يا سيدي رد عليَّ بأي لغة

أميمة عبد العزيز زاهد

 

 

قالت: ألم تتعب يا سيدي من محاولاتك المتكررة حتى تستعبدني؟، أفهم أن لك مطلق الحرية في أن تحكم وتأمر وتنهي، وأن تتمنى وتحلم، وأن تقبل أو تدبر، أو تهبني أو تحرمني، أن تعاملني بديمقراطية أو ديكتاتورية..... شيء واحد ليس بيدك أن تتحكم فيه هي عواطفي تجاهك.

دعني أيها الرجل في البداية أناقشك بلغة العقل التي تجيد التحدث بها.. وبعدها حاورني بلغتي... لغة العاطفة التي أتقنها حتى أفهمك.. أخبرني بصدق ما الذي تعرفه عن المرأة في خضم مسؤولياتك ومن واقع حياتك وحياتها.. ماذا تعرف عن كيانها.. مشاعرها.. أحاسيسها.. تفكيرها. اهتماماتها أعماقها.. تصوراتها.. عواطفها..

جوارحها.. حواسها.. ماذا تفهم عن تكوينها.. نفسيتها.. غرائزها.. أمومتها.. أنوثتها ماذا تعرف عن التغييرات والتقلبات الداخلية والنفسية والمعنوية التي تعيشها أنت فقط تعرف أن تتمنى.. وتتأمل.. وتتحكم.. وتأمر.. وتنهي.. وتطلب.. وترغب.. تعرف كيف تحب.. وتكره.. وترفض.. وتعشق.. دون أن تعرف أو حتى تحاول أن تفكر في احتياجات ورغبات وتطلعات وأمنيات من سمحت لك بإرادتها أن تكون ملكًا متوجًا على حياتها.. أرجوك لا تتكلم بإحساس رجل ولا تتسرع في الإجابة.. فالموضوع يستحق منك بذل الجهد والاهتمام والبحث والمعرفة.. بكل أمانة اشعر ولو لمرة واحدة بإحساس الأنثى التي أمامك.. افهم الإنسانة التي ترافقك مشوارك ورحلة عمرك، حس بأحاسيسها الصادقة.. افهم مكنوناتها المدفونة.. ومشاعرها الدفينة.. اعرف تقلباتها الفطرية وتلمس لحظات انفعالاتها الأنثوية التي لا تفتعلها ولا تتصنعها، ولكنها مصاحبة لها في تكوينها، فسبحان خالقها وصانعها.. أرجوك.. لا ترد على استفساراتي وأنت ما زلت مصرًّا على التفكير بمنظورك.. ومفهومك.. وتصوراتك اللامنطقية، فقد طلبت منك أن تفكر بكل إنصاف وحكمة ومنطق، حتى تصل إلى عمق إحساسها وشفافيتها ورقتها التي قمت أنت بدفنها بيديك لعدم تمكنك من فهمها..... هل حاولت ولو لمرة واحدة في حياتك أن تتخيل أدوارها التي تمارسها.. هل حاولت أن تتصور حجم مسؤوليات كل دور مطلوب منها، كم يحتاج من مجهود وصبر واستنزاف لقوتها سيتعبك مجرد التفكير فيها، فهي تبذل كل طاقتها لإسعادك وإسعاد كل من حولها.. عدا نفسها.

أقرأ وتمعن.. لتفهم وتستوعب ماذا كان يفعل أفضل الخلق -عليه الصلاة والسلام- مع زوجاته.. وبناته وكيف كانت وصيته بالنساء في آخر خطبه -عليه الصلاة والسلام-.. تبصّر واعقل ماذا كانت ردة فعل عمر بن الخطاب، هذا الرجل الذي كان يهابه أعتى الرجال عندما انفعلت زوجته عليه..

أتمنى أن ترد عليَّ بأي لغة كانت.. جاوبني بعقلك الواعي أو اللاواعي لا فرق عندي.. المهم لا تتمسك بالمواقف التي تعجبك وتوافق هواك وتواكب مزاجك دون أدنى اعتبار للأمور إذا كانت لا تناسبني.. خذ الموضوع بجدية دون حذف ما لا تريد وتبقي على ما تريد، لأن الموضوع لا يتجزأ، فالعطاء يا سيدي غير محدد بفترة زمنية أو مرحلة معينه ولا يختصر أو يقتصر، إن العطاء يرفع الإنسان ويعلو به عن أي ضعف أو ذل أو تراجع...... إن العطاء هو قمة الشموخ..