لأول مرة يحالف الحظ الكبير الممثل التركي أونور صايلاك الشهير بتوفيق في المسلسل التاريخي "أنت وطني" الذي كان متصدراً للرايتنغ مساء كل خميس ، وكان المنافس الأقوى جماهيرياً وفنياً لمسلسل " الشجاع والجميلة" بطولة طليقته الممثلة توبا بويوكستون التي مضى على زواجه منها خمس سنوات ونصف السنة. أونور صايلاك رجل وممثل متفاني في حبه لكل شيء يقوم به إن كان في عمله أو كأب، وعيناه تعبران بصدق وعمق عن مشاعره،وبحسب رأيه : "العيون مرآة القلب".
في هذا اللقاء الذي رصدته لكم "سيدتي التركية" تحدث أونور عن حياته الخاصة وعلاقته بابنتيه التوأم: مايا وتوبراك وأمور عدة:
تؤدي دور الضابط في المسلسل التاريخي "أنت وطني" بشارب الرومانسي الذي يعشق عزيزة بصمت ويحاول بمؤامراته الشريرة التخلص من زوجها جودت ليفوز هو بقلبها ويتزوجها. لكنه بالوقت نفسه رجل خطير وغادر لا يهمه سوى نفوذه ومصالحه الخاصة ولو على حساب وطنه والمحيطين به وحققت بهذا الدور الجديد عليك نجاحاً لافتاً فكيف توصلت لهذه الشخصية؟
بالفعل،يتميز توفيق في أحداث المسلسل بكاريزما خاصة على الشاشة،وهو دور مؤثر في الأحداث،ويتفاعل بإيجابية مع أحداث وأبطال المسلسل بصورة أمدت المشاهدين بطاقة إيجابية رغم أنه في حقيقته رجل شرير ويعيش على خداع من حوله والكذب المتكرر عليهم لتحقيق مكاسبه الشخصية.
وكيف كان تعاونك مع فريق العمل؟
فريق "أنت وطني" رائع وملتزم ومبدع،والعمل مع زملائي كان ممتعاً ورائعاً للغاية،والعمل يسير على خير مايرام بفضل طاعة الجميع لتعليمات المخرج،والممثلون بدءاً من خالد آرغنش وبيرغوزار كوريل والآخرين يؤدون مشاهدهم من صميم القلب،ويجمعنا كيمياء هارمونية خاصة،كلنا نفهم على بعضنا،ونتألق معاً بدرجة متساوية على الشاشة،ورغم أن تصوير الحلقة الطويلة تأخذ منا وقتاً طويلاً وجهداً مضنياً أمام الكاميرا ووراء الكواليس إلا إننا سعداء،ولا أحد منا اشتكى أو تذمر أو تأخر عن موعد التصوير،ونكون على أهبة الإستعداد للتصوير قبل موعده بفترة،ونستمتع بالعمل وكأننا نلهو بمحبة مع أصدقاء فلا نشعر بأي تعب أو بمرور الوقت،ويجمعنا حب التحدي والعمل ليحقق المسلسل ما ننشد منه من نجاح وحب الناس له.
راض عن حياتي
هل أعجبتك طبيعة وتناقضات الضابط توفيق؟
بالطبع،إعجابي بشخصية الضابط توفيق سر حبي لها،وإتقاني لها.
ماذا كانت خطواتك الخاصة لعملية تقديم توفيق على الشاشة بصورة مشوقة ومحفزة للمشاهد حتى يتابعها بشغف أكثر من بعض الشخصيات الأخرى؟
أي دور صغير أو كبير يبرزه الممثل عبر تطوير ذاته وقدراته ،وأنا فعلت ذلك ،فدرست صورة توفيق الجسدية بعد تعمقي في أبعادها النفسية،فركزت على إبرازها بعمق من خلال طريقته الخاصة في الحديث،وفي طريقة تعبيره عن حبه لعزيزة بالنظرات والعبارات والإيماءات،وفي أسلوبه الخاص بإطلاق الرصاص من مسدسه وقتل جنوده في المسجد،وحركة الجسد لديّ مهمة في التعبير مثل الوجه تماماً،وكنت محظوظاً بالعمل مع مخرج متمكن مبدع منحنا حرية مفتوحة للإبداع والإرتجال تعبيرياً.
أنت بطبيعتك شخص هادىء وكريم ومسالم فكيف تتقن تقديم شخصية غامضة ومتقلبة ومثيرة وخطيرة مثل توفيق في "أنت وطني"؟
لا أحد يعرف نفسه كاملاً،يظل شيء ما غامض في شخصية كل إنسان،ومجتمعه وظروفه تحدد ما يظهر منها وما يخفى في داخله،وأنا إنسان طبيعي قوي أحب خوض التحديات الجديدة الصعبة في عملي لأثبت نفسي وموهبتي،ومثابر جداً للبقاء بقوة في الوسط الفني،ولا أحب الهدوء والكسل في عملي،وأنظر دائماً للمستقبل بتفاؤل،ولا يفارقني الأمل حتى في أحلك ظروفي.
ماهو الدور الذي تتمنى تأديته؟
تعجبني أفلام "باتمان" وأتمنى أن ألعب دور الجوكر لأنه رجل مميز يجمع بين المرح والشر في آن واحد،وهذه الأدوار ممتعة جداً لهذا أحبها كممثل وكمشاهد.
أنا سعيد في حياتي،لكني أحب التغيير في بيئة عملي وحياتي الخاصة ،وتوفيق فيه كثير من الصفات الجذابة فهو عاشق لا يمل من مطاردة حلمه بالفوز بقلب عزيزة مهما كلفه الثمن،وهذا أعجبني جداً في شخصيته.
