غازي القصيبي ستبقى جسراً من العشق يعبر عبر قلوبنا

غازي القصيبي
من كتبه
في أحد أمسياته الشعرية
قصيدته الأخيرة حديقة الغروب
كتابه المشهور حياة في الإدارة
5 صور

هو فارس أخذ على عاتقه حماية بلده عن طريق زيادة الوعي والثقافة، أتى محملاً بكل ما أوتي من عنفوان وغيرة على كل ما يحدث في بلاده العربية، جمع بين الضدين السياسة وديدن الشعر والأدب، كان حالة استثنائية فعندما يكون رجل الدولة شاعراً وأديباً، تصبح للسياسة نكهتها الخاصة الموشومة بالأحاسيس المرهفة والتعاطف مع قضايا المجتمع والعالم، شخصيتنا لليوم تميزت بالفكر المجدد والثقافة والاتزان، عن الشاعر والأديب والسفير والدبلوماسي والوزير السعودي غازي القصيبي نتحدث اليوم في ذكرى وفاته السابع.

نشأته
ولد 2 آذار/مارس عام 1940م، قضى في الأحساء سنوات عمره الأولى ثم انتقل بعدها إلى المنامة بالبحرين ليدرس فيها مراحل التعليم، حصل على درجة البكالوريوس من كلية الحقوق في جامعة القاهرة، ثم حصل على درجة الماجستير في العلاقات الدولية من جامعة جنوب كاليفورنيا التي لم يكن يريد الدراسة بها، بل كان يريد دراسة القانون الدولي في جامعة أخرى من جامعات أمريكا، وبالفعل حصل على عدد من القبولات في جامعات عدة ولكن لمرض أخيه نبيل اضطره إلى الانتقال إلى جواره والدراسة في جنوب كاليفورنيا وبالتحديد في لوس أنجلوس ولم يجد التخصص المطلوب فيها فاضطر إلى دراسة العلاقات الدولية، وحصل على الدكتوراه من جامعة لندن بالعلاقات الدولية أيضاً والأطروحة التي قدمها لنيل درجة الدكتوراه كانت عن اليمن كما اوضح ذلك في كتابه الشهير" حياة في الإدارة".

رجل دولة
تولى القصيبي مناصب عدة منها أستاذ مساعد في كلية العلوم الإدارية بجامعة الملك سعود في الرياض عام 1965، ومستشار قانوني في مكاتب استشارية وفي وزارة الدفاع والطيران ووزارة المالية ومعهد الإدارة العامة ونال منصب عميد كلية التجارة بجامعة الملك سعود 1971م ، ثم مدير المؤسسة العامة للسكك الحديدية 1973 م، ومن ثم وزير الصناعة والكهرباء 1976م، وثم وزير الصحة 1982م، فسفير السعودية لدى البحرين 1984م، ثم سفير السعودية لدى بريطانيا 1992م، فعاد وزير المياه والكهرباء 2003م، ومن ثم وزير العمل 2005م.

نتاجه الأدبي
القصيبي شاعر له إنتاجات في مجالات مختلفة ففي فن الرواية والقصة خرج له: شقة الحرية، دنسكو، أبو شلاخ البرمائي، العصفورية، سبعة، سعادة السفير، الجنية، العودة سائحا إلى كاليفورنيا، هما، حكاية حب، رجل جاء وذهب، أقصوصة ألزهايمر، نشرت بعد وفاته.


مقتطفات من شعره:
من قصيدة حديقة الغروب، التي ينعى فيها نفسه وقد كانت أخر ما كتبه.
خـمسٌ وسـتُونَ.. في أجفان إعصارِ أمـا سـئمتَ ارتـحالاً أيّها الساري؟
أمـا مـللتَ مـن الأسفارِ.. ما هدأت إلا وألـقـتك فـي وعـثاءِ أسـفار؟
أمـا تَـعِبتَ من الأعداءِ.. مَا برحوا يـحـاورونكَ بـالـكبريتِ والـنارِ
والصحبُ؟ أين رفاقُ العمرِ؟ هل بقِيَتْ ســوى ثُـمـالةِ أيـامٍ.. وتـذكارِ
بلى! اكتفيتُ.. وأضناني السرى! وشكا قـلبي الـعناءَ!... ولكن تلك أقداري

من قصيدة الشهداء، التي يتحدث فيها عن استشهاد الفتاة الفلسطينية آيات الأخرس بعد قتلها عشرين إسرائيلياً في عملية من عمليات المقاومة.
انتحرتم؟ نحن الذين انتحرنا
بحياةٍ.. أمواتها الأحياءُ..
أيها القومُ! نحنُ متنا.. فهيّا..
نستمعْ ما يقول فينا الرِثاءُ


وفاته
توفي بعمر السبعين عامًا في يوم الأحد 5 رمضان 1431 هـ الموافق 15 أغسطس 2010 الساعة العاشرة صباحًا في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض.