بعد عجزه أن يصبح طياراً.. شاب أردني يصنع مجسمات طائرات!

مازن العزب
الشاب الأردني محترف مجسمات الطائرات
المحترف مازن العزب
طائرة شراعية
مشروعه للطائرات الشراعية
مروحيات
أحد مجسمات طائرة
8 صور

«لا ضير إن لم نستطع أن نزور السماء، لماذا لا نحضرها إلى غرفتنا الصغيرة»
ربما هذا ما كان يدور في خاطر الشاب الأردني ذي الواحد والعشرين عاماً مازن العزب، الذي حوّل غرفته الصغيرة إلى معمل لصناعة الطائرات، أو بشكل أدق، معملاً لصناعة مجسمات الطائرات العسكرية والمدنية ثلاثية الأبعاد، مستعيناً بما يجده أمامه من مواد خام بسيطة، قاضياً ساعات طويلة في معمله الصغير، في العاصمة الأردنية عمان.
وفي حديث حصري للشاب العزب لـ«سيدتي. نت»، أشار إلى أن شغفه بالطائرات بدأ منذ طفولته، حين كان والده الذي يعمل في مجال الطيران يقوم باصطحابه إلى مكان العمل، وكانت رؤيته لهذه الطائرات الكبيرة تثير دهشته دائماً، وكانت أواخر العام 2011 انطلاقته بهذا المجال، ومع مرور الأيام تحول هذا الشغف إلى عمل، كما أنه كان يأمل أن يصير طياراً، إلا أن بعض الظروف الصحية التي يعاني منها منعته من تحقيق ما يريد، إلا أنه يحاول الآن دراسة تخصص «هندسة الطيران»؛ حتى يتمكن من صقل هذه الموهبة بالعلم، ويطور من هذا المجال بشكل أكبر، خاصة أن هدفه القادم هو أن يجعل هذه المجسمات تطير فعلاً ويمكن تحريكها والتحكم بها عن بعد.
وأضاف العزب بأنه يحلم أن يتمكن من إيصال مجسماته وأعماله إلى العالم كله، خاصة أنه لا يستعين بأي آلات لصنعها، فهو يعتمد كلياً على العمل اليدوي لإنجازها، ومع ذلك فإن الناتج النهائي لمجسماته يكون ذا جودة كبيرة ودقة عالية، ويؤكد العزب أن حلمه قد بدأ فعلاً بالتحقق، فقد تابعته العديد من أكاديميات وشركات الطيران بالسعودية والإمارات والكويت والعراق وأميريكا وإيطاليا واقتنت بعض هذه المجسمات.
في البدايات كان العزب يستعين بالكرتون المقوى لصنع هياكل هذه المجسمات بعد أن كان يرسم تصميماتها بنفسه، حتى وصل به الأمر إلى أن يطور من هذه الهواية بإعادة تصنيع المواد البلاستيكية والمعدنية وتحويلها إلى طائرات ثلاثية الأبعاد، وآخر مراحل نضجه كانت الاستعانة بالخشب، وبعد سنوات طويلة من العمل، أصبح هذا الشاب العشريني محط اهتمام هواة الطيران.
وتمكن العزب منذ بداية عمله إلى الآن، من صناعة أكثر من 350 مجسماً، كل واحدٍ منها قد يستغرق 4 أيام كاملة من العمل المُستمر، وبعضها قد يصل إلى أكثر من ذلك، بحسب ما تجود عليه مخيلته من تفاصيل، ويديه من جعل هذه التفاصيل إلى حقيقة.
كما استطاع العزب خلال هذه الفترة، من أن يلفت انتباه العديد من محبي الطيران والطائرات، إضافة إلى العاملين في هذا المجال من طيارين وغيرهم؛ حتى أصبح العديد منهم زبائن دائمين لديه، حتى أن الأميرة بسمة بنت طلال والأمير حمزة بن الحسين، كانا قد اقتنيا بعضاً من مجسماته.