خالد مشبال "هرم الإذاعة" المغربية في ذمة الله

كان من بين أعماله الشجاعة والرامية إلى نشر الثقافة
عرف الراحل بعلاقاته الوطيدة مع السياسيين والباحثين والمفكرين العرب والمغاربة
الإعلامي المغربي خالد مشبال
3 صور
فقدت الساحة العربية أحد أعمدة العمل الصحافي الإذاعي، إنه الإعلامي المغربي خالد مشبال الذي يوصف ب"هرم الإذاعة" الذي تتلمذ على يديه رواد المحطات الإذاعية في هذا البلد.
وخيم حزن كبير على الصحافيين المغاربة الذين فقدوا في هذا الصحافي ميولاته المهنية وأخلاقه العالية التي كان يمررها بين دفتي برامجه الإذاعية التي نشطها وأعدها لفائدة مستمعيه من مختلف الأعمار.
فقد توفي الإعلامي خالد مشبال، وزوجته هي الصحافية الإذاعية أمينة السوسي، بمنزله بمدينة طنجة عن سن يناهز 83 عاما بعد صراع مرير مع مرض لم ينفع معه علاج.
فقد أصبح صوته المنبعث من أي مذياع في كل مناطق المغرب دليلا على تقديم الجديد على المستويات الثقافية والفنية والمجتمعية بأسلوب سلسل يعانق اهتمامات الجمهور الذي ما فتئ ينادي بعودته للأضواء الإذاعية بعد أن أحيل على التقاعد.
وعرف الراحل بعلاقاته الوطيدة مع السياسيين والباحثين والمفكرين العرب والمغاربة، مستفيدا من تجربته الصحافية في الإذاعة المغربية التي ترجع إلى بداية استقلال هذا البلد في أواسط خمسينيات القرن الماضي
وكان من بين أعماله الشجاعة والرامية إلى نشر الثقافة البانية إطلاقه مبادرة لتشجيع القراءة من خلال إصدار سلسلة كتب الجيب "شراع" التي قدمت للقراء بأثمنة زهيدة.
وكان الراحل، الذي رافق بعمله أجيالا عديدة، قد سافر في ريعان شبابه إلى مصر من أجل استكمال دراسته في مجال الإعلام والتعرف على المشرق العربي وثقافته.
وقال نور الدين مفتاح، مدير صحيفة "الأيام" المغربية، إن كان من الشرف أن "تقف مع خالد مشبال بكل تاريخه المهني والانساني وبكل مواقفه ومبادئه وإحساسه الدفين".
ووصفه نور الدين مفتاح، في تدوينة على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، بأنه "ضمير الإعلام الوطني".
من جهتها، عبرت الفنانة المغربية، سميرة القادري، عن حزبنها العميق لوفاة هذا الإعلامي الشامخ، مشيرة إلى أنها "حزينة اليوم في فقدانك خالد مشبال. رحلت عنا في صمت . لن أنساك أبدا".
وقالت سميرة القادري، التي تنحدر من نفس منطقة الراحل طنجة، "لم أكن أعرف أنني أحظى بمحبتك وعطفك (...) لم أتصور أنك تتابع خطواتي".
وأضافت "ما زلت أحتفظ بمقالاتك وبردك على من تطاول عليك يوما بسببي"، فقد "كنت الأب والمعلم والمهني. لن أنساك".
وكان الراحل قد ارتبط اسمه بشكل كبير بإذاعة إفريقيا ومن بعدها إذاعة طنجة التي قضى بها ردحا من مسيرته المهنية إلى أن أشرف على إدارتها بين سنتي 1984 و 1995، بالإضافة إلى قسم الانتاج بالتلفزة المغربية.
كما توج الفقيد بالجائزة الوطنية الكبرى للصحافة في دورة 2005، وأشرف على إصدار صحيفة "الشمال" الجهوية.