مطوفات يحكين بداياتهن وذكرياتهن في الحج

شمس دمنهوري
وفاء بانه
المطوفة شادية جنبي
بعض من استقبالات المطوفات للحجيج
5 صور

الطوافة مهنة توارثتها الأجيال عبر الأزمان في خدمة ضيوف الرحمن ولم تقتصر على الرجال، بل كان للنساء نصيب منها، والمطوِّف، رجلا كان أو امرأة، بمثابة سفير لما يتركه من انطباع على الحجيج القادمين من كل أنحاء العالم.
«سيدتي» حاورت بعض المطوِّفات ووقفت على ذكرياتهنَّ مع مهنة الطوافة.


الطوافة مهنة متوارثة
بداية أوضحت مطوفة جنوب شرقي آسيا، شادية جنبي، أنَّ مهنة الطوافة متوارثة يختص بها أبناء وبنات مكَّة المكرَّمة. وأضافت: بدأت العمل بالطوافة منذ كان عمري سبع سنوات، وكنت أرى والدي كيف يقوم بمهامه تجاه الحجاج ونحن علينا الاهتمام بهم بالمنزل وإعداد الطعام لهم، لأنَّ الحجاج كانوا ينزلون في منزل المطوف لفترة تمتد أكثر من أربعة أشهر، فنشعر بأنَّنا أصبحنا عائلة واحدة، وأتذكر أنَّ أخوالي تزوجوا منهم. لكن في الوقت الحالي تغيَّر الوضع وأصبح المطوِّف رقماً مجهولاً عكس السابق، فقد كان الحاج يكنُّ كل الاحترام والتقدير للمطوِّف، لكن هذا لا يلغي دوره.
وأضافت جنبي: أسست منذ أربع سنوات فريقي التطوُّعي الذي يضم عدداً من المطوِّفات المتطوِّعات، وذلك من أجل تدريبهنَّ وتعليمهنَّ كيف يقمن بخدمة الحجاج وتعلم شيء من لغاتهم. ولله الحمد فريقي تتحدث فتياته أكثر من أربع لغات التايلاندي والإندونيسي وبعض اللغات الإفريقيَّة إلى جانب الإنجليزيَّة، فنحن نعمل على أخذ الحجاج في جولات على الأماكن السياحيَّة بمكَّة وتعريفهم بالتراث المكاوي.


للحج ذكريات لا تنسى
وتطرَّقت المطوِّفة، شمس دمنهوري، جنوب شرقي آسيا، إلى مهنة الطوافة فتقول: أخذت مهنة الطوافة عن والدي وجدي، والمطوِّفات هنَّ زوجات المطوفين أو بناتهم أو أخواتهم كنَّ في الحج يعملن في إعداد المعمول، وتجهيز النُقل، وبعض المأكولات التي تصلح للتخزين في أيام الحج لذويهنَّ المطوِّفين في مكاتب الطوافة، وبعضهنَّ ينزلن إلى المشاعر ويقمن بمهمَّة الطبخ لأعضاء المكتب ويقدمن بعض الخدمات للحجاج من هدايا أو تمريض الحاجات أو توعيتهنَّ، لكن ذلك لم يكن إلزاماً عليهنَّ، وبعض المطوِّفات قمن مقام الرجال في جلب الحجيج والعمل على خدمتهم حتى نهاية الحج من سكن وتغذية وتوجيه وهكذا، لكنهنَّ معدودات.
أما في الوقت الحاضر فجيل المطوِّفات الجديد زودن بالتعليم والتعليم العالي، وتوفرت لهنَّ وظائف في مؤسسات الطوافة، دائمة وموسميَّة، وأصبح لهنَّ دور آخر من حيث الأنشطة الاجتماعيَّة والطبيَّة والخيريَّة في الحج، وتحوَّلت الوجبات أو بعض الخدمات إلى هدايا رمزيَّة توزَّع للحجاج من أعمال المطوِّفات أو بتوظيف الأسر المنتجة في ذلك علاوة على الزيارات والأنشطة المختلفة.


يكفي دعاء الحجاج لنا
وأوضحت مطوِّفة الدول العربيَّة، وفاء، بأنَّ الطوافة هي خدمة ضيوف الرحمن، والمطوِّف هو من يقوم بخدمتهم منذ وصولهم إلى مكَّة، وكان اختيار المطوِّف يتم من قبل الحاج وهو ما يسمى بالسؤال، حيث كان المطوِّف يسافر إلى بلد الحاج لعمل دعاية له وعرض خدماته لكي يختاره الحاج عند قدومه عبر منافذ المملكة العربيَّة السعوديَّة (الجويَّة والبريَّة والبحريَّة) ومع اقتراب موسم الحج نشتاق لخدمة الحجاج وننتظر قدومهم، حيث كان جميع أفراد عائلة المطوِّف يقومون بخدمة الحجاج وبيوتهم مفتوحة لهم واستعداداتهم قائمة لخدمتهم والترحيب بهم وكأنَّهم من الأسرة. لكن في الوقت الحالي أصبحت الطوافة تتبع لمؤسسات الطوافة لتتركز مهامها في استقبال الحجيج وتقديم المحاضرات التوعويَّة والصحيَّة وكل ما يحتاجونه في أداء فريضة الحج، وتعريفهم بالتراث المكاوي. وعن أحد المواقف التي لا تنساها المطوِّفة وفاء قالت: في لقاء لي مع إحدى الحاجات طلبت منها الدعاء لي في وقفة عرفات فقالت سأدعو لك الله أن يعطيك حتى يرضيك. وذهبت يومها إلى بيتي أبكي لأنَّي وجدت كل أموري موفقة وما زلت أتذكر دعوة تلك الحاجة وأدعو لها.


ومع تغير مهنة الطوٌافة عن الماضي أصبحت التركيز على بعض المهام:
- استقبال الحجاج وتعريفهم بالتراث المكاوي
- عمل ندوات دينة وثقافية
- تدريب المطوفات على اعمال الطوُافة الجدد وتعليمهم عدة لغات