أنت نادراً ما تتغير فهل أنت راض عن حياتك؟
بالتأكيد،راض عن حياتي،وسعيد بمشاركتي في مسلسل "أنت وطني"،ورغم أنني أرغب أكثر بالبقاء وقت طويل مع ابنتيّ مايا وتوبراك كما أمضيت وقتاً طويلاً معهما في فترة سابقة، إلا أنني لم أستطع البقاء بعيداً عن فرصة عمل جيدة،ودور رائع استفزني كثيراً من الداخل.
هذا مفهوم الأسرة لديّ
أعرف أن أسرتك مهمة جداً بالنسبة لك فما هو مفهوم الأسرة عندك؟
لقد نشأت في منطقة "كوشاداسي في مجمّع بوتيك السكني الذي يعيش فيه حوالى 80 أو 90 شخصاً،وسكانه يعيشون معاً كعائلة واحدة،تربطهم ببعضهم علاقة صداقة طيبة وصالحة،والكل مستمتع بصحبتهم،وأنا نشأت مرحلة الطفولة والمراهقة بسعادة وسطهم،وشعرت بينهم بالطفولة الجميلة،وكانت هذه الطفولة السعيدة الجميلة ذات تأثير كبير عليّ،وأشعرتني بقيمة الأسرة في حياتي مبكراً،الأسرة مهمة بالنسبة لي ومبنية على الحب والعطاء والسعادة والمتعة.
ما أكثر شيء أخافك في مرحلة الطفولة؟
أفلام الرعب ،أصابني الخوف الشديد بعد مشاهدتي فيلم "كابوس الشارع" المرعب،فارقني النوم لأيام،وأرعبني أكثر فيلم "فريدي كروجر" وبعد هذا الفيلم امتنعت لفترة طويلة عن مشاهدة أفلام الرعب التي لا أنصح الأهل بالسماح لأطفالهم الصغار بمشاهدتها جراء آثارها السلبية عليهم.
وماذا يخيفك اليوم؟
كل شيء يخيفني في هذا العالم،الحروب على الحدود التي تهدد إنسانيتنا وحياتنا،وما يحدث حولنا من أحداث مخيفة لا تجعلنا مطمأنين على مستقبل أبنائنا،أتمنى أن يعم الأمن والسلام والمحبة العالم كله.
الحياة
هل تشعر بالتشاؤم؟
الحياة يجب أن تعاش بأمل حتى نستمر بالمقاومة والبقاء وتحدي خوفنا وتشاؤمنا الذي يولد في لحظات خيبة الأمل. والحب والأصدقاء وشمس الغد يجعلنا نأمل بأن يتخلى البعض عن أنانيته البشرية لصالح البشرية والأبرياء،لأن سيطرة الأنانية البشرية إن زادت عن حدها وفقدت السيطرة تصبح مدمرة للطبيعة والبشر،هذا أكثر ما يخيفني اليوم كإنسان ويخيف الكثيرين غيري.
الحب إحساس جارف هل أشعرك وسمعت صوت الندم من داخلك منه؟
الحب شيء جميل ورائع،والندم غير مسموع فيه،لماذا قد نندم على الحب؟
يحدث أحياناً أن يتغير الزواج بعد قدوم الأطفال فهل تغير زواجك بعد قدوم ابنتيك مايا وتوبراك؟
أولاً: الزواج يعني أنك لم تعد وحدك في الحياة،ثانياً: وجود طفل في حياتك يعلمك قيمة الحب بدون انتظار مقابل،ثالثاً: الأطفال لا يمكن أن يكونوا عائقاَ أمام تقدم الزوج أو الزوجة بل يعلمونهما كيف يكونان أكثر نظاماً وانضباطاً من أجلهم،والأطفال يجعلونك تطمح لأن تكون أباً أفضل من أبيك مع أطفالك،والأم أفضل من أمها مع أطفالها،والأطفال يجعلوننا أكثر خوفاً من الحياة والمستقبل من أجلهم،الأطفال يجعلوننا أكثر مسؤولية وعطاءً من ذي قبل،هذا هو التغيير الذي يحدث،وهذا التغيير يجعلنا أكثر صلابة وقوة .
هل يجب أن تكون للتضحيات حد في العلاقة بين الطرفين؟
حين تكثر التضحيات في العلاقة ممكن أن يشعر طرف بأنه يجب أن يضع حداً لها لكن إن شعر أنه يقدمها بطيبة خاطر عن حب لن يشعر بذلك أبداً.
يسعدني وجها ابنتيّ الضاحكتين
ما الذي تغيّر فيك بعد أن أصبحت أباً لطفلتين جميلتين؟
غيّرتني الأبوة للأفضل فأصبحت أكثر إحساساً بالمسؤولية،وأكثر تنظيماً وانضباطاً في حياتي، ويسعدني وجها ابنتيّ الضاحكتين طوال الوقت، كل يوم أكتشف أشياء وواجبات جديدة كأب.
صورك التي تتقاسمها مع ابنتيك مايا وتوبراك وتنشرها في "السوشيال ميديا" تحقق شعبية واسعة في مواقع التواصل الإجتماعي فهل تنشرها كنوع من التواصل مع جمهورك؟
أحب أن أسعد ابنتيّ بنشر صورهما في "السوشيال ميديا"،فأحب ممارسة الرسم مع مايا،ورياضة المصارعة مع توبراك التي تحبها كثيراً.
