يتواصلون معها إما عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أو المجيء إلى مركزها النسائي، الذي أصبح من المراكز المعروفة للخياطة في محافظة الأحساء، وما يزيد الاهتمام بذلك أن المركز أصبح مقراً هاماً لتدريب الفتيات الراغبات في تعلم فنون الخياطة النسائية الحديثة، سواء من داخل محافظة الأحساء، أو خارجها، حيث استفادت من هذه الدورات العديد من الفتيات، اللواتي أصبحن يملكن مشاريع خاصة بهن.
" سيِّدتي" التقت بالمصممة سليمة يوسف في مركزها، وتحدثت معها عن بدايتها في تعلم مهنة الخياطة، بجانب تسليط الضوء على أهم المبادرات التي نفذتها، وأهدافها المستقبلية، حيث قالت: تعلمت الخياطة في سن مبكرة، وتحديداً عندما كنت في المرحلة المتوسطة، حيث كنت أقوم بخياطة الملابس بأشكال متنوعة، وبعد تخرجي من المرحلة الثانوية، التحقت بمعهد الخياطة في الأحساء لمدة عامين، حيث حرصت على أن أطور من مهاراتي الفنية بالدراسة والتدريب، وبعد تخرجي، التحقت بعدة دورات تدريبية على حسابي الخاص، سواء في الغرفة التجارية في الأحساء، أو عبر مراكز التدريب النسائية داخل السعودية وخارجها، وتحديداً في مدينتي دبي والمنامة.
وبينت سليمة أنها بعد أن تسلحت بالعلم والخبرة، أصبحت تملك القدرة على إدارة أي مشروع، وقررت تأسيس مشروع خاص بها، وهو افتتاح أول مركز نسائي للأزياء النسائية والتدريب على فنون الخياطة في محافظة الأحساء، وكانت بداية انطلاق مشروعها تحديداً في بداية عام 2010م، وحالياً تعمل في المركز 6 عاملات سعوديات تقريباً برواتب شهرية.
وذكرت سليمة يوسف، باعتبارها إحدى رائدات الأعمال في محافظة الأحساء، أنها قررت أن تساهم في بعض المبادرات الاقتصادية، التي تخدم فتيات المجتمع، ومنها: تنظيم دورات تدريبية للفتيات لتعلم فنون الخياطة الحديثة، وتكون بأسعار رمزية، بهدف مساعدتهن في إيجاد فرص وظيفية تساعدهن على التغلب على صعوبات الحياة، أو المساهمة في دعم وتأسيس مشاريع خاصة ببعض الفتيات من خلال تقديم دراسة جدوى للمشروع، أو مساعدة من ترغب بالعمل في منزلها.
وأشارت سليمة إلى أن عدد الفتيات السعوديات، اللواتي تلقين مهارات وفنون الخياطة من خلال الدورات التدريبية، التي نظمها المركز منذ انطلاقته، بلغ نحو ألف فتاة، حيث وصل عدد اللواتي التحقن بسوق العمل، سواء في عدد من مراكز الخياطة، أو الشركات، 300 فتاة، أما عدد الفتيات اللواتي قمن بتأسيس مشاريع خاصة بهن، سواء مراكز نسائية، أو مشاغل، فقد وصل إلى 150 فتاة، فيما بلغ عدد اللواتي أصبحن يعملن بمهنة الخياطة في منازلهن إلى 500 فتاة.
ولفتت سليمة إلى أن طموحها ليس له سقف محدد، فهي تسعى إلى أن تصبح مصممة معروفة على مستوى العالم، وليس على مستوى السعودية أو الخليج العربي، خاصة أن لديها ماركة معتمدة تحمل اسم "سندس"، وهي ماركة مسجلة لدى وزارة التجارة والاستثمار، وقد تم اعتمادها بعد افتتاح مركزها بـ3 أشهر.
وذكرت سليمة يوسف أنها كغيرها من الفتيات في السعودية واجهت العديد من الصعوبات أثناء تأسيس مركزها؛ بسبب الإجراءات البيروقراطية، ولكن بسبب الإصرار الذي تملكه لم تكترث لذلك، فهي كانت تقوم بمراجعة الإدارات الحكومية المعنية بإصدار التراخيص؛ لأنها مؤمنة بأنها تسعى إلى تحقيق هدفها، وهو أن تملك مركزاً خاصاً بها، تهدف من خلاله إلى إبراز تصاميمها ومنتجاتها النسائية للكثير من المحلات التجارية.
