لا فرق بينك وبين أخيك!

إذا كنتِ زوجة أو ابنة أو أختًا أو زميلة، ولكِ موقف من سلوك أقرب الرجال إليكِ، فهذه الصفحة لكِ. قولي كلمتكِ له، فالذكي من الإشارة يفهم... وعسى أن يكون رجلكِ ذكيًا!

الأم تشتكي:
أيعقل أن أفرّق بين ولد وآخر؟ فكلاهما حملتهما في بطني وولدتهما وربيتهما وأغرقتهما بنفس الكمّ من الحب والحنان والرعاية والاهتمام، فلماذا الآن يتهمني ابني الكبير صلاح بأنني أفرّق بينه وبين أخيه الأصغر سعد؟ هل يلقي هذا الاتهام بسبب جملة قلتها أو رأي أبديته؟
صلاح مغترب مع أسرته منذ سنوات، مثله مثل أخيه سعد، وكلاهما في قارة، ومع هذا صلاح لا يتصل سوى مرة كل شهر. وهو أيضًا مرّ بظروف صعبة كثيرة وضغوطات مادية، لدرجة كنا نسانده أنا وأبوه لأشهر، إلى أن استعاد استقراره المادي وحصوله على وظيفة، والحمد لله، أنعم الله عليه بالزوجة الصالحة وهي من أقربائنا، ورزقه ثلاثة أطفال.
أنا أمّ، وحرصي على راحة أولادي وسعادتهم هي المرتبة الأولى، فكيف يكون حالي عندما أسمع صوت ابني المتعب، وشكواه من تعب زوجته بسبب حملها الرابع. ردة فعلي التلقائية هي أنني قلت له: ولِمَ كل هذا؟ ألم تكتفي زوجته بأطفالها وهم في غربة وليس لديهم أحد يساعدهم؟ قلتها له وبغصّة، ما الذي ورّطه بهذا، بدلاً من أن يفكرا بتطوير حياتهما؛ أن يكبر الأطفال وهي تبحث عن وظيفة تساند زوجها وتقف بجانبه، لِمَ هذا التعب والقرارات الخاطئة؟
كلامي ورأيي وغصّتي على وضع صلاح لم تعجبه، وبدأ سلسلة الاتهامات بأنني لِمَ لا أتحدت هكذا مع سعد، وأنني كلما كلمته اشتكيت له وضع سعد ومتاعبه ولا أفكر فيه وبأسرته، وكيف أنني كنت سعيدة عندما حملت زوجة سعد بطفلها الثالث، وأني وأنني وأنني... فلماذا أتصرف معهم هكذا؟
ما دخل سعد في الوضع الذي هو فيه؟ وما دخل التفرقة؟ كيف يفكر؟ إنني حزينة على وضعه وعندما أقول رأيي هذا يعني أنني أفرّق؟ هل إبداء الرأي والتعبير بصراحة عما أراه من منطلق حرصي على ولدي وراحته أصبح تفرقة؟ ربما علي ألا أفكر كثيرًا بكلامه، وأفسره على أنه متعب ومرهق ومضغوط، وأتركه ليهدأ، مع أنني لا أخفي حسرتي وغصتي، هل كان عليَّ ألا أقول ما قلته؟ ما رأيكم؟

أم صلاح (61 عامًا – ربة منزل)
لا أتواصل على المواقع الإلكترونية.

شاركوا في تقديم اقتراحاتكم لـ«أم صلاح» على موقع «سيدتي نت».

إذا كنت زوجًا أو أبًا أو أخًا أو زميلاً وتواجه مشكلة في التعامل مع أقرب النساء في حياتك، فهذه الصفحة لك. قل كلمتك لها فالذكية من الإشارة تفهم... ولعلها تكون ذكية!

الابن يرد: 
أحيانًا نتقبل تعليقات ونتغاضى عنها؛ كونها لا تعنينا أو أتت من أشخاص لا يهموننا، ولكن أن تستمع لكلام من أشخاص يفترض أن يكونوا من أقرب الناس لك وتُجرح وتحزن بسببهم، فهذا مؤلم جدًا!
كانت والدتي قاسية بكلامها وهي تنتقد الوضع الذي أنا وزوجتي فيه، تنتقد القرار الذي اتخذناه؛ بأن يكون لنا طفل رابع! تحدثني والدتي وتسألني عن حال زوجتي، فما إن أقول إنها متعبة بسبب الحمل، وهنالك بعض المشاكل الصحية، تكون إجابتها الفورية أننا لم نتخذ القرار السليم، وما لنا وما هذا الحال، والكثير الكثير.
كيف تقول لي أمي هذا الكلام وهي أساسًا أمّ وتعرف مشاعر المرأة عندما تكون بحاجة لطفل، كيف تقول ذلك وهي أيضًا تدرك أن زوجتي في شهرها الخامس من الحمل؟ هذا الكلام قد يقال عندما أتحدت عن التفكير في الحمل، لا أن يكون هنالك نفس وجنين ينمو لأقول لماذا كل هذا؟ وأساسًا هذا الكلام لا يقال، هذا الأمر يتعلق بأطراف آخرين، هم أنا وزوجتي، ولم أطلب رأي أمي لتقول لي كل هذا، إنه قرار خاص، وخاص جدًا، وإن كان لديها رأي معارض، فمن الأجدى أن تحتفظ به لنفسها، ولا تقوله وتجرحني.
لماذا لم تكن ردة فعلها هكذا عندما حملت زوجة أخي الصغير سعد بطفلها الثالث؟ لم يمر شهران على ولادتها وحملت بعدها، والدتي لم تنتقد! بل كانت تقرأ الأدعية وتوزع الصدقات كي تلد زوجة أخي بالسلامة، فلماذا التفرقة؟ وضع سعد لا يختلف عن وضعي؛ فهو أيضًا في الغربة، وهو أيضًا مرّ بظروف صعبة، ما الفرق؟ هل لأني الابن الأكبر، والحنان للابن الأصغر؟ أم لأن زوجة سعد تعمل وزوجتي لا؟ أم ماذا؟!
هي مكالمة واحدة في الشهر؛ أتحدت فيها معها لأخرج بمزاج سيئ وتوتر، فكل مرة موضوع ينغّصني ويشحنني أكثر، كلام والدتي عن سعد، وأحوال سعد، أكلمها لأطمئن عليها وعلى والدي، فتكلمني عن أخي وظروفه.. آه.. وتقول إنها لا تفرّق بيننا. إنها تفرّق، وتفرّق كثيرًا وأكبر دليل هو الكلام الجارح والقاسي. أتمنى أن تراقب أمي نفسها وتراجع أسلوب كلامها معي، فليس كل ما يتم التفكير فيه يقال.
أفكر جديًا أن أجعل مكالماتي كل شهرين أو أكثر؛ بسبب هذه المنغّصات، لولا خوفي من غضب الله وصلة الرحم.

صلاح (42 عامًا – سائق تاكسي)
لا أتواصل على المواقع الإلكترونية

شاركوا في تقديم اقتراحاتكم لـ«صلاح» على موقع «سيدتي نت».