دعنا لا ننتهي في.. ساعة غضب

سلمى الجابري

. لا أريد أن أندم، لا أريد أن يتبدد بداخلي وجه الحلم، ماذا يعني أن يتم استغلالنا بحبٍ مبتذل؟ بينما كل شيء يتداعى من أمامنا!

. لا أعتقد بأنك ستسمح بأن تتآكل روحك أكثر، بأن تُلوى ذراع عاطفتك بينما تقف أنت بكل طواعية، دون أن تدير ظهرك وترحل، وهل من بعدِ هذه المهزلة سيبقى هنالك داعٍ لكل ما هو آت؟

. نحن على الأقل أو أنا على أقل تقدير سأستمر بالكتابة كي لا أتعب، كي لا أعاتب، كي أتطهر، وكي لا أحترق، بينما كل شيء يعيش من حولي بشكلٍ طبيعيّ، الكتابة تجعلني أتخفف، أطيب، أحب من جديد كما لم أكتب قط.

. ماذا ستحتاج غير ورقة أو جهاز لوحيّ كي تترجمك، كي تعيد تأثيث أنفاسك، كي ترتبك من جديد؟ فمن غير اللائق أن تصافح العالمين وأنت تتمزق بداخلك.

. الخوف ليس الحل، كذلك الجرأة، ثق بذكائك لتعيش رغمًا عن أي شعور قد يطيح بك في أي لحظة قبل أن تعود أدراجك، وأنت عامرٌ بالأسى.

. أنت تختنق بوحدتك، أشعر بذلك، لا تخفي ألمك، دعنا نبكي سويًا بينما بيننا كل هذه الانهيارات والأغنيات الباكية.

. لا تعطيني قلبًا، طالما سيكون وسيلة للألم ليس إلا.

. نترفع عن الكثير، بينما لم تكن لتترفع عن هذا التجسيد البائس الذي تدعوه بالاعتذار، وهل استحق كل هذا الهراء لتعاود الكرة كلما خذلتني؟

. بمعيّة الغضب، كل شيءٍ فينا يصطخب، ينسحب، نحن لا نهاب شيئًا أكثر من أننا قد نُحرم من اليد التي نحبها، من الوجه الذي نختصر فيه كل سعادتنا، من الصوت الذي يملأ حواسنا المعطلة بالحياة، نحن لا نخاف أكثر من أن ينتهي كل شيء في ساعة صراخٍ تافهة دون عودة.

. أنا والكثير معي من الأقلام، من الأسطوانات، من العطور، من الشموع والأفلام، نضج بالفقد، هل لك أن تحيينا؟.