افهميني يا سيدتي (2)

أميمة عبد العزيز زاهد

استكمالاً للمقال السابق: سيدتي إن المرأة الذكية هي التي تتمتع باللباقة وسرعة البديهة وحسن التصرف، وخاصة عندما تعترضها مشكلة ما وتحولها إلى صالحها، وتكون قادرة على الدخول لأعماق الرجل وتغيير الكثير من طباعه، فهل بذلت جهداً لجذب اهتمامي من خلال تصرفاتك وثقافتكِ وأناقتك وأنوثتك؟

عزيزتي هل راعيت بأن أراك تتزينين لي كما تتزينين في مناسباتك؟ وأن تمرحي وتضحكي كما تفعلين مع صديقاتك؟ أم أنكِ ما زلتِ غارقة في أعمال المنزل والطبخ والاهتمام بالأبناء؟ وبعملك وسهراتك وصديقاتك وتليفوناتك على حسابي؟ هل ترين نفسك الودودة في محادثتكِ المتجددة في مواضيعك؟ هل أنتِ حقاً تجيدين فن الإصغاء عندما ألجأ إليك وأبوح بما يشغل فكري؟ هل لمست فيك القناعة التي عشتها معك في أول حياتنا حين كنتِ تبذلين جهدك لإرضائي، وبعدها تبدل حالك وأصبحتِ ترهقينني بسيل طلباتك التي لا تنتهي؟ هل منحتني الإحساس بالرضا من خلال تصرفاتك التي يغلفها التعامل الأنثوي المليء بالرقة والدلال؟ هل تقاسمينني همومي دون تذمر أو اعتراض؟ هل حقيقي تشاركينني حياتي بحلوها ومرها برضا وقناعة؟

زوجتي الحبيبة، هل كنتِ لي عوناً أم نسيت بأنك من أسهمت في زيادة الفجوة بيننا؟ فلا تلوميني دوماً على تقصيري ولومي نفسك؛ لأنك تعيشين من خلال أحلام تريدين أن تحققيها في لحظتها، هل خصصت وقتاً للحديث والحوار دون مشتتات تعيق التواصل بيننا؟ لو فهمت شخصيتي وتخليتِ عن جهلك المتعمد بمدى حبي للمدح والثناء والحديث عن إنجازاتي، ولو علمت أن أكثر ما يتعسني العبوس في وجهي وكثرة التذمر والإحساس بعدم الرضا والاستياء والشكوى، كم أتمنى أن تشعريني بأني الحضن الدافئ الذي تجدين فيه راحتك وطمأنينتك وسلامتك، وأنك تستمدين مني فرحك وطاقتك وقوتك، وأنك دائماً ستكونين بجانبي ومتمسكة بي، استمعي لهمومي واتركيني أعبّر عنها وأبدي رأيك، وقدمي لي الدعم والمشورة، ولا تدعي أعباء الحياة تشغلك فتتجاهليني وتنصرفي عني من أجل مسؤوليات البيت أو صديقاتك أو عملك، أرجوك لا تبحثي عن المثالية والكمال، بل عيشي واقعك وفتشي عن الإيجابيات، وعن الأفضل؛ لتحولي حياتنا لفرح لنستمتع بها معاً، وامنحيني الثقة بكل صدق، وبأني قادر على استيعاب احتياجاتك ومشاعرك، وكيف لا أكون كذلك وأنا رفيقك وشريكك؟

وفي النهاية يا سيدتي إلى متى سيستمر الصراع بيننا؟ وأنتِ بعينك وقلبك ورقتك وحنانك وذكائك لديكِ القدرة على تحويل مرارة الحياة إلى بلسم، فإذا كان الرجل هو محور حياتك كما تدعين، وإذا كنت أمثل لكِ الرجل الذي تتمنين، والزوج الذي تحترمين وتعتزين به، أشعريني بأن راحتي وسعادتي أهم من أي اعتبارات أخرى، عزيزتي إنها محاولات مني لتقريب وجهات نظرنا أنا وأنت، ورؤية الموضوع الواحد من منظورين مختلفين، لعلنا في يوم ما نلتقي فأنتِ كنت وستظلين في نظري أجمل امرأة في العالم، وأكثرهن جاذبية، هذا لو فهمتني